أن زوجتي تجلس مع أخي على الفراش، علماً أني محذرها من الجلوس مع أقرب الناس لي، ولم تسمع كلامي، فدخلت صدفة منزلي فوجدت الباب مغلقا، واجهتها فأنكرت الجلوس معه، وهو كذلك أنكر، وبعد الإصرار أقرّت أنها جلست معه، وبعد ذلك اكتشفت مكالمات متعددة بينهما!! علماً أنني حديث الزواج بها، ولم تنجب أولاداً لأحرص عليها من التشتيت.. أرشدوني ماذا أفعل؟ د. غازي بن عبد العزيز الشمري جواب د.غازي بن عبد العزيز الشمري الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أخي الكريم.. الموضوع يحتاج منك أموراً: - الدعاء، ثم العودة إلى نفسك، والتحدث معها بصدق، وسؤالها سؤالاً واضحاً بالقول لها: ما هو وجه تقصيري تجاه زوجتي؟ (أرجو أن تكون على يقين مثل الشمس حول اتهامك إياها، وإلا كانت هذه الاستشارة بغير محلها) وأرجو أن تردد هذا السؤال طويلاً وكثيراً؛ حتى تصل لجواب قاطع وأكيد بالتقصير أو عدمه تجاهها. - دع عنك الطرف الخارجي، ولا تنشغل به أبدا مادام ذلك حصل برضا زوجتك ورغبتها، فالرهان عندك هو زوجتك، لذلك خصص وقتا مع زوجتك لا يقل عن ثلاثة أيام، ويفضل أن يكون في سفر خارج بلدكم، وحبذا يكون في عمرة لمكة شرفها الله، كن فيه صريحاً بكل شيء في جانب تقصيرك إن اكتشفته في نفسك عندما وقفت معها بصدق في النقطة الأولى، أو مع زوجتك بالقول لها بصراحة ما هو الشيء الذي أنا مقصر فيه حتى تفعلي هذا الفعل؟؟ وقل لها في هذه الرحلة بصراحة: إنني سألبي لك طلبك إذا رأيت أنك ترغبين الزواج بغيري، ولكن أرجو أن يكون هذا الكلام بعد تلطف وحنان وعاطفة جياشة نحوها، ومداعبة عميقة، وتفنن في الجماع، وشيء من الإهداء والمزاح قبل أن تقول أي شيء مما ذكرت، واجعل هذه المصارحة والمكاشفة في الأيام الأخيرة. واعلم -يا أخي- أن هذا الموضوع خطير جدا؛ لأنه تترتب عليه الحياة الزوجية، فلا يصلح أن نقابله بشدة وعجلة وردود أفعال غير متزنة، ولا ببرود ودياثة لا سمح الله، لكن يجب علينا أن نحيط بالموضوع من جميع جوانبه، لأن التعامل مع صورة المشكلة لا يمكن أن نصل فيها لحل أبدا، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فما كان عليه أفضل الصلاة والسلام أن يعالج مشكلة أبدا في شكلها الظاهري ولكنه صلى الله عليه وسلم ينظر في جوانب أخرى، وأهمها الدوافع والأسباب والظروف المحيطة وتمعن في أحاديث كثيرة تجد ذلك، ومنها على سبيل المثال الشاب الذي طلب الزنا، وماعز الذي طلب إقامة حد الزنا عليه والغامدية والرجل الذي بال في المسجد، وحاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وغيرها.. أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يستر عوراتنا، ويؤمن خوفنا من كل فزع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.