تسعى مشاغل نسائية مخصصة - رسمياً - لخياطة الملابس النسائية وشؤون تجميل المرأة، إلى توفير كل ما تحتاج إليه النساء من خدمات مميزة تجعل منه مشغلاً ذا «هوية خاصة» وشهرة وصيت واسع. لم تعد المشاغل تقتصر على تقديم خدماتها التقليدية، إذ باتت أشبه بالملتقيات الترفيهية والاجتماعية والثقافية أيضاً. ولعل من الطبيعي أن تكون زبونات المشاغل ومرتاداته من طبقات متنوعة، فمنهن فتيات صغيرات وشابات والكبيرات، وهناك أيضاً طالبات الجامعات، وربات البيوت، والمعلمات، والعاملات في القطاع الخاص كالبنوك والمستشفيات. وفي الوقت الذي تقول فيه أمل ثامر إن المشغل التي اعتادت هي وصديقاتها على الجلوس فيه لأختها الكبرى، «أقوم بإدراته نيابة عنها، لهذا أتواجد دائماً هنا، كما أقوم بدعوة صديقاتي لنجتمع ونشرب القهوة ونتحدث»، تستغرب وفاء عبدالله التي لا تذهب إلى المشاغل إلا ل «شأن تجميلي»، من كون المشاغل أصبحت أشبه بملتقيات للنساء! ماذا تقدم المشاغل؟ في جولة ل «الحياة» على بعض المشاغل النسائية، اطلعت على خدمات أخرى غير تلك المتعارف عليها، فبعضها تقدم خدمة المساج والحمام المغربي، وتلك التي تتمتع بمساحات كبيرة احتوت على أندية رياضية، تضم مسبحاً ومضماراً للمشي ومدربات متخصصات، وغرفاً تحتوي على أجهزة رياضية. حول هذه الخدمات تقول لطيفة: «لأن هذا المشغل قريب من منزلنا، ولعدم توافر نوادٍ رياضية بالجوار، فإنني أحضر إلى هنا 3 مرات في الأسبوع للسباحة والتمرين، لكن ما يجعلني أفكر في أن أقلل من حضوري للمشغل هو أسعارهم، فالمسبح مثلاً له سعر محدد غير قابل للنقاش وهو 50 ريالاً لنصف الساعة!». بعض المشاغل تحولت إلى أشبه بالمقاهي، الجلسات الجانبية والمستقلة تماماً عن خدمات التجميل والخياطة المعروفة، وتتيح هذه الجلسات لمرتاداتها التدخين والشيشة (المعسل)، كما توفر شاشات لعرض القنوات التلفزيونية، كما أنها تقوم بتوفير الجرائد والمجلات والكتب المتنوعة من قصص وروايات، إضافة إلى تقديمها للمشروبات والمأكولات. كيف أن هذا المشغل يقوم بتوفير نقل مباشر لمباريات دوري الفرق العالمية، كما أنه يوفر فيديو لعرض آخر عروض الأزياء لأهم المصممين في العالم. موظفات أم عاطلات؟ العاطلات عن العمل يجدن في مثل هذه المشاغل ملجأ لتبديد الوقت، كهيفاء سعد التي تخرجت قبل ثلاثة اعوام، حاملة بكالوريوس في اللغة العربية، ولم تجد وظيفة حتى الآن. تقول: «لم أجد وظيفة حتى الآن، كما أنني فشلت في إيجاد قبول لإكمال الدراسات العليا، لهذا أتردد على هذا المشغل لقضاء الوقت والتسلية مع بعض الصديقات». وتعرّف سارة ناصر ب «شلة المشغل» على أنهن موظفات بنوك ومستشفيات يحضرن إلى هنا يومياً بعد انتهاء الدوام، للالتقاء ببقية صديقاتهن العاطلات فالمشغل من وجهة نظرها ونظرهن المتنفس الوحيد الذي يمكنهن من الاجتماع وقتما أردن، فضلاً عن توفيره «نوعاً من الحرية لا تتوافر في أي مشاغل أخرى إلى جانب توفيره لكل ما يحتاجه من مأكولات ومشروبات وغيرها». ولا تقتصر المشاغل على كونها عامل جذب للفتيات فقط، فهناك أيضاً من النساء الكبيرات من تجد فيه متنفساً، تقول أم مشاري: «أستمتع بالحضور هنا، فهذا المكان لا يمانع من أن نحضر معنا القهوة والحلويات والمكسرات، وسواء أتيت لوحدي أم مع بناتي فإنني لا أشعر بالملل هنا». وتضيف: «تعرفت على نساء في هذا المكان، وتعمقت علاقتي بهن، وهناك واحدة تقدمت لخطبة ابنتي لأحد أولادها». وتحضر أم يارا (ربة منزل) إلى المشغل كي تعوض فقدانها لصديقاتها وتستمتع بالحديث مع صديقاتها الجدد، «منذ أن تزوجت وانتقلت إلى مدينة الرياض فقدت صديقات الدراسة اللاتي كنت أقضي معهن أوقات الفراغ ونهاية الأسبوع». في حين تبحث شهد الطالبة الجامعية عن تكوين علاقات أكثر من خلال القدوم المستمر إلى المشغل، خصوصاً أولئك المقاربات لها بالعمر والاهتمامات، «نقضي أوقات فراغنا سوياً من خلال متابعة الأفلام والمسلسلات الأجنبية، وتدخين المعسل». في هذه المشاغل تجتمع النساء من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية والمادية، فتلك أتت مرتدية «بالطو» المستشفى، وثانية لا تزال تحمل كتبها الجامعية، وثالثة جاءت من المنزل ب «بيجامة»، وأخرى تتجه إلى دورات الميا فور دخولها لتبديل «مريول المدرسة» بملابس أخرى، لا تدل على كونها طالبة مدرسة! وكان أعضاء في مجلس الشورى طالبوا في عام 2009 بإلزام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء أندية تحت إشراف نسائي مؤكدين في مداخلتهم التي طرحوها عبر مناقشتهم التقرير السنوي للرئاسة للعام المالي 1428/1427ه المقدم من لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب أن قرار إنشاء أندية نسائية صدر من مجلس الشورى ولم يطبق حتى ذلك الوقت كما ذكرت أمانة العاصمة المقدسة في تصريح لها قبل أشهرعدة بأنها بصدد افتتاح أول ثلاثة أندية رياضية مغلقة في مكةالمكرمة، وأن كلفة مشاريع الأندية الرياضية حوالى 28 مليون ريال وأن هذه الأندية ستكون للرجال والنساء، لافتين إلى أن هذه الأندية ستقوم بتخصيص ثلاثة أيام للنساء وبقية الأيام للرجال وأن هذه الأندية سيتم شغلها بكادر نسائي كامل في الأيام المخصصة للنساء.