أعلن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في تايلاند امس انه منع 155 شخصًا بينهم رئيسة الوزراء السابقة ينغلاك شيناواترا من الخروج من البلاد. وقال متحدث عسكري عبر التليفزيون "منع 155 شخصًا بالإجمال من السفر الى الخارج ما لم يحصلوا على إذن". واوضح المتحدث ان هذا القرار اتخذ "بهدف الحفاظ على السلم والنظام". من جهته، حضر رئيس الوزراء التايلاندي الذي أطاحه انقلاب عسكري امس الى المقر العام للجيش استجابة لاستدعائه من النظام العسكري الجديد، على ما افاد مسؤول في الجيش. وقال المصدر: "هناك 38 شخصًا امتثلوا لاستدعائهم بينهم نيواتومرونغ" بونسونغبيسان الذي كان يترأس الحكومة الانتقالية منذ اقالة رئيسة الوزراء ينغلاك شيناواترا. وتابع المسؤول العسكري طالبًا عدم كشف هويته: "ليس هناك في الوقت الحاضر أي بادرة من عائلة شيناواترا". وبين السياسيين الذين تم استدعاؤهم الى المقر العام للجيش عدد من افراد عائلة رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي اطاحه انقلاب سابق عام 2006، وما زال يثير انقسامًا كبيرًا في المجتمع التايلاندي، وفي مقدّمتهم شقيقته ينغلاك شيناواترا التي اقيلت من منصبها في نهاية ايار/ مايو. وتولى القائد العام للجيش التايلاندي الجنرال برايوت تشان أوتشا صلاحيات رئيس الوزراء، في الصباح التالي لإعلان انقلاب لإنهاء شهور من الاضطرابات السياسية. عقد قائد الجيش التايلاندي برايوت تشان أوتشا اجتماعًا مع عسكريين في بانكوك امس لتوضيح دور الجيش إثر انقلاب غير دموي حسبما أوردت قناة الجيش في نشرة صحفية، كما اجتمع مع رئيسة الوزراء السابقة ينجلوك شيناواترا ووزراء سابقين ومسؤولين حكوميين ومسؤولين في شركات مملوكة للدولة وجاء في بيان أعلن في التليفزيون الرسمي: "خلال هذا الوقت حيث ليس لدينا شخص آخر في منصب رئيس الوزراء، سيتولى رئيس مجلس السلام الوطني وحفظ النظام صلاحيات رئيس الوزراء"، في إشارة إلى برايوت. وعقد قائد الجيش التايلاندي برايوت تشان أوتشا اجتماعًا مع عسكريين في بانكوك امس لتوضيح دور الجيش إثر انقلاب غير دموي حسبما أوردت قناة الجيش في نشرة صحفية. كما اجتمع مع رئيسة الوزراء السابقة ينجلوك شيناواترا ووزراء سابقين ومسؤولين حكوميين ومسؤولين في شركات مملوكة للدولة. ولا تزال المحطات التليفزيونية التايلاندية مغلقة وقنوات الاشتراكات معطلة بعد استيلاء الجيش على السلطة في انقلاب غير دموي. ومع ذلك يبث الجيش التايلاندي بشكل متقطع نشرات أخبار على كل القنوات عن الأحداث التي تجري في جميع أنحاء البلاد. وشهدت تايلاند 18 انقلابًا أو محاولة انقلاب في غضون 80 عامًا. والانقلاب الاخير كان في 2006 ضد رئيس الوزراء الاسبق تاكسين شيناواترا وقد أدى الى سلسلة ازمات سياسية. وبعد ليلة فرض فيها الجيش حظرًا للتجول خيّم على تايلاند صباح امس الهدوء، حيث ظلت كل المدارس مغلقة. وعلّق الجيش العمل بغالبية الحريات الفردية اضافة الى تعليقه العمل بالدستور باستثناء ما يتعلق منه بحكم الملك ومجلس الشيوخ. ونفذ الجيش انقلابه على رئيس الوزراء نيواتومرونغ بونسونغبايسان بعد سبعة أشهر من ازمة سياسية وتظاهرات دفعت بالبلاد الى طريق مسدود. وأثار استيلاء الجيش على السلطة ردود فعل رافضة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والعديد من الدول. وأعرب بان عن "قلقه الشديد" وطالب بالعودة الفورية إلى الحكم الديمقراطي المدني وإلى حوار شامل يفتح الطريق لسلام دائم في البلاد. وشجب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشدة الانقلاب ودعا إلى عودة النظام الديمقراطي وعدم تقييد حرية التعبير، وطالب بالإفراج عن أي سياسي معتقل وحذر قادة الانقلاب من عواقب سلبية على تايلند. وقال إنه لا يوجد مبرر لانقلاب "ستكون له انعكاسات سلبية" على العلاقات. وأعلنت واشنطن أنها تقوم حاليًا بمراجعة علاقاتها العسكرية مع تايلند وتعدّ لتجميد عشرة ملايين دولار مساعدات لها. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب إنها "تشعر بقلق بالغ" بسبب الانقلاب العسكري في تايلند. وأضافت إنهم يراقبون عن كثب، ودعت الأستراليين إلى الاهتمام بأمنهم الشخصي وخطط سفرهم حيث تُعتبر تايلند من المقاصد السياحية الرئيسية للأستراليين. وقال وزير الخارجية الياباني إن ما أقدم عليه الجيش التايلندي "مؤسف" ودعا إلى عودة النظام الديمقراطي فورًا.