للمرة الرابعة، يفشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والسبب المعلن عدم اكتمال النِصاب، إذ حضر إلى مبنى البرلمان اليوم 73 نائباً مكثوا في القاعات الخارجية، ولم يدخل عدد منهم إلى القاعة العامة فقط، فيما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء الجلسة إلى الخميس المقبل الواقع في 22 مايو. تمرير للفراغ وكشف مصدر مطلع على المشاورات الجارية ل«اليوم» ان كل ما يحصل من اتصالات ولقاءات لانتخاب الرئيس، ما هو الا لتمرير الوقت لحصول الفراغ، محملا فريق 8 آذار مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس. وإشار إلى أن الفريق الآخر يضعنا في الاستحقاق الرئاسي أمام خيارين: إما الفراغ وإما انتخاب مرشحه، وهذه سياسة خطيرة سيكون لها انعكاسات سلبية على المستويات كافة. وتحدثت مصادر متابعة ل"اليوم" عن «مشاورات بعيدة عن الأضواء» تجري بين مختلف المراجع الرسمية والحكومية من أجل تنسيق الأسس التي ستُعتمد بعد انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وهو الأمر الذي ستكون إشارة الانطلاق اليه الاحتفال الذي سيقام في القصر الجمهوري في بعبدا في 24 مايو، والذي سيلقي خلاله رئيس الجمهورية ميشال سليمان خطاباً وداعياً قبل أن يغادر القصر إيذاناً ببدء مرحلة الفراغ. بري وسلام وجنبلاط وسبق الجلسة لقاء بين بري ورئيس الحكومة تمام سلام، وبين رئيس المجلس ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط. وكانت محطّات ودردشات للنواب قبل دخولهم إلى المجلس، فقد أكّد النائب أحمد كرامي «انّنا مع انتخاب رئيس لكل اللبنانيين، ويستطيع أن يتحدث مع 8 و14 بكل حرية»، داعيًا لإخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة، فيما اعتبر النائب هادي حبيش أنّ «رئاسة الجمهورية دخلت العناية الفائقة، متمنيًا إنقاذها، وأكّد النائب سيرج طورسركسيان أنّ حضور النواب المسيحيين بعد 25 أيار مرتبط بالوجود المسيحي». تحدثت مصادر متابعة ل«اليوم» عن مشاورات بعيدة عن الأضواء تجري بين مختلف المراجع الرسمية والحكومية من أجل تنسيق الأسس التي ستُعتمد بعد انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً وهو الأمر الذي ستكون إشارة الانطلاق إليه الاحتفال الذي سيقام في القصر الجمهوري في «بعبدا» في 24 أيار تعديل الدستور من جهته، تابع رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع وقائع الجلسة النيابية الرابعة من معراب، واقترح تعديلاً دستوريًا كي «لا يبقى لبنان بدون رأس». وتوجه الى اللبنانيين والدستوريين بالقول: هل نحن بصدد انتخابات رئاسة جمهورية او بصدد التوافق الذي يجري في قرى بشأن انتخابات مختار، حين لا يجري التوافق نذهب الى التصويت عندها، وكل هذه الامور تجري لأن الفريق الآخر يعطل الانتخاب عن سابق تصور او تصميم. ورأى ان التوافق ليس منطقاً دستورياً، ومن يريد التوافق لا ينتظر اليوم الاخير. وقال: «الفريق الآخر يضعنا تحت ضغط هائل مع جميع اللبنانيين ويخيرنا، إما ايصالنا الى الفراغ او الى مرشحه، وهذا غير اخلاقي، ولن نرضخ له على الاطلاق». وأعلن أن «8 آذار تتحمل مسؤولية تعطيل استحقاق الرئاسة ومن يتحمل المسؤولية الاكبر هم المسيحيون في هذا الفريق». وأكد جعجع «اننا سنستمر، لانه لا حل آخر سوى الاستمرار والتمسك بموقفنا والا فسيفرضون من يريدونه في كل المواقع. وأدعو الشعب والفعاليات الى تحمل مسؤوليتهم والدفع لاجراء انتخابات رئاسية كما يجب». وأعلن ان «العرف ذهب إلى ان النصاب بعد الجلسة الاولى هو النصف زائد واحدا ولكن هذه المرة لا نعرف كيف جرت الامور، وأصبح النصاب المطلوب في الجلسات الاخرى الثلثين ايضا». وأضاف: «أن يمارس «حزب الله» دوره في الانتخابات بطرق غير الطرق الديمقراطية غير مقبول». حلو مستمر بالترشح وقال النائب هنري حلو بعد رفع الجلسة: «للأسف اصبح لدينا موعد اسبوعي مع العجز، العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، والعجز عن انعقاد الجلسة، هذا المسلسل المؤسف من المتوقع ان يستمر اذا بقيت الاصطفافات الموجودة على حالها». ورأى أن «مصير البلد لم يعد يحتمل الاستمرار في هذه الانقسامات، لانها لن تؤدي الى اي نتيجة، بل الى الجمود، وبالتالي فإن إبعاد شبح الفراغ يتطلب الابتعاد عن هذه الاصطفافات وقبول الجميع بالبحث بشكل جدي عن الحل الذي يؤمن الوفاق، ومن هذا المنطلق يجب ان تحصل مبادرات شجاعة تكسر الحلقة لاخراج البلد من هذا المأزق، ومن حال الفراغ الذي سيبدأ بعد ايام، وتساهم في انقاذ رئاسة الجمهورية، وقد بدأنا بالفعل نلمس استعدادا في هذا الاتجاه. اعتقد ان المطلوب منا كلبنانيين اليوم ان نعمل للاتفاق على مرشح يجمع بدل ان ننتظر ان يتفق الغير على عملية الانتخاب». وعما اذا كانت المبادرات تقوم على الاستمرار في ترشيحك، أجاب: «أكيد، أنا مستمر دوما بالترشيح». سليمان: حماية الدولة وأعرب الرئيس ميشال سليمان، في ذكرى النكبة، ان «تكون العبرة مع بداية مهلة الايام العشرة الاخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، واجب الحفاظ على الدولة وتعزيز وجودها عن طريق اللجوء الى ثقافة ممارسة الديموقراطية، عبر انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، لحماية الدولة من كل الاخطار التي يمكن ان تتهدد وجودها، وفي طليعتها خطر العدو الاسرائيلي والعدد المتعاظم للاجئين السوريين والفلسطينيين». فيما أكّد النائب روبير غانم عدم إمكانية القيام بأي تعديلٍ دستوري من أجل مصلحة لبنان الذي وصفه ب «بلد المعجزات»، وقال: «من يرد تعديلاً يُمكنه انتخاب رئيس». طوارئ نيابية من جهته، حذّر النائب سامي الجميّل من «خطر قد يطال المسار الديمقراطي إذا لم ننتخب رئيساً جديداً». وطالب رئيس مجلس النواب بإعلان حالة طوارئ نيابية وعقد جلسة يومية لانتخاب رئيس جديد حتى موعد انتهاء المهلة الدستورية». وشدد على «الخضوع للنتائج الديموقراطية في الانتخابات»، معتبرا ان «التعطيل هو تعطيل للحياة الديمقراطية»، مؤكدا ان «هذه الممارسة تعطيلية». وقال: «هناك نواب قرروا الا يأتوا الى الجلسة ولا يريدوا انتخاب رئيس جمهورية جديد وهذا هو السبب الحقيقي وليس أي سبب آخر يستوجب تعطيل النصاب». ورأى ان «عدم وجود رئيس جمهورية خطر وسيعطل الانتخابات النيابية والحياة التشريعية ومجلس الوزراء وكل البلد سيتعطل بدءا من 25مايو». مواصفات أمريكية ونقل عن مصادر دبلوماسية غربية ان دوائر الكونغرس الامريكي ومع حرصها الشديد على عدم التدخل في الاستحقاق اللبناني، حددت اربع مواصفات يجب ان يتمتع بها الرئيس اللبناني، وهي القدرة على تقوية مؤسسات الدولة، والاعتراف بالقرارات الدولية خصوصا ال1559 و1701 و1757، والالتزام بإعلان بعبدا لتحييد لبنان واعتماد سياسة النأي بالنفس واحترام اتفاق الطائف، والعمل على حصر السلاح في يد الدولة.