أكد عدد من المواطنين السعوديين أن فرص العمل الوظيفية موجودة ومتوافرة ومتنوعة بما يكفي جميع الشباب، مؤكدين أن ثقافة العيب التي لا يزال يتمسك بها جيل اليوم هي العائق الوحيد التي تحول بينهم وبين هذه المهن، خاصة وان هذه المهن لا ترضي طموح الشباب المتعلم وحاملي الشهادات العليا على حد قولهم. الشباب السعودي قادر على العمل في التشييد والبناء (اليوم)
ومن جهة أخرى بين عدد آخر أنه لا مانع لديهم من امتهان هذه المهن على الأقل بصفة مؤقتة الى حين استقرارهم في وظائف تناسب مؤهلاتهم العلمية وتتوافق مع طموحاتهم الشبابية، مرجعين عدم ممانعتهم لذلك الى أنه «لا عيب الا العيب»، وأن الوظيفة مهما كانت بسيطة في مسماها فهي مهمة في شأنها للمجتمع كافة. وقال أبو عايض ان قطاع البناء والتشييد يعتبر ركيزة اقتصادية مهمة للبلاد في حين أنه يرى تهميشا واضحا له من حيث تبني نظام السعودة انطلاقا بالكوادر الفنية والمشرفة على المشاريع وصولا الى العاملين في مجال البناء والتشييد، على حد قوله، مبينا ان أساس العمل وصحته يبدأ من اول السلم وأسفله لا من أعلاه وقمته، وذلك ليتمكن الشاب السعودي من ادراك صعوبة وأهمية هذه الوظيفة، ويلمس بدوره –الشاب- التسلسل الوظيفي الطبيعي لهذه الوظيفة وغيرها من الوظائف، ولتتمكن أيضا الجهات المعنية من تحقيق نظام السعودة على الأقل في قطاع بعينه بنسبة 100 بالمائة، مبينا أن تهرب الشباب من هذه الوظائف يعتبر مؤشرا سلبيا يجعلهم غير قادرين ولا أكفاء على تقلد مناصب مهمة يفيدون بها بلدهم يوما آخر وأن الراحة والترف لا يتوافقان مع الانتاج والابتكار. وأضاف: «بحكم انني ذو تجربة سابقة في هذا المجال وصاحب مؤسسة مقاولات أؤكد أن السبب الرئيس لهروب الشباب السعودي من مثل هذه الوظائف هو تخوفه من مشاقها الفكرية والبدنية ويقينه بعدم قدرته على اتقانها على أكمل صورة وأن تفادي أصحاب مثل هذه المشاريع من استقطاب المواطن السعودي للعمل قائم بالأساس على ادراكه عن عدم التزامه بتأدية مهام هذه الوظيفة ولا حتى بالالتزام بأوقاتها، خاصة وأن هذه الوظائف تتطلب عملا يدويا وجهدا بدنيا، ما جعل نسبة السعودة بالتالي بين عاملي قطاع البناء والتشييد لا تتجاوز 10 بالمائة. وفي ذات السياق بين الشاب أحمد وعدد من أصدقائه أنه كغيره من الشباب السعودي يطمح الى وظيفة ذات راتب شهري يقيه شر الحاجة، وأن العمل تحت أشعة الشمس والمساهمة في بناء إحدى العمائر وحمل الرمال والاسمنت وغيرها من مواد البناء لا يمثل عيبا بالنسبة له بقدر ما يمثله من احباط، ملخصا قوله في جملة «أنا لم أنه دراستي الجامعية لأعمل عامل بناء»، مؤكدا ان العاملين في هذا القطاع ليسوا أقل شأنا منه انما اعتياد الشعب السعودي على نمط معين من الحياة يحيل عليهم كسره ومزاولة اعمال دون غيرها حتى وان تطلب ذلك أن يدرج اسمه تحت قوائم العاطلين عن العمل، مرجحا بذلك كفة الوظائف الادارية والتنفيذية عن غيرها من الوظائف.