إذا كنت ترغب بالسفر برا فلا داعي لحمل خرائط ورقية، أو حفظ الطرق للوصول إلى المكان المنشود، فبفضل التقنية أصبح سهلا التنقل و اختيار الطرق الأسرع والأنسب و حتى تفادي الازدحام في الأماكن المكتظة. استخدام اجهزة GPS تسهل حركة السائقين (اليوم)
ويرى خبراء أن تقنية الملاحة لتحديد الموقع «GPS» أضفت نكهة جديدة لمفهوم السفر والتنقل فلا يعتبر استخدامها ضربا من الرفاهية بل حاجة للذين يتنقلون بسياراتهم لمسافات طويلة او قصيرة في المدن التي يجهلونها. ويقولون أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وحتى أجهزة الكمبيوتر المحمولة بدأت باستخدام «GPS» وهي التقنية التي تقوم بمساعدة هذه الأجهزة على تحديد المواقع وإيجاد المسار إلى أي مكان آخر محدد على الجهاز من خلال الإحداثيات المدخلة إلى الجهاز. وللذين لم يتسنَّ لهم معرفة هذه التقنية فقد بدأت كنظام ملاحي يعتمد على شبكة أقمار صناعية يصل عددها إلى 24 قمراً مثبتة في مدارات محددة من الفضاء الخارجي من قبل وزارة الدفاع الأمريكية. وكان الهدف الأساسي لهذه الشبكة من الأقمار الصناعية هدفاً عسكرياً بحتا، ولكن في عام 1980 سمحت الحكومة الأمريكية بأن يكون هذا النظام متاحاً للاستخدامات المدنية. ويتميز نظام «GPS» بأنه يعمل تحت جميع أنواع الظروف الجوية، وفي كل مكان في العالم، وعلى مدار 24 ساعة في اليوم، ولا يجب الاشتراك من أجل الحصول على هذه الخدمة كما أنها مجانية, وتعتمد على أقمار صناعية تدور في مدارات حول الأرض بسرعة تبلغ 7 آلاف ميل في الساعة، وتعتمد على الطاقة الشمسية كما أنها مزودة ببطاريات قابلة للشحن من أجل ضمان استمرار عملها في حالة انعدام الطاقة الشمسية، و يوجد على كل قمر صاروخ صغير من أجل أن يسيّر القمر في طريقة الصحيح. و يقول الخبراء إن نسبة الخطأ في أجهزة GPS أصبحت في السنوات الأخيرة قليلة جداً بشكل فائق حتى أن معدل نسبة الخطأ انخفض إلى 15 متراً فقط في الأجهزة العادية وليست المتخصصة، وذلك بفضل تطور برامج الاستقبال داخل الجهاز، غير أنهم اعترفوا أن الأمر لا يخلو من بعض العوائق التي تؤثر على دقة أجهزة ال GPS ، و لعل أهم مصادر الخطأ فيها يكمن في أخطاء ناتجة عن بطء الإشارة من القمر الصناعي ، و ذلك لأن الإشارة تقل سرعتها عندما تجتاز الغلاف الجوي في طريقها إلى الجهاز، وعادة تكون أجهزة الاستقبال مزودة بنظام يقوم بحساب معدل التأخير من أجل تصحيح هذا الخطأ، و أخطاء ناتجة عن انعكاس أو ارتداد الإشارة نتيجة اصطدامها بعوائق مثل البنايات الطويلة أو الصخور والجبال, وهذا من شأنه أن يزيد من سرعة انتقال الإشارة بحيث تتسبب في الأخطاء، بالإضافة إلى أخطاء ناتجة بسبب الساعة الداخلية للجهاز لأن هذه الساعة ليست بالدقة التي عليها الساعة الذرية الموجودة في القمر الصناعي، و من أجل ذلك قد يكون هناك أخطاء بسبب التوقيت , كما توجد أخطاء تحدث بسبب عدم دقة المعلومات التي يرسلها القمر الصناعي عن موقعه في الفضاء، بالإضافة إلى عدد الأقمار الصناعية التي يستطيع الجهاز رؤيتها، فكلما زاد عدد الأقمار زادت الدقة و العكس صحيح , فالمباني و المجالات الكهربائية و المغناطيسية تسبب عدم رؤية الجهاز للأقمار وبالتالي تسبب قطع الإشارة وتسبب الأخطاء في التحديد أو حتى احتمال عدم قدرة الجهاز على تحديد الموقع نهائياً .
و قال عبدالرحمن القحطاني العامل في قسم المساحة بشركة أرامكو : إن ما يقوم به حاليا في ساعة واحدة كان يستغرق أسابيع وأياما لإتمامه وما كان هذا لينجز إلا في ظل توفر الأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية و التي يستخدمها مثل جهاز (RTK) و التي تحدد بدقة المواقع و النقاط المطلوبة و المحفوظة إحداثياتها سابقا بالجهاز، بالإضافة إلى أجهزة أخرى متخصصة بقياس المساحة و المتصلة بأجهزة تحديد المواقع التي تعتمد على اتصال بخمس أقمار صناعية كحد أدنى للحصول على قراءة صحيحة و دقيقة للموقع و التي لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها 5ملم كحد أقصى .
أما عمر محمد وهو أحد مستخدمي أجهزة الملاحة فيقول « تستوجب ظروف عملي السفر المتكرر من حين إلى آخر و زاد اعتمادي في تنقلي بين مدن المملكة المختلفة على أجهزة الملاحة, فأماكن العمل التي أتردد عليها منتشرة في جميع مدن المملكة و من الصعب علي حفظها جميعا، و لكن بعد استخدامي لأجهزة الملاحة فقد وفرت لي معرفة الموقع الحالي الذي أتواجد به , ووفرت»GPS» إمكانية تحديد أقرب و أقصر الطرق للوصول للمكان المطلوب بالإضافة إلى مميزات اختيار الطرق الرئيسية أو الفرعية الأقل ازدحاما, ووضحت أعمال الطرق والتحويلات كما أن توفر هذه الخدمات في الهواتف يسهل اقتناءها على عكس الأجهزة المخصصة بالملاحة والتي تكون ذات كلفة عالية». فيما نوه مساعد الشمراني أحد أصحاب شركات النقل بأن عملية الرقابة على أداء أعمال الشركة كانت في الماضي عملية صعبة لعدم توفر شبكات الاتصال في الطرق السريعة بين مدن المملكة ففي بعض الأوقات كان يعاني من عدم القدرة على الاتصال و معرفة مكان شاحنات النقل في الطرق , إلى أن تمت إضافة أجهزة «GPS» إلى عربات النقل الخاصة بالشركة, مما وفر لها معرفة أماكن وجود شاحناتها كما سهل عملية الرقابة و إدارة أداء سائقي الشاحنات من ناحية سرعة أداء العمل , و بالتالي معرفة أوقات وصولها و أماكنها في حالة تعطلها.