امتدت عملية ملاحقة مقاتلي القاعدة في اليمن إثر فرارهم من محافظاتالجنوب، تحت ضغط الجيش الى منطقة مأرب امس، شرق صنعاء، حيث قضت غارة شنتها طائرة بدون طيار على ستة منهم، ما يهدد بتصعيد جديد للعنف، وقال مصدر من الشرطة: إن أفراداً من حرس الرئاسة اليمنية اشتبكوا مع من يشتبه أنهم من المتشددين كانوا في سيارة قرب قصر الرئاسة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس. وذكر سكان أنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف على بعد نحو 500 متر من القصر. وتتزامن الغارة، وهي اول هجوم من نوعه منذ أن بدأت القوات اليمنية هجوماً واسع النطاق ضد التنظيم، مع قرار السفارة الاميركية في صنعاء تمديد فترة اغلاقها التي كانت وزارة الخارجية في واشنطن اعلنت عنها الاربعاء الماضي، لأسباب أمنية. وقال أحد المصادر: إن الطائرة استهدفت سيارة قرب قرية الحصون شرقي مأرب ما أدى إلى مقتل «عناصر من القاعدة». وأفاد مصدر قبلي آخر، أن «الهجوم وقع في مزرعة وأن الأشخاص الستة كانوا إلى جانب السيارة عند وقوع الغارة». وكانت سلسلة من الغارات بواسطة طائرات اميركية بدون طيار، وأخرى شنها الجيش اليمني منتصف ابريل الماضي، ادت الى مقتل حوالى ستين من المقاتلين في صفوف التنظيم المتطرف. وغارة يوم امس هي الاولى بطائرة بدون طيار، منذ اطلاق الجيش اليمني في 29 ابريل هجوما ضد مقاتلي القاعدة. وتعتبر الولاياتالمتحدة تنظيم القاعدة في اليمن من اخطر فروع التنظيم المتطرف. وقد استغل التنظيم ضعف السلطة المركزية اليمنية في 2011 نتيجة الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتعزيز وجوده بشكل خاص في جنوب البلاد وشرقها. وبعد تكثف اعتداءات القاعدة ضد قوات الامن، اطلق الجيش هذا الهجوم الواسع النطاق لطرد عناصر التنظيم من مخابئهم في محافظتي شبوة وابين الجنوبيتين، حيث استعاد مواقع مهمة وقتل عشرات المقاتلين. لكن اشتباكا وقع امس في محافظة شبوة عندما اطلق مسلحون من القاعدة النار على قافلة للجيش كانت متجهة من عزان الى الحوطة، بحسب مصدر عسكري لم يشر الى سقوط اصابات. وعزان والحوطة معقلان للقاعدة استعادهما الجيش في الآونة الأخيرة. وأعلنت وزارة الداخلية أن المتطرفين الذين فروا من المعارك يحاولون «الاختباء في محافظات اب ومأرب ولحج وصنعاء (...) لشن هجمات على مواقع عسكرية وامنية وارتكاب اعتداءات». وقد شن تنظيم القاعدة هجوماً انتحارياً ضد الجيش في المكلا، كبرى مدن حضرموت، في جنوب شرق اليمن الاحد ما اسفر عن مقتل 12 جنديا، بعد ان حاول في وقت مبكر مباغتة نقطة تفتيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء، ما ادى الى خسارته ثلاثة مقاتلين. وتتزامن اعمال العنف هذه مع نجاح الجيش الذي بدأ في 29 نيسان/ابريل عملية واسعة النطاق، في استعادة مواقع وبلدات سيطر عليها اتباع القاعدة في محافظتي شبوة وابين الجنوبيتين. معركة رادع عسكريا، انهارت آخر معاقل تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، وأحكم الجيش اليمني سيطرته على الكثير من مناطق كانت تسيطر عليها القاعدة، وان المعقل الاخير للقاعدة في شبوة سيسقط قريبا وفق تأكيدات وزارة الدفاع اليمنية، فيما يتحه الجيش اليمني لفتح جبهة قتال جديدة في معقل التنظيم بمدينة رادع التابعة لمحافظة البيضاء - وسط اليمن - التي تعد اهم معاقل التنظيم في وسط اليمن ومنها شنت القاعدة هجمات دامية ضد وحدات الجيش . ضربات موجعة وقال المحلل السياسي احمد داوود، ل(اليوم): ان تنظيم القاعدة الآن يتلقى ضربات موجعة من قوات الجيش هو سيحاول الاختباء والتواري بعيداً عن عين الجيش وعن الطائرات الأمريكية بدون طيار، لكن لا يعني ذلك أن التنظيم انتهى تماماً. وتابع : من المعروف عن القاعدة أنها تنمو بشكل سريع وقد تستغل الهجمات ضدها لتكسب المزيد من الأنصار خاصة إذا ما رافق ذلك أخطاء من قبل الجيش وخاصة الاستهداف المستمر للطائرات الأمريكية. وتوقع داوود ان يلجأ التنظيم الارهابي إلى تنفيذ عمليات انتقامية إرهابية في معظم محافظات الجمهورية، وسيضاعف من الاغتيالات خاصة إذا حصل تراخي من قبل الجيش في ملاحقة هذه العناصر. وخسر التنظيم نحو 60% من قوته العسكرية والبشرية بعد مقتل عنصر من عناصر التنظيم بينهم 14 قياديا، بحسب داوود. وقال مصدر عسكري في محافظة البيضاء: ان قوات عسكرية كبيرة توجهت خلال اليومين الماضيين الى معسكرات في مدينة ذمار القريبة من مدينة رداع ومعسكرات اخرى في محافظة البيضاء - وسط اليمن- استعدادا لخوض المعركة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في البيضاء خاصة المواقع التي يتواجد فيها مسلحو القاعدة في مديريتي « ولد ربيع والقريشية» ومناطق «المسانح وجبل الثعالب ووادي المشيريف» . وقال في حديث ل(اليوم): في ذمار والبيضاء عدة فرق متخصصة بمكافحة الارهاب والتدخل السريع مستعدة الان لساعة الصفر لخوض حرب في مناطق يتمركز فيها مسلحو التنظيم، وهناك عدة تفاهمات مع الزعماء القبليين في رادع لدعم هذه الحرب . السفارة الأميركية من جانب اخر اعلنت السفارة الاميركية في بيان على موقعها الالكتروني: ان «الخدمات القنصلية ستبقى مغلقة حتى 15 ايار/مايو بسبب الهجمات الاخيرة على مصالح غربية في اليمن». واضافت السفارة «من الممكن ان يستمر الاغلاق لايام اضافية عملا بتقييمنا» للوضع. ذبح وفي سياق آخر، أفادت مصادر إعلامية يمنية امس الاثنين، بالعثور على نجل مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لشؤون القضاء مذبوحاً في مديرية خور مكسر جنوب البلاد. ونقل موقع «عدن الغد» اليمني عن مصدر أمني قوله: إن شاباً عثر عليه الليلة قبل الماضية مذبوحاً يدعى إسماعيل محمد إسماعيل الحجي، وهو نجل مستشار الرئيس هادي لشؤون القضاء. ووفقا للمصدر، أفاد شهود عيان بأن الشاب إسماعيل كان خرج من منزله برفقة شخص يرتدي قميصا اسود، شوهد وهو يخرج من نفس المكان، الذي وقعت فيه الجريمة، «وهو يفر هاربا، وصعد على متن حافلة صغيرة». ونقل «عدن الغد» عن الشهود أن الشاب الذي عثر عليه مذبوحاً في العشرينات من عمره، ووجد مذبوحاً على بعد امتار من عمارة «الرويشان» التي تقع قبالة حي اكتوبر وسط مديرية خور مكسر. ويأتي هذا الحادث بعد حوالي 24 ساعة من تفجير وقع في محيط منزل الرئيس هادي، بنفس المديرية.