بعث مستشار الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، يوسي كوهين، كُتب احتجاج الى البيت الابيض وإلى سلسلة طويلة من الدول الغربية، اتهم فيها الفلسطينيين بأنهم خدعوا وزير الخارجية الامريكي جون كيري، في كل ما يتعلق بجدية نواياه في المفاوضات مع اسرائيل، فيما تصل الى اسرائيل اليوم مستشارة الامن القومي سوزان رايس، في أول زيارة لها منذ تسلمها مهام منصبها، في زيارة سبقها اعلان مجلة نيوزويك ان النشاط التجسسي الاسرائيلي في امريكا وصل الى مستويات مقلقة. وقالت صحيفة "هآرتس" التي حصلت على نسخة من كتاب صادر في 22 ابريل: بعد ثلاثة أسابيع من قرار اسرائيل الا تخرج الى حيز التنفيذ الدفعة الرابعة لتحرير السجناء، ورفع الفلسطينيون الطلبات للانضمام الى 15 منظمة دولية، وبالتوازي التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، والذي أدى الى تعليق المفاوضات. وأشار موظفون اسرائيليون كبار ودبلوماسيون اوروبيون، الى أن نسخا من الكتاب نقلت في الاسابيع الاخيرة الى السفير الامريكي دان شبيرو، الى مستشارة الامن القومي في البيت الابيض سوزان رايس، التي تصل اليوم لإجراء محادثات في اسرائيل، والى كل السفراء في اسرائيل من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، وكذا الى سفراء روسيا، الصين ودول اخرى. ونقل كوهين الكتب مباشرة، دون علم وزارة الخارجية في القدس ودون تنسيق مع سفراء اسرائيل ذوي الصلة. وارفقت بالكتاب وثيقة تقع في 65 صفحة، رفعها رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 9 مارس، قبل ثلاثة اسابيع من الموعد الذي كان يفترض لإسرائيل أن تحرر السجناء الفلسطينيين. وفي الوثيقة يوصي عريقات بالسياسة التي يتعين فيها على السلطة الفلسطينية أن تتخذها مع اسرائيل في الأشهر الاخيرة من المفاوضات وبعد 29 نيسان، الموعد الذي تنفد فيه الفترة الزمنية من الأشهر التسعة المخصصة لمحادثات السلام. وفي الكتاب، أشار كوهين الى أن هذا دليل على أنه في الوقت الذي بحث فيه الفلسطينيون مع الولاياتالمتحدة إمكانية تمديد محادثات السلام، استعدوا لاتخاذ خطوات تؤدي الى تفجيرها بشكل مبادر اليه. واتهم كوهين الفلسطينيين بأنهم استعدوا لتفجير المفاوضات، حتى قبل اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اوباما في البيت الابيض في 17 مارس، "عمليا، هذه الوثيقة هي اعداد فلسطيني لرفض الاقتراحات الامريكية.. وتوصيات لتنفيذ خطوات أحادية الجانب من خارج اطار المفاوضات المتفق عليه"، كتب كوهين: "وتبدد الوثيقة الادعاء الفلسطيني، وكأن القرار بالانضمام الى المواثيق الدولية هو رد على تأخير تنفيذ النبضة الرابعة لتحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية، وتبين ان المصالحة مع حماس تم التفكير فيها بشكل نشط في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تجري مفاوضات مكثفة". وأشار موظف اسرائيلي كبير كان ضالعا في اطلاق الكتاب، الى أن هذا جزء من حملة سياسية حيال الادارة الامريكية والدول الغربية ضد الفلسطينيين، في أعقاب تفجير المفاوضات. ليبرمان يهاجم في ذات السياق، هاجم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، في خطاب أمس في استقبال أمام السلك الدبلوماسي الاجنبي في اسرائيل، الرئيس الفلسطيني عباس، على خلفية لقائه مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وقال ليبرمان: ان "حماس في الطريق للسيطرة على السلطة الفلسطينية. والمسؤول عن ذلك هو أبو مازن". ولكن (إسرائيل) عازمة على منعها من تحويل الضفة إلى غزة. وقال أيضا: "إن (إسرائيل) لن تتنازل عن قبول الفلسطينيين بموضوعين أساسيين من أجل تحقيق السلام، وهما: الاعتراف بيهودية الدولية والتنازل عن حق العودة". واتهم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس، آلاف العرب الاسرائيليين الذين تظاهروا الثلاثاء من اجل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين، بأنهم جزء من "طابور خامس". وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الاسرائيلي: "الذين ساروا مع اعلام السلطة الفلسطينية مطالبين بعدم التخلي عن حق العودة، هم جزء من طابور خامس يسعى لتدمير دولة اسرائيل". وشدد ليبرمان على "رمزية" التظاهرة التي شارك فيها آلاف من العرب الاسرائيليين، وتزامنت مع ذكرى قيام الدولة العبرية، موضحا انه لا يقصد الا "اقلية" بين العرب الاسرائيليين الذين يشكلون 20% من السكان الاسرائيليين. حملة تشويه من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس امس، أن إسرائيل شرعت فعلياً في حملة تشويه ممنهجة في دول العالم الغربي، لنشر الرواية الإسرائيلية التي تتضمن تحميل الطرف الفلسطيني مسؤولية إفشال المفاوضات التي انطلقت بوساطة أمريكية في واشنطن يوم 30 يوليو/تموز 2013. من جهتها، قالت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية باللغة الانجليزية، الأربعاء: إن الكونغرس الأمريكي سيعقد اليوم الخميس جلسة استماع لإعادة النظر في المساعدات الأمريكية إلى الفلسطينيين، على إثر المصالحة الفلسطينية والمساعي الرامية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولم تؤكد جهات رسمة أمريكية النبأ. وذكرت الصحيفة على موقعها الالكتروني، أن اللجنة الفرعية المختصة بشؤون الشرق الاوسط في مجلس النواب "الكونغرس"، تعقد اليوم جلسة استماع بشأن المساعدات للسلطة الفلسطينية بحثاً عن سبل التقدم بعد تعثر المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ونقلت الصحيفة عن "أيليوت أنجل"، عضو الكونغرس وعضو لجنة الشؤون الخارجية قوله: "ليس هناك حاجة لمشروع قانون من أجل قطع المساعدات عن الفلسطينيين". مشيراً الى أن التشريعات القائمة حالياً تسمح بقطع المساعدات المالية، وذلك يعتبر "قانونياً". وتابع: "بطريقة أو بأخرى يبدو أن السلطة مصرة على موقفها من المصالحة، وأيضاً نحن ملزمون بطريقة ما للحفاظ على السلطة واقفة على قدميها، ومن المؤكد أن عباس لا يمكنه تجاهل الالتزامات الخاصة بالسلطة، وهذا الشيء أساسي جداً وأساسي لسياستنا". من جهته، قال "جوناثان سكافزير"، نائب رئيس قسم الابحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في العاصمة الامريكيةواشنطن للصحيفة: "يصر الفلسطينيون على أن الحكومة التي سيشكلونها هي تكنوقراطية؛ حيث يتم اختيار رجال تكنوقراط بشكل مشترك من قبل الحركتين، ولن تضم وزراء من حماس". وقال المسؤول الأمريكي: "انضمام حماس لمنظمة التحرير يمكن ان يدفع الى اعادة ادراج منظمة التحرير في قائمة (المنظمات الارهابية)، وتجميد جميع مخصصاتها المالية فوراً، وإغلاق سفارات المنظمة في العالم ومصادرة محتوياتها". وقال ليبرمان: إن "الحديث عن تجسس إسرائيل على الولاياتالمتحدة مؤامرة خبيثة". كما طلب من سفارة إسرائيل في واشنطن أن تتوجه إلى الإدارة الأمريكية للتعبير عن الاحتجاج الإسرائيلي على التهم، واعتبر آخرون أن الاتهامات تحمل "رائحة لا سامية". ووصف أهارون ساغي، الناطق بلسان السفارة الإسرائيلية في واشنطن، التقرير بأنه كاذب، نافيا أن تكون إسرائيل قد تجسست على الولاياتالمتحدة. وقال: إن إسرائيل تدين كل محاولة لتوجيه التهم الكاذبة لها. وفي حديثه مع إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهال"، صباح امس، قال ليبرمان: إن التقرير مختلق، وإن إسرائيل ترفض كل التهم الموجهة لها، متهما جهات أمريكية بمسؤولية اتهام إسرائيل باعتبار أنها تعارض إلغاء تأشيرات دخول الإسرائيليين إلى الولاياتالمتحدة، والتي بدأت إسرائيل بالتباحث بشأنها في العام الأخير مع الولاياتالمتحدة. تجسس مقلق من جهتها، افادت مجلة نيوزويك بأن اسرائيل تتجسس على الولاياتالمتحدة اكثر من اي حليف آخر، وان هذه الانشطة وصلت الى مستويات مقلقة. والاهداف الرئيسية هي اسرار صناعية وتقنية امريكية، كما قالت المجلة نقلا عن لقاءات سرية عقدت حول قانون سيجعل من الاسهل لإسرائيليين الحصول على تأشيرات دخول الى امريكا. وقالت المجلة نقلا عن موظف في الكونغرس مطلع على لقاء عقد في كانون الثاني/يناير الماضي وصفه الإفادة بأنها "مثيرة للقلق والذهول". فيما نقلت عن آخر قوله: ان هذا السلوك "مؤذ". وبحسب المجلة، فإنه "لا دولة اخرى قريبة من الولاياتالمتحدة تواصل تجاوز الخطوط المحددة للتجسس مثلما يفعل الاسرائيليون"، وذلك نقلا عن موظف سابق في لجنة للكونغرس حضر اجتماعا سريا ثانيا في أواخر 2013. واضافت: ان الاجتماع كان احد عدة اجتماعات عقدت في الاشهر الماضية بين وزارة الامن الداخلي ووزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي والادارة الوطنية لمكافحة التجسس. وقال الموظف السابق في الكونغرس: ان وكالات الاستخبارات لم تعط تفاصيل. لكنه اشار الى "جواسيس في المجال الصناعي يأتون هنا بمهام تجارية او مع شركات اسرائيلية تعمل بالتعاون مع شركات امريكية او عملاء استخبارات تديرهم الحكومة مباشرة، اي من السفارة الاسرائيلية كما افترض". وقالت مجلة نيوزويك: ان انشطة التجسس الاسرائيلية في امريكا كبيرة جدا، وتتجاوز انشطة تقوم بها دول حليفة اخرى مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان. كما قال عملاء مكافحة التجسس لاعضاء في لجنتي القضاء والشؤون الخارجية في مجلس النواب. ونقلت عن المساعد السابق قوله: "لا اعتقد ان احدا فوجئ بهذه المعلومات". واضاف: "لكن حين ترى ان اي دولة اخرى لا تستغل علاقتنا الامنية بالطريقة التي يستغلها الاسرائيليون لغايات تجسس، انه امر يثير الصدمة".