لا أدري ان كان ما أكتبه رسالة خاصة أو شيئا آخر لا أدري ماذا أسميه لكن ما أنا واثقة منه أني أشعر بالأسى الشديد تجاه وضعك الآن . وتساءلت كثيرا هل درست ما أقدمت عليه وقدرت عواقبه قبل أن تفعلي ما فعلته ؟أعرف أنه ليس محرما وأدرك تماماً حاجتك له كما هي حاجة الكثيرات وأنا إحداهن ولكن هل هذا هو السبيل الأمثل لنيل ما نريد أن نتعزز بالتحدي من أجل الحصول عليه أم ننتظر القرار؟ واثناء ذلك ندعمه بطرق مختلفة تعتمد إذكاء الوعي واستخدام الحجة . ألم تقرئي المجتمع الذي تعيشين فيه ؟ ألم تلاحظي انقسامه بين الخوف من التغيير والخوف من التفكير في أبسط الامور وأعظمها لانه مجتمع أدمن الاتباع وابتعد عن الإبداع في الفهم وتصحيح المسار ألم تري أن الأغلبية ينتظرون ليروا اتجاه الرياح لنشر أشرعتهم رغم انهم لا يعرفون إلى أين يتجهون !! ولهذا سرعان ما يثورون ضد من ينبههم إلى الطريق الصحيح وخاصة عندما يكون بعكس اتجاه الرياح . لا ندري ان كان تصرفك سيتقدم بنا خطوة أو يؤخرنا خطوة ولكن في كل الأحوال انت الوحيدة التي يمكن ان توصف بالخاسرة في هذا الموقف فقد دفعت الثمن منفردة لا أستطيع أن أصف لك الحزن الذي سيطر علي من أجلك ومن أجل طفلك وأفراد أسرتك أمام هذا الهجوم الذي يكشف عن وجه قبيح لبعض فئات المجتمع في النيل منك بإساءات قولية مشينة لا تناسبك ولا تليق بك وفي الوقت نفسه هناك من يؤيد ويدعو الله من أجلك ويعتبرك رمزا للمطالبة الجريئة بالحق، ولكن للأسف هذا لا يجدي لأن تجربتك مسبوقة من قبل مجموعة من النساء في الرياض منذ عشرين عاما تقريبا وتجربة أخرى فردية منذ سنوات قليلة. ألم تتابعي الضجيج الذي صاحب طرح الفكرة في مجلس الشورى وهو الجهة الرسمية التي كان من الممكن أن تفيدنا في هذا الجانب ولكنها لم تنجح. ألم تلاحظي أن الموضوع يشبه الكرة التي تحمل مرضا ولهذا لم تستقر على الأرض بين يدي الدولة كصاحبة قرار والمجتمع المنقسم كما وصفته سابقا وعندما يغيب الوعي عن المجتمع وتتعالى اصوات مختلفة غير واعية وغير عابئة بما يحدث لدرجة تحويل الموضوع إلى نكته وهو ليس كذلك، وعندما يكون الوضع كذلك لا يناسبه ان نتحدى بل يناسبه الطرح الواعي والإلحاح فيه فلا بد ان يستجاب لمدمن القرع لأننا لا نطلب القيادة ترفا أو تقليدا وإنما نطلبها لحاجة ماسة لا يشعر بها غيرنا . لا ندري ان كان تصرفك سيتقدم بنا خطوة أو يؤخرنا خطوة ولكن في كل الأحوال انت الوحيدة التي يمكن ان توصف بالخاسرة في هذا الموقف فقد دفعت الثمن منفردة من أعصابك ومن خوف وقلق كل المقربين منك طفلك الذي أفتقدك وأسرتك التي تساندك. اما الذين أوقدوا الفكرة في رأسك وشاركوا في صنعها فلا أدري بأي حال هم الآن ؟ وإن كان هناك ما يستفاد من هذا الحدث وما زامنه من كتابات وآراء عقلانية منصفة أن يكون بادرة لإعادة النظر واتخاذ القرار الصائب فهذا وقته وعندها ستخرس كل الألسن التي تهرف بما لا تعرف طالما أن الأمر ليس فيه من شبهة التحريم شيء يذكر. وطالما أن كل دول العالم فيها مئات الألوف من نساء يقدن السيارات ومئات غيرهن لا يقدنها لأنهن لا يرغبن بذلك.