أدان عرض عسكري لمكافحة «الإرهاب»، أجرته قوات أردنية ضمن فعاليات معرض قوات العمليات الخاصة «سوفكس 2014»، المسلمين باعتبارهم «إرهابيين مفترضين»، مثيرا موجة غضب صاخبة من الغضب في الأردن. ففي استعراض تمثيلي، قدمه أفراد من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية، ظهر رجل ملتح وامرأة منقبة وهما يختطفان حافلة، ويقتادان ركابها، من النساء مكشوفات الرأس، إلى جهة غير معلومة، فيما تتدخل القوات الرسمية لتحرير الرهائن المفترضين. المحاكاة التمثيلية افترضت أن النساء مكشوفات الرأس هن من الدبلوماسيين الغربيين، وأن الرجل والمرأة، بالزي الإسلامي، هما من المسلمين الإرهابيين. ويظهر الاستعراض، الذي حضره ممثلون عن 41 دولة عربية وأجنبية، المسلمين بأنهم ارهابيون مفترضون، فيما من يرتدي لباسا غير إسلامي هو الضحية للإرهاب. وأثارت مشاهد العرض، الذي دام نحو 15 دقيقة، استياء عاما في وسط المشاركين بفعاليات «سوفكس 2014» من الدول العربية والإسلامية، فيما شهد الأردن صخبا شعبيا وحزبيا حيال الاتهام الضمني للإسلام والمسلمين بالإرهاب. واعتبر مراقبون أن العرض يكرس ما حاول الغرب الصاقه بالدين الإسلامي، لتجد الحالة الذهنية محاكاة واقعية لها ضمن الاستعراض العسكري في دولة مسلمة. وسرعان ما انتشرت صور الاستعراض على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن حالة احتجاجية على ما اسموه ب «أسلمة الإرهاب». ورأى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن «الاستعراض يشكل إهانة للدين الإسلامي، ويؤكد الرواية الغربية النمطية عن العلاقة بين الإرهاب والإسلام، ويأتي من قوات رسمية تابعة لدولة دينها الرسمي الإسلام». وفي المقابل، قال مصدر امني أردني، ل«اليوم»، إن «طريقة توزيع اللباس خلال العرض تأتي منسجمة مع احداث ارهابية شهدتها المنطقة في وقت سابق، وهي محاكاة تمثيلية لا تهدف الاساءة إلى الدين الإسلامي». وبين المصدر أن «غاية العرض استعراض المهارة الأردنية في مكافحة الإرهاب وليس الاساءة إلى الأديان، أو تأكيد الرواية الغربية حيال الربط بين الإرهاب والإسلام». من جهتها، سارعت قوى سياسية وحزبية إلى ادانة الاستعراض، باعتباره «اسهاما أردنيا رسميا في تأكيد اتهامات الغرب للمسلمين». وقال حزب جبهة العمل الإسلامي، الحزب السياسي الأكبر في الأردن، إنه يأسف لعرض مشهد تمثيلي ظهر فيه رجال ملتحين ونساء محجبات كإرهابيين في مواجهة أجانب مختطفين. ورفض الحزب الزج بالقوات المسلحة الأردنية في هكذا منحدرات، مشيدا بدورها البطولي في الانحياز لقضايا الأردن والأمة. وسرعان ما تداعى محامون اردنيون إلى تشكيل هيئة دفاع لمقاضاة مدير معرض سوفكس 2014. وقال المحامي عبدالقادر الخطيب، ل«اليوم»، إن «مجموعة من المحامين التقت لتقديم شكوى رسمية، في إحدى المحاكم النظامية، ضد مدير معرض معدات قوات العمليات الخاصة (سوفكس)، إضافة إلى الشركة المنظمة، بسبب إهانتهم «للشعور الديني». وافتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني فعاليات معرض «سوفكس 2014»، بمشاركة واسعة من ممثلين عسكريين من مختلف دول العالم. ويشهد «سوفكس 2014» عروضا عسكرية وهمية تحاكي الوقائع، وكذلك عروضا لأحدث المنتجات والصناعات العسكرية في الدول المشاركة.