هبّت عاصفة الأربعاء على المنطقة الشرقية؛ بسبب رياح هابطة «انعدمت معها الرؤية»، ووصلت سرعة الرياح إلى 46 عقدة على الظهران، و 48عقدة على الدمام، كما سجلتها هيئة الأرصاد وحماية البيئة، وحملت معها الغبار والأتربة، وتطايرت الأخشاب والأشجار، نصف ساعة من الزمن، وتسببت ب87 حادثا مروريا، واقتلعت اللوحات، وزحفت الرمال!. وهذا برمته أمر طبيعي، وقدر الله وما شاء فعل. ولكن الشيء الملفت وغير المعقول، هو سقوط 90 برجا لشركة الكهرباء، وخروج 13 خطاً رئيسياً من الخدمة، و6 أعمدة إنارة، وهذه أشم فيها رائحة الاهمال، ومشاريع "القص واللزق" وعقود الباطن!! وكليشة المشاريع التي نقرأها دائماً "أنجز المشروع حسب المواصفات العالمية"، فأي مواصفات تهتز لها أعمدة الكهرباء، ولوحات الطرق مع نسمة هواء، لم يتجاوز وقتها 30 دقيقة، وماذا لو أزهقت أنفس ودمرت ممتلكات، فمن المسؤول عنها؟ ولماذا لا يسأل المنفذ؟ وأين فرق الصيانة والمهندسون.. لماذا لم يكتشفوا أن هذه الأبراج معرضة للسقوط على رؤوس البشر؟ وسقوطها مربوط بقطع التيار الكهربائي، والتيار مرتبط بالمستشفيات والمصانع وأجهزة التنفس والحضانات. سقوطها ليس كأي سقوط. أسئلة عدة بحاجة إلى إجابة، كيف ولو -لا سمح الله- اجتاحتنا الفيضانات والعواصف الشرق آسيوية الموسمية السنوية! أين سنجد أبراج الكهرباء وأعمدة الإنارة ولوحات الطرق؟! والله المستعان [email protected]