اختتم الرئيس الامريكى باراك أوباما امس، جولته الآسيوية التى شملت أربع دول آخرها الفلبين، متعهدا بأن حلفاء أمريكا «لن يكونوا بمفردهم أبدا» وذلك في ظل التوترات الاقليمية المتنامية بسبب النزاعات مع الصين، فيما كشف امام المسجد الوطني في ماليزيا، ان اوباما قال له: «ادعُ لي لوقف اضطهاد المسلمين» . وقال أوباما أمام مجموعة من القوات الامريكيةوالفلبينية قبيل مغادرته مانيلا «تعميق تحالفنا جزء من رؤيتنا الاكثر شمولا بالنسبة لآسيا الباسيفيك». وأضاف: «التزامنا بالدفاع عن الفلبين راسخ والولاياتالمتحدةالامريكية سوف تفى بالتزامها ،لان الحلفاء لن يكونوا بمفردهم أبدا». وقال أوباما: إن الاتفاقية الدفاعية التى سوف تستمر عشرة أعوام وتم توقيعها قبل بدء زيارته لمانيلا، والتى تسمح بتعزيز الوجود العسكرى الأمريكي في الفلبين، سوف تعزز القدرات العسكرية الفلبينية . وعقب لقاء أوباما بالقوات في صالة اللياقة البدنية قام بزيارة مقبرة قريبة تضم جثث أكثر من 17 ألف جندى أمريكى، معظمهم قتلوا إبان الحرب العالمية الثانية وبعض الجنود الفلبينيين . وبدأ أوباما يومه بتفقد حافلة كهربائية صغيرة يطلق عليها «كوميت» والتي طورتها شركة «بانجيا موتورز» الأمريكية على أمل أن تحل محل سيارات «الجيبني» التي تعمل بالديزل وتطلق دخانا كثيفا والتي غالبا ما ينحى عليها باللائمة في حركة السير المزدحمة للمركبات في مانيلا. وتفقد الرئيس الأمريكي أولا سيارة «جيبني» حمراء تقليدية بها مصدات كروم لامعة قبل أن يركب السيارة «الكوميت». وخلال جولته الاسيوية التى شملت اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، شدد أوباما على حاجة الدول لاحترام القانون الدولى وحماية حرية الملاحة والتجارة. وقال أوباما: «نحن نؤمن بأنه من حق الدول والشعوب أن تعيش في أمان وسلام وأنه يتم احترام سيادتهم ووحدتهم الاقليمية»، مضيفا:«نحن نؤمن بأنه يجب حل الخلافات سلميا وليس بالتخويف أو القوة» . وقال المحللون: إن جولة أوباما الآسيوية انتهت «بصورة إيجابية» فيما يتعلق بالتعاون الأمنى بسبب اتفاقية تعزيز التعاون الدفاعى مع الفلبين . ولكنها أخفقت في تحقيق نتيجة مماثلة فيما يتعلق بالدفع في اتجاه تعزيز الشراكة عبر الباسيفيك، وذلك بحسب ما قاله أستاذ العلوم السياسية بينيتو ليم. وقال: «إن هدفه الأساسي كان جعل الدول التى زارها توقع على الاتفاقية» مضيفا: «لكن لم توقع أى من الدول وتعهدت الفلبين بدراستها وربما نوافق عليها» . زيارة مسجد وأظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما احترامه للإسلام خلال زيارته المسجد الوطني في ماليزيا ، ضمن جولته الآسيوية المتواصلة. والتقى أوباما بالإمام الأكبر إسماعيل محمد الذي أخذ الرئيس الأميركي في جولة دامت 25 دقيقة حول المسجد الذي يُعد أحد معالم التراث الوطني في العاصمة الماليزية كوالالمبور. كما شارك أوباما الإمام في الوقوف عند الضريح الملكي لقادة ماليزيا السابقين بالقرب من المسجد الوطني. وكان أوباما يرتدي بدلة داكنة خلال هذه الزيارة، ونزع حذاءه عند دخوله المسجد. وطلب الإمام من أوباما العمل على وقف قمع المسلمين حول العالم، فردّ الرئيس الأميركي على هذا الطلب قائلاً لإسماعيل محمد: «ادعُ لي»، بحسب ما كشفه الإمام. ونقلت وكالة الأنباء الماليزية «برناما» عن الإمام قوله: «أوباما ذكر أنه، وعندما يستفيق من نومه كل يوم، يعمل جهده لوقف القمع والنزاعات التي تؤثر سلباً على المجتمعات». وكشف الإمام، الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، أن أوباما ردّد في عدة مناسبات خلال زيارته للمسجد عبارات «إن شاء الله» و«تيريما كاسيح» التي تعني «شكراً لكم» باللغة الماليزية. وتابع الإمام: «كان هذا لطفاً منه. رغم أنه لم يكن يستطيع التحدث مطولاً باللغة الماليزية، لكنه كان يفهم ما كنت أقوله له». وفي مناسبة أخرى بماليزيا تطرق أوباما إلى موضوع التعايش بين الأديان والتسامح، فقال في محاضرة أمام طلاب جامعة «ملايا»: «ماليزيا بلد ذو غالبية مسلمة. وأحياناً قد يشعر غير المسلمين بأنهم مظلومون أو يعاملون بشكل عدائي». وتابع: «تاريخياً، في الولاياتالمتحدة، أكبر النزاعات كانت تتمحور حول العرق. ومررنا بحرب أهلية وناضلنا على مرّ عدة أجيال للحقوق المدنية، وأنا الآن أقف أمامكم، رئيس أميركي ذو أصول إفريقية». لكن أوباما أقرّ بأنه لا يزال هناك تمييز عنصري وعرقي في أميركا، ويجب العمل على مكافحته. وختم: «ماليزيا لن تنجح إن لم تعطِ فرصاً لغير المسلمين.. يجب أن تكونوا فخورين بمن أنتم وأصولكم. يجب أن تثمّنوا الاختلافات في اللغات وكيفية عبادتكم لله. هذه أمور يجب أن تفتخروا بها، ويجب ألا تكون حجة لتتبنوا نظرة دونية للآخرين. يجب ألا تكون هذه الأمور سبباً للتميز الديني أو العنصري».