أظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما احترامه للإسلام خلال زيارته المسجد الوطني في ماليزيا أمس الأحد، ضمن جولته الآسيوية المتواصلة. والتقى أوباما بالإمام الأكبر إسماعيل محمد الذي أخذ الرئيس الأميركي في جولة دامت 25 دقيقة حول المسجد الذي يُعد أحد معالم التراث الوطني في العاصمة الماليزية كوالالمبور. كما شارك أوباما الإمام في الوقوف عند الضريح الملكي لقادة ماليزيا السابقين بالقرب من المسجد الوطني. وكان أوباما يرتدي بدلة داكنة خلال هذه الزيارة، ونزع حذاءه عند دخوله المسجد. وطلب الإمام من أوباما العمل على وقف قمع المسلمين حول العالم، فردّ الرئيس الأميركي على هذا الطلب قائلاً لإسماعيل محمد: "ادعُ لي"، بحسب ما كشفه الإمام. ونقلت وكالة الأنباء الماليزية "برناما" عن الإمام قوله: "أوباما ذكر أنه، وعندما يستفيق من نومه كل يوم، يعمل جهده لوقف القمع والنزاعات التي تؤثر سلباً على المجتمعات". وكشف الإمام، الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، أن أوباما ردّد في عدة مناسبات خلال زيارته للمسجد عبارات "إن شاء الله" و"تيريما كاسيح" التي تعني "شكراً لكم" باللغة الماليزية. وتابع الإمام: "كان هذا لطفاً منه. رغم أنه لم يكن يستطع التحدث مطولاً باللغة الماليزية، لكنه كان يفهم ما كنت أقوله له". وفي مناسبة أخرى بماليزيا تطرق أوباما إلى موضوع التعايش بين الأديان والتسامح، فقال خلال محاضرة أمام طلاب جامعة "ملايا": "ماليزيا بلد ذو غالبية مسلمة. وأحياناً قد يشعر غير المسلمين بأنهم مظلومون أو يعاملون بشكل عدائي". وتابع: "تاريخياً، في الولاياتالمتحدة، أكبر النزاعات كانت تتمحور حول العرق. ومررنا بحرب أهلية وناضلنا على مرّ عدة أجيال للحقوق المدنية، وأنا الآن أقف أمامكم رئيس أميركي ذو أصول إفريقية". لكن أوباما أقرّ بأنه لا يزال هناك تمييز عنصري وعرقي في أميركا، ويجب العمل على مكافحته. وختم: "ماليزيا لن تنجح إن لم تعطِ فرصاً لغير المسلمين.. يجب أن تكونوا فخورين بمن أنتم وأصولكم. يجب أن تثمّنوا الاختلافات في اللغات وكيفية عبادتكم لله. هذه أمور يجب أن تفتخروا بها، ويجب ألا تكون حجة لتتبنوا نظرة دونية للآخرين. يجب ألا تكون هذه الأمور سبباً للتميز الديني أو العنصري".