راسلت حركة بركات (كفى) المعارضة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس، رئيس المجلس الدستوري لمطالبته بإقرار عدم قدرة بوتفليقة الذي أدى اليمين الدستورية لولاية رابعة الاثنين، على اداء مهامه. وقالت القيادية في حركة بركات أميرة بوراوي لوكالة فرنس برس: «بعثنا الرسالة عبر البريد لعدم تمكننا من وضعها مباشرة في مقر المجلس الدستوري للمطالبة بتطبيق المادة 88 من الدستور». وجاء في الرسالة «إن حركة بركات تراسلكم بصفتكم رئيسًا للهيئة المخولة قانونًا للسهر على تطبيق القوانين ومطابقتها مع احكام الدستور وتدعوكم الى تطبيق المادة 88 من الدستور». وتنص هذه المادة على حالة اثبات عدم قدرة رئيس الجمهورية على ممارسة مهامه بسبب المرض «الخطير والمزمن». وأوضحت الرسالة ان طلبها مبرر ب«الوضعية التي شهدها الشعب الجزائري والعالم للرئيس أثناء أدائه اليمين الدستورية (الاثنين)، حيث لم يتمكن من قراءة الخطاب كاملًا، وهو الدليل القاطع ان الرئيس غير قادر على اداء مهامه». وأشارت الرسالة ان منصب رئيس الجمهورية يتطلب «القدرة الصحية لمتابعة دقيقة لما تعيشه الجزائر من أوضاع واضطرابات داخلية وعلى الحدود». وظهرت حركة بركات في 22 شباط/فبراير بمجرد اعلان ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة بعد 15 سنة قضاها في الحكم. ونظمت الحركة عدة مظاهرات لم تجلب الكثير من المناصرين، الا انها استطاعت فرض نفسها في الساحة السياسية كحركة معارضة، جعلت انصار بوتفليقة يتهمونها بزرع الفوضى في الشارع. وقد أكدت الصحف الجزائرية أمس أن الرئيس بوتفليقة الذي ادى اليمين الدستورية يوم الاثنين لولاية رابعة، فشل في هذا الامتحان الاجباري، ما جعل التساؤل يطرح مجددًا حول قدرته على القيام بمهامه. وأدى بوتفليقة (77 سنة) الاثنين اليمين مكررًا القسم وراء رئيس المحكمة العليا سليمان بودي بصوت خافت لا يكاد يسمع وهو جالس على كرسي متحرك ويده اليمنى على المصحف الشريف، ثم قرأ خطابًا مقتضبًا مع صعوبة في النطق. وكتبت صحيفة الوطن ان «بوتفليقة فشل في الامتحان الشفهي» مضيفة ان الرئيس «غير قادر على الحركة بسبب المرض واضطر لبذل مجهود كبير لاجتياز هذا الامتحان الكبير والمرهق». وقبل عام اصيب بوتفليقة بجلطة دماغية اقعدته في مستشفى فال دو غراس العسكري بباريس قرابة ثلاثة اشهر. واشارت الوطن الى ان «الجزائريين الذين تابعوا على شاشة التلفزيون تلك اللحظات المأساوية، تألموا من اجل الجزائر وهم يشاهدون صورًا غير مطمئنة حول الحالة الصحية لبوتفليقة الذي سيحكم البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة». وافتتحت صحيفة الخبر صفحتها الاولى بعنوان كبير «خطاب لم يكتمل» لرئيس «تخطى امتحان قراءة 94 كلمة بصعوبة». وأضافت إن «المشهد انتهى بعجز (صاحب العرس) عن قراءة خطاب قدمه موالون للرئيس للصحافة قبل انطلاق الحفل على انه الدليل بأن بوتفليقة يحكم بعقله وليس برجليه، فكان الدليل القاطع على ان الرئيس غير قادر على اداء مهامه». وتحدثت صحيفة «ليبرتي» عن «مراسم سريعة» مشيرة الى ان بوتفليقة «لم يقرأ سوى مقدمة خطابه (المكون من 12 صفحة) وأنه خلط بين الاستفتاء والاقتراع». واعتبرت صحيفة «لوكوتيديان دوران» ان حفل تأدية اليمين «أعادنا مرة أخرى الى السؤال المقلق حول قدرة الرئيس على القيام فعلًا بمهامه». وكتبت «يمكن للنظام ان يطمئن بأن كل شيء على ما يرام، لكن النقاش الطبي (حول الوضع الصحي للرئيس) سيتستمر بتشعباته السياسية». وأعيد انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة بنسبة 81% من الاصوات، في انتخابات 17 نيسان/ابريل التي اعتبرها معارضوه مزورة.