احتفلت المملكة أمس بالذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – مقاليد الحكم للعام التاسع، والتي تصادف يوم 26 من شهر جمادى الآخرة من كل عام هجري. وفي كل عام يستذكر المواطنون والمواطنات السعوديون الانجازات الكبيرة والقفزات المتتالية، التي تشهدها مدن ومحافظات المملكة، خلال عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله. ويعتبر إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أحد أبرز تلك الانجازات الحضارية في عهد خادم الحرمين الشريفين، -أيده الله- ودليلا على رؤيته – حفظه الله - الحكيمة والثاقبة تجاه مستقبل البلاد والحرص على نهضتها ومواكبتها لمقومات العصر الحديث، فقد جاءت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الحكيمة، بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كمشروع حضاري وثقافي فريد من نوعه في المنطقة، في الوقت الذي لم يكن فيه مفهوم الحوار الوطني متداولاً سواء بين النخب الفكرية أو الأطياف الأخرى في المجتمع. ونجد اليوم أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أصبح يحتل مركزاً مهماً في الساحة الثقافية والفكرية، وأحد المنجزات الوطنية التي تساهم في تكريس الوحدة الوطنية في إطار الشريعة الإسلامية السمحة، والثوابت الوطنية، وتعميقها من خلال الحوار الفكري الهادف، ومعالجة القضايا الوطنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ليصبح مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا، وتوسيع مشاركات أفراد المجتمع بجميع أطيافه في الحوار، وقد انتهج مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ انطلاق أعماله في شهر أغسطس من عام 2003م، مبدأ ترسيخ ثقافة الحوار وتقبل رأي الطرف الآخر كأحد الأهداف الرئيسية والإستراتيجية له، بما يُكسب الاختلاف جانباً إيجابياً، من خلال التعرف على الرأي والرأي الآخر، ومن خلال تعزيز قنوات التواصل والحوار الفكري وتطويرها بين أفراد المجتمع، لتوثيق عرى الوحدة الوطنية. ونفّذ المركز طيلة مسيرته تسعة لقاءات وطنية رئيسية للحوار الفكري، ونظّم العشرات من اللقاءات التحضيرية شملت جميع مناطق المملكة، كما نظم ثمانية لقاءات نوعية تناولت مستقبل الخطاب الثقافي السعودي، والعديد من الندوات واللقاءات والفعاليات الحوارية الأخرى في جميع مناطق المملكة وأغلب مدن المملكة، والعديد من البرامج الحوارية والتدريبية التي ينفذها مشرفو ومشرفات المركز في مناطق المملكة. كما ناقش المركز خلال تلك اللقاءات، كمؤسسة وطنية مستقلة في المملكة، العديد من القضايا الهامة والشائكة التي تهم المجتمع، وطرحها على طاولة الحوار ومراجعتها ونقد كوامن الخلل فيها بما يتواءم مع التطور الحضاري الذي يشهده العالم، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية الثقافية للمجتمع. واستطاع المركز أن يُشرك أغلب فئات المجتمع في الحوار الوطني، وأغلب المؤسسات الوطنية والتعليمية الفاعلة، ومؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الأسرة، والمسجد، والمدرسة، لإيمانه بأهمية دورها في ترسيخ ثقافة الحوار، وأحد المقومات الرئيسية للمجتمع. واستمرارا لنهج مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بضرورة تعزيز التواصل مع جميع شرائح المجتمع، فقد جاءت أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي لتكون إضافة جديدة في مجال تنفيذ برامج التدريب المجتمعي بشكل أوسع حيث تعددت البرامج وزاد عدد المستفيدين من كل القطاعات، من خلال تدريب مليون مواطن ومواطنة في 48 مدينة ومحافظة من محافظات المملكة، وتأهيل نحو 3000 مدرب ومدربة للتدريب على ثقافة الحوار ونشرها في المجتمع، إضافة للدراسات واستطلاعات الرأي التي تقدمها الأكاديمية لخدمة توجهات المركز في إيصال رسالته المتعلقة بنشر ثقافة الحوار.
خادم الحرمين يستقبل الحصين وأعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الحوار الوطني