أكد عدد من المسرحيين الحاضرين في مهرجان الأحساء المسرحي الثاني، الذي نظمته جمعية الثقافة في الأحساء الأسبوع الماضي، الحاجة إلى وجود أجندة توضع من قبل المسؤولين في جمعيات الثقافة والفنون والمسرحيين للمهرجانات التي تقام في مختلف أنحاء المملكة لتكون ثابتة، ومن خلالها تكون الجمعيات في حالة استعداد للمشاركات. مشهد من «مسرحية الكهف» التي عرضت في مهرجان الأحساء المسرحي الثاني (اليوم)
واتفق المسرحيون على أن المسرح السعودي بحاجة إلى وجود بنية تحتية للمسرح في جميع جوانبه، من إنشاء مسارح وإقامة ورشات أكثر في الإخراج والتمثيل وكتابة النصوص وكذلك السينوغرافيا، والاستفادة من الخبرات المحلية والخارجية، كي يستطيع المسرح السعودي المنافسة. وشدد المخرج المسرحي مساعد الزهراني على الاستمرار في إقامة مهرجانات مسرحية في المملكة، لأن وجودها يخلق ويكون ثقافة مسرحية حقيقية. وقال: أعتقد أن المسرح السعودي بحاجة إلى بنية تحتية حقيقية، وكذلك إيجاد معاهد مسرحية لصقل شخصية المسرحي. وأوضح أن وجود المهرجانات والمشاركات الخارجية يجعل المسرحي في حالة استعداد للتنافس المسرحي والبحث عن الجديد والتطور والابتكار وعدم التوقف عند حد معين، لافتا إلى أن هذه الأمور تأتي عبر المهرجانات المتكررة، التي ينبغي أن يكون لها أجندة واضحة لكل الجمعيات الثقافية والمسرحيين. إن المسرحي يضطر ليقوم بدور الشحاذ من أجل توفير المادة لعرض أو إقامة ورشة تدريبية أو حتى إقامة مهرجان مسرحي، رغم أن هناك حالات إبداعية كبيرة وأشار الزهراني إلى أن المشكلة الحقيقية للمسرح السعودي هو عدم وجود إدارة واعية بمفهوم المسرح واحتياجاته وأهدافه، وإذا وجدت هذه الإدارة سيكون هناك حل جذري لكل ما ينقص المسرح. وأكد عضو لجنة تحكيم في المهرجان أحمد الأحمري أن للمهرجانات المسرحية إيجابيات، معتبرا أنها دافع قوي لاستمرارية عجلة المسرح السعودي، وتجعل المسرحيين في حالة استنفار وانتظار للمهرجانات. وقال إن المهرجانات تبرز الجهود المبذولة على المسرح وتخلق أجيالاً جديدة في التمثيل، وبذلك يكون لدينا جيل مسرحي جديد. كما أن إقامتها باستمرار يحدث حراكا مسرحيا ويخلق إبداعات في مختلف أنحاء المملكة. وأضاف: «نحن بحاجة لأجندة حقيقية لمعرفة برامج جمعيات الثقافة والفنون في إقامة المهرجانات، على أن تكون ثابتة»، موضحا أن على المسئولين أخذ المبادرة في هذا الشأن. واختتم الأحمري حديثه بقوله إن المسرحي يضطر ليقوم بدور الشحاذ من أجل توفير المادة لعرض أو إقامة ورشة تدريبية أو حتى إقامة مهرجان مسرحي، رغم أن هناك حالات إبداعية كبيرة تكبر يوما بعد آخر، ومستمرة منذ وقت طويل، مشددا على أن المسرح والمسرحيين بحاجة إلى دعم مادي حقيقي بالإضافة إلى الدعم المعنوي. من جانبه رأى عضو جمعية الثقافة والفنون بجدة هائل عقيل أن موضوع المهرجانات إذا أخذ بجد، يحتاج إلى إعلان وإعلام ودعم مالي ضخم حتى نستطيع تقديم مهرجان رائع، ويضمن القائمون عليه استمراريته. وعن فائدة إقامة المهرجانات، قال عقيل: بكل تأكيد هناك فوائد، التجربة وتبادل الخبرات ومعرفة مقدرات كل مسرحي على منصة المسرح، وكذلك التنافس.وأوضح عضو لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء سلطان النوه أن المهرجانات المسرحية بمختلف أشكالها تثري الفنان المسرحي وتزيد من ثقافته المسرحية ومن إطلاعه على آخر التجارب والمدارس المسرحية. وقال: نحن كمسرحيين لم نتطور أو نحقق بعضا من طموحاتنا المسرحية إلا من خلال هذه المهرجانات.