شاب يسأل: عندما أريد الإقلاع عن المعصية أجد موضوعًا عن الذنوب ومغفرة الله، فعندما أرى أن الله يغفر الذنوب جميعا ، و أنه يغفر كل شيء إلا الشرك أجد في نفسي دافعًا أن أفعل المعصية مرة أخرى، وأقع فيها بحجة أن الله غفور رحيم.. أرشدوني ماذا أفعل. د. غازي بن عبد العزيز الشمري الجواب الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: إن ما ذكرته عن مغفرة الله للذنوب ما لم تكن شركاً فهو نص القرآن الكريم: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» و هذا مذهب أهل السنة و الجماعة ، أن كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذَّب عليه ، و إن شاء غفر ذلك الذنب . لتعلم أن بريد الكفر و الشرك هو المعاصي و الذنوب ، فإن الشيطان لخبرته و درايته بابن آدم لا يأتيه من الأمور الكبيرة التي يتضرر منها ، وإنما يأتيه من ما يحقر من صغائر الذنوب والمعاصي حتى يقع فيما لم يظن أن يقع فيه . نهانا ربنا -تبارك وتعالى- أن نتبع خطوات الشيطان؛ لأنها توصل إلى النار و بئس القرار ، و هذه الخطوة ليست بالضرورة أن تكون شركاً أو كفراً ، فقد تكون معصية تقود إلى معصية، إلى أن يرمي فيها هذا المخذول حتى يقع في الشرك . الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام كيف كانت عبادتهم ، و كيف كان خوفهم من الله ، فكأن النار لم تخلق إلا لهم رضي الله عنهم و أرضاهم ، و منهم موعود بالجنة كالعشرة ، و الذين بايعوا تحت الشجرة ، و من شهد بدراً و غيرهم ، و مع ذلك لم يتكلوا على ذلك . لو أنك -أخي الكريم- فكرت فيمن وقع في الزنا، وكيف وقع فيه لرأيت أنه تدرج من التفكير إلى النظر إلى اللقاء إلى الزنا الذي يلي الشرك ، و هكذا سائر الذنوب . من وقع في المعصية وبقي معه التوحيد فإنه يطهر بالنار ، و ربما بقي لأجل التطهير آلاف السنين أو أقل..