الدكتور طارق السالم رجل الطب الأول في المنطقة، تقلد العديد من المناصب الإدارية بقطاع الصحة , وعمل في فترة سابقة ملحقا صحياً بالإنابة بدولة مصر الشقيقة و كانت له تجربة ثرية خلال عمله هناك , وأبرز نقاط التحول في مسيرته العملية اعتزاله ممارسة المهنة ليدير القطاع الصحي في المنطقة الشرقية , وتحدث على أنه لم يندم يوما على اتخاذه ذلك القرار , الدكتور طارق السالم يتحدث عن مسيرته وتجربته في 30 سؤالا فكانت الإجابات كالتالي: د. طارق السالم
ما تعريفك للقيادة الإدارية الناجحة؟ إن من مقومات المدير الناجح أن يسعى للعمل بروح الفريق الواحد ، و كذلك الوضوح في تحديد الأهداف المطلوب إنجازها مع المرونة . ما هي تطلعاتك في المرحلة القادمة؟ تقديم رعاية متكاملة و شاملة بوجود كوادر طبية و فنية مؤهلة تتوافق مع توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله تعالى. الثقافة الصحية . ماذا تعني لك؟ تساعد الناس في التعرف على مشاكلهم الصحية و حلها و ممارسة قدر أكبر من السيطرة عليها و ذلك بتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب بشأن صحتهم . و ماذا عن الثقافة الصحية لدى المجتمع السعودي اليوم؟ الثقافة الصحية بالمجتمع السعودي قد تطورت تباعا و بنسب واضحة عما كانت عليه بالماضي بسبب ظهور عدة أمراض مثل حمى الوادي المتصدع و حمى الضنك و إنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض . خلال مسيرتك العملية . هل من قرار اتخذته و ندمت عليه؟ لا يمكن أن تكون جميع قرارات الإنسان صحيحة فالعصمة لا تكون إلا لنبي وبفضل الله لم أتخذ قراراً يضر بأحد أفراد العائلة أو زملاء العمل و ربما القرار الذي ندمت عليه في بداية حياتي العملية أني أخذت تخصصاً كان من الأجدى أن أختار غيره وخسرت سنوات من حياتي في ذلك التخصص . كيف تتعامل مع أخطائك؟ أحاول أن لا أقع فيها مرة أخرى , و لا أبخل بنصح غيري . هل تخشى الوقوع في دائرة الفشل؟ لا بد من الخوف من الفشل لأن هذا الخوف هو الوقود الحقيقي لمواصلة النجاح و كان لابد لهذا الخوف أن لا يطغى على حياتنا فتتحول إلى حالة نفسية تعيقنا عن مواصلة الانطلاق . كيف تنظر لمعدل الأخطاء الطبية بالمنطقة ؟ هذا السؤال تكرر كثيراً و لكن لا بد في البداية أن نميز بين الأخطاء و المضاعفات الوارد حدوثها في العمليات أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية و عموماً كثيراً ما تكون الشكاوى المرفوعة ضد أطباء نابعة من عدم معرفتهم بالنواحي العلمية والحمد لله الأخطاء الطبية قليلة بالمنطقة مقارنة بالمعدلات العالمية . عرف عنك كثرة أصدقائك وأنهم لا ينحصرون في فئة واحدة من حيث التصنيف الفكري والمستوى الثقافي، فما هو سر هذه الصداقات؟ الصداقة بمعناها الحقيقي أصبحت عملة نادرة في هذا الزمن الآلي إن جاز التعبير ولكنَّ لي كثيراً من الزملاء الأعزاء الذين أعتز بعلاقاتي بهم و أجد معهم متعة اللقاء على ندرته . عندما تكون في جولة بأحد مستشفيات المنطقة . ماذا تتمنى أن تسمع؟ بلا شك أن أسمع كلمات الرضا عن الخدمات المقدمة و إن كان رضا الناس غاية لا تدرك كما يقولون . ومن تتمنى أن يكون معك؟ مستشار الإدارة الهندسية و هو مسئول مسئولية مباشرة عن الصيانة و عقودها و إذا كانت الزيارة لمستشفيات فالمساعد للطب العلاجي و أما المراكز فالمساعد للطب الوقائي و في كل الحالات المساعد للتموين الطبي لابد أن يكون متواجداً . عندما تذهب لحضور مؤتمر أو المشاركة في ندوة مفتوحة ، فمن تتمنى أن يدير النقاش فيها؟ أتمنى أن يدير هذا اللقاء من هو ملم بمحاوره ، بسيط في طرحه ، هادئ في طبعه . (الإصلاح) هذا المصطلح الذي أخذ يتردد في الآونة الأخيرة. أتينا به لنسألك : الإصلاح الإداري من أين يبدأ؟ يبدأ من قاعدة الهرم المتمثلة في مؤسسات المجتمع المدني على أنواعها . الشكوى والمعاناة التي ترددها المرأة السعودية (هيئة الثقافة الذكورية و محاولة إقصاء وتحجيم المرأة). هل هي صحيحة في العموم؟ مشاركتها فعالة في دفع عجلة التنمية تمشياً مع الأدوار الجليلة التي تتفق مع فطرتها و التي أقرتها الشريعة الإسلامية و المرأة السعودية مسيرتها متميزة في العديد من المجالات . كيف ترى واقع المرأة السعودية العاملة بالقطاع الصحي؟ بمختلف التخصصات الصحية تبذل المرأة قصارى جهدها ، و تتحلى بروح المسؤولية و التطلع حتى تثبت للغير أنها جديرة بالعمل الذي تقوم به. هل ترى أنه يجب أن يكون هناك قانون لحماية المرأة العاملة من التحرش؟ نعم و ذلك لمنع أفعال التحرش التي قد ترتكب في جو العمل من خلال إجراءات وعقوبات إدارية رادعة . ما أبرز ما تسعفك الذاكرة لتذكره عن الطفل «طارق السالم» ؟ أتذكر هنا جملة قالها الأستاذ عبد الرحمن بن عثمان الملا رئيس النادي الأدبي بالأحساء (سابقاً) وكنت آنذاك مديراً للشئون الصحية بالأحساء و كان الأستاذ صديقاً لأخي الأكبر الأستاذ عبد الرحمن حسين الموسى مدير معهد النور (سابقاً) و قد اختصر مشاوير الطفولة في كلمتين قال (كنت ذكياً كنت شقياً) بالنسبة للذكاء فهذا شرف لا أدعيه و أما الشقاوة فهذا عيب لا أنكره. مررت بمراحل وتغييرات في مسيرة حياتك . فما المرحلة الأكثر صعوبة؟ أن أعتزل ممارسة الطب وأمتهن الإدارة و هو قرار لم أندم عليه لاحقاً لأنه جاء في الوقت المناسب . وماذا عن تجربة العمل ملحقا بدولة مصر؟ كانت تجربة ثرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى و أنا لم أكن ملحقاً صحياً بل كنت ملحقاً صحياً بالإنابة و كان الملحق الصحي الدكتور سلمان بن عبد السلام الفارسي شقيق معالي وزير الحج د/ فؤاد عبد السلام الفارسي و كان هذا آخر عام لي فيه بمكتب الملحق الصحي بالقاهرة أما قبلها فكنت مسئولاً عن لجان التعاقد القادمة من الوزارة بالإضافة إلى دراستي لماجستير في الطب الشرعي وقد حصلت عليه من جامعة القاهرة بتقدير ممتاز وأيقنت بالبيت القائل : (فمن ظن أن الرزق يأتي بقوة .:. ما أكل العصفور شيئاً مع النسر) للأسرة دور في حياة الإنسان . فما هو دور أسرتك؟ كعلاقة الشمس بالأرض أنا أدور حول نفسي و هم يدورون حولي يضيئون جوانب حياتي القائمة . هل تؤيد عملية التغيير بشكل مستمر؟ ولماذا؟ إن كان التغير من أجل الأفضل فنعم أما إن كانت شهوة التغيير بما لدي من صلاحيات فألف لا . هل طال التغيير بيتك وأجواءك العائلية؟ نعم وهنا أذكر حواراً طريفاً دار بين أختي وزوجتي, حينما سألت عن كثرة غيابي . فردت زوجتي: ولا من سمعك . إنه ترأس العمل الذي يقطع الشرايين أعاننا الله على رتقها أو رتق ما تبقى منها . ما المعادلة الأمثل للمزاوجة الصحيحة بين الإعلام والقطاع الصحي؟ ببساطه شديدة هو الإعلام الصحي بمعنى أن يكون الصحفي على اطلاع واسع بعلوم الطب ومثال ذلك أن يقول صحفي كثرة المستنقعات تؤدي إلى اللشمانيا ؟ والصحيح أنها تؤدي للملاريا و هناك فرق بين هذا و ذاك . يخشى البعض من الانفتاح على المجتمع الغربي . ما رأيك؟ لا بأس من الانفتاح على حسنات الغرب التقنية و المتطورة بشرط أن لا نستورد مساوىء أخلاق الغرب و أن لا نغير جلدتنا كمسلمين وعرب. وكيف ترى مستقبل المبتعثين في الخارج؟ أنا متفائل بإذن الله تعالى رغم ضغوطات سلوك الثقافة الغربية على مبتعثينا هناك التزام بهويتهم الإسلامية ،و اعتزاز بانتمائهم الحضاري. المجتمع السعودي تغير بسرعة كبيرة. هل أنت مطمئن لاتجاهات هذا التغيير؟ كما ذكرت في سؤالك بسرعة كبيرة و لذلك لا بد أن يكون الخوف كبيراً . وضع المرأة السعودية أحد هذه المتغيرات بماذا تنصحها في هذا المنعطف الاجتماعي المهم؟ عليها أن تلتزم بدينها و عاداتها في الداخل أو في الخارج و أن تطالب بحقوقها من خلال القنوات الرسمية . ماذا تقول ل : الأطباء: العبء ثقيل والأمانة عظيمة فاستثمر مهنتك لمرضاة الله تعالى. المرضى: ما خلق الله داء إلا وجعل له دواء وقد قال الله تعالى (وإذا مرضت فهو يشفين) وما الطب إلا سبب سخره الله لشفائك وبالله. المرأة العاملة بالقطاعات الصحية: دورك في التنمية الصحية مهم جداً لخدمة مجتمعك فقوي عزمك على هذا الهدف النبيل. شرائح المجتمع المختلفة: دعونا نبتعد عن التركيز على المناظر و المظاهر لا نريد أن نكون مجتمعا سطحيا فلتكن لدينا رؤية و رسالة و هدف من الحياة لأجل بلدنا الغالي.
السيرة الذاتية
بكالوريوس الطب والجراحة جامعة القاهرة 1986 ماجستير الطب الشرعي جامعة القاهرة 2004م مدير إدارة الطب الشرعي نائب الملحق الصحي بالقاهرة مساعد المدير العام للتخطيط والتطوير بصحة الشرقية مدير الشئون الصحية بمحافظة الأحساء مدير عام الشئون الصحية بالمنطقة الشرقية