رعى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم، الملتقى السنوي السابع للجان رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" في المملكة بعنوان "معاً نصنع الأمل"، وتنظمه لجنة تراحم في المنطقة ، وذلك في مقر غرفة الشرقية بالدمام. وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس لجنة تراحم في بالمنطقة عبدالله بن محمد آل سليمان كلمة، شكر خلالها سمو الأمير سعود بن نايف لرعايته وتشريفه هذا الملتقى السنوي في دورته السابعة الذي تنظمه الأمانة العامة للجان الوطنية لرعاية السجناء بالمملكة والتي تقيمه وتستضيفه المنطقة الشرقية . وأوضح أن لجنة تراحم بالشرقية رغم حداثة سنها إلا أنها استطاعت بتوفيق الله القيام بدورها الرائد في خدمة المجتمع ولتصطف إلى جانب مثيلاتها من المؤسسات الخيرية، حيث أنها حققت في السنتين الماضيتين عدداً من البرامج أبرزها برنامج سداد إيجار المساكن للأسر المستحقة بتكلفة إجمالية قدرها 1.702.055 ريالا وبرنامج تأثيث المنازل بتكلفة إجمالية قدرها 297.300 ريال وبرنامج سداد فواتير الكهرباء بتكلفة إجمالية قدرها 44.895 ريالا, وبرنامج الكسوة بتكلفة إجمالية قدرها 839.982 ريالا . وبين آل سليمان أن الملتقى يناقش ثلاثة محاور أساسية الأول الجانب الإعلامي في خدمة اللجنة ومروراً بالمحور الثاني الأقسام النسائية وتفعيل أدوارها وانتهاء بالمحور الثالث وهو الدعم المادي والمعنوي وأثره في تحقيق أهداف اللجنة، لافتاً النظر إلى أن الدعم المادي والمعنوي وأهميته نابعة من تعاليم ديننا الحنيف، كما أن رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم مسؤولية لا يقوم بها فرد دون آخر ولا مؤسسة دون غيرها, وإنما هي مسؤولية تدخل في دائرة اهتمام الجميع كل حسب موقعه واختصاصه . بعد ذلك ألقى مدير عام السجون نائب رئيس لجنة تراحم اللواء ابراهيم بن محمد الحمزي قال فيها: "إننا في المديرية العامة للسجون وبمتابعة واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نعمل وفق هذا المنظور الشامل من خلال إعداد منظومة متكاملة من الخطط والبرامج الإصلاحية التي لا تنفصل عن حقيقة العمل الأمني بمقاصده وأخلاقياته وأسهمت كثيراً في خلق بيئة تساعد على استصلاح النزلاء وتهيئتهم لمرحلة ما بعد الإفراج بما يضمن بإذن الله تعالى تغيير سلوكهم نحو الأفضل وهكذا تحول مفهوم العقوبة من تنفيذ العقوبة فحسب إلى محاولة استصلاح وتقويم السلوك بل امتدت إلى ما هو ابعد من ذلك لتشمل رعاية المفرج عنهم بعد قضاء فترة العقوبة وكذلك أسرهم وهذا ما برعت فيه المملكة ولله الحمد، فكان لها السبق والريادة في تطبيق سياسة عقابية إصلاحية . وأكد مدير عام السجون نائب رئيس لجنة تراحم, أن إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم وما تحظى به من دعم لا محدود وعناية كبيرة خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية يحفظهم الله , مادياً ومعنوياً إلا دليل على اهتمام الدولة أيدها الله بهذه الفئة، وإيمان منها بالفلسفة والمفاهيم الايجابية الحديثة للعقاب, منوهاً باهتمام وحرص اللجنة بدعم وتوجيه ومتابعة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن احمد العثيمين على عقد اللقاءات السنوية لتطوير منظومة العمل والرقي بما تقدمه من خدمات وفق مناهج علمية مدروسة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية التي أنشئت من اجلها اللجنة والعمل على بذل كل الأسباب الممكنة لتطبيق الرعاية بمفهومها الشامل للفئات المستهدفة بخدماتها المختلفة. وأوضح اللواء الحمزي أن هذا الملتقى سيناقش الدور المناط بالأقسام النسائية باللجنة وسبل تطوير أدائها ودور الإعلام كذلك في تنفيذ الحملات التوعوية لأعمال اللجنة ودعم مسيرتها وبحث سبل تطوير دور الجهد التطوعي في دعم أعمال اللجنة وتنمية مواردها وكل ذلك إنما هو حصيلة جهود مكثفة قامت بإعدادها وتنظيمها كوكبة من الزملاء الأفاضل من فرق عمل اللجان منذ الملتقى السادس لرؤساء اللجان في المناطق والمحافظات ومدراءها التنفيذيين ورئيسات الأقسام النسائية فلهم منا كل الشكر والتقدير . بعد ذلك شاهد سمو الأمير سعود بن نايف، فيلماً وثائقياً يتحدث عن منجزات وأنشطة وأهداف "تراحم" . من جانبه أفاد معالي وزير الشؤون الاجتماعية، رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" الدكتور يوسف العثيمين في كلمته، أن اللجنة حرصت على عقد هذا الملتقى السنوي الذي يضم رؤساء اللجان، ومديريها التنفيذيين، ورئيسات أقسامها النسائية بهدف تبادل الخبرات، إضافة إلى تذليل المعوقات، والعمل على تطوير الأداء، سعياً لتقديم أفضل أوجه الرعاية الممكنة، وأيسر السبل للفئات المشمولة بالرعاية، وهم نزلاء ونزيلات السجون والإصلاحيات، والمفرج عنهم، وأسر السجناء خلال سجن عائلهم . وأبان الدكتور العثيمين، أن هذه اللجنة تحظى بالدعم والاهتمام من لدن الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله , كما تحظى هذه اللجنة بالمتابعة والمساندة لأعمالها كافة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، الرئيس الفخري للجنة، وتحظى كذلك لجان المناطق والمحافظات بالرئاسات الفخرية لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق . ولفت معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، إلى أن هذه اللجنة وطنية خيرية، تقوم بتنفيذ برامجها ومشروعاتها مستفيدة من الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية والأهلية كافة الممثلة في عضويتها، إضافة إلى الدعم الذي تجده من مؤسسات القطاع الخاص، والموسرين، وفاعلي الخير في المملكة، مبيناً أن اللجنة سعت إلى عقد شراكات مع عدد من الصناديق التنموية، والمؤسسات الخيرية، يأتي في مقدمتها الصندوق الخيري الاجتماعي، الذي يوفر كل ما يحتاج إليه المفرج عنه، وأسرته من برامج التأهيل، والتدريب، والتعليم، وبما يتوافق مع متطلبات سوق العمل, كما تقوم اللجنة بالتنسيق مع مؤسسات القطاع الخاص لتوفير الفرص الوظيفية لتأمين الحياة الكريمة للمفرج عنهم، ولأفراد أسر السجناء، وتعمل الدولة ممثلة بالضمان الاجتماعي بشمول أسر السجناء بالمعاشات والبرامج المساندة طوال فترة سجن عائلهم، كما يتم صرف معاش ستة شهور دفعة واحدة للمفرج عنه، تعينه على تدبر أمره، وأمر أسرته، لحين العثور على فرصة عمل شريف، حيث يبلغ ما تم صرفه خلال العام المالي 1435/1434ه على أسر السجناء (132.500.000 ريال). بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية راعي الحفل كلمة قال فيها: "يسرني أن افتتح في هذا اليوم المبارك ملتقى اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم"، الذي يقوم بدور كبير وفعال لخدمة السجناء والمفرج عنهم في مختلف المجالات من خلال تقديم البرامج والفعاليات التي تصب في مصلحة السجناء وأسرهم وتسهم في جعلهم عناصر فاعلة في مجتمعهم ووطنهم". وتابع سموه قائلاً: " إن المملكة شهدت تطورات تاريخية مرموقة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ومن بعده أبنائه الملوك البررة رحمهم الله حتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين حفظهم الله ". ونوه سمو الأمير سعود بن نايف , بأن مملكتنا تحظى اليوم بمكانة جليلة بين شعوب العالم ولله الحمد، كما حققت منجزات مهمة في مختلف الجوانب الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والثقافية ظهرت آثارها المباركة على المملكة وشعبها الوفي وعلى الأمة العربية والإسلامية وعلى جميع المجتمع الإنساني بأسره، حيث حرصت الدولة على الاهتمام بوحدة المجتمع وتكافله، وأعطت الكثير من اهتمامها للمؤسسات التي تقدم البرامج والخدمات المجتمعية، انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف فمملكتنا من تأسيسها تقوم ركائزها على الإيمان بالله وبرسوله وعلى عقيدة السلف الصالح وتحكيم الشريعة المطهرة والعدل وتوفير العيش الكريم لجميع أبناء الوطن . ولفت صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية, النظر إلى انه خير شاهد على ذلك الاهتمام بما تقدمه اليوم لجنة تراحم التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله من رعاية شاملة للسجناء والمفرج عنهم ودعم أسرهم ومساعدتهم ليعودوا أعضاء صالحين في المجتمع فمن الواجب علينا جميعا أن نتعاون لحماية هذه الفئة من الانحرافات بكل أنواعها الفكرية والسلوكية . وفي ختام كلمته، شكر سموه معالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الدكتور يوسف العثيمين، ومجلس إدارتها وأعضاء اللجنة بالشرقية، وجميع الداعمين لبرنامجها وأنشطتها من رجال الأعمال والجهات الحكومية على ما يقدمونه من خدمة لدينهم ثم مليكهم و وطنهم . بعد ذلك، كرم سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز الرعاة والداعمين للملتقى . إثر ذلك تسلم سموه هدية تذكارية عبارة عن لوحة فنية معبرة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ، من قبل وزير الشؤون الاجتماعية, كما تسلم سموه هدية تذكارية من لجنة "تراحم". وعقب الحفل ، افتتح مدير عام السجون نائب رئيس اللجنة اللواء إبراهيم بن محمد الحمزي، المعرض المصاحب لفعاليات الملتقى، والذي يعرض فيه أبرز المشروعات والخدمات التي تقوم فيها اللجنة الوطنية "تراحم" .