ستتوجه عمليات البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة منذ شهر تماماً في المحيط الهندي إلى الأعماق من خلال إرسال غواصة يتم التحكم بها عن بعد إلى القطاع الذي رصدت فيه إشارات، لكن بعد أيام من الآن. وقال القائد السابق للقوات المسلحة الأسترالية الذي يقود عمليات البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة أنغوس هيوستن إن فريق البحث يحتاج إلى استقبال ذبذبات إليكترونية جديدة صادرة عن أجهزة تسجيل الطائرة الماليزية المنكوبة، حتى يمكن تحديد المنطقة التي يوجد بها حطام الطائرة بشكل أفضل. وأضاف هيوستن في تصريح لمحطة «أيه بي سي» التلفزيونية الأسترالية إنه تم وقف عملية البحث واسعة النطاق إلى أن يتم استئناف استقبال الذبذبات. وأوضح: «كنتيجة لذلك ربما يكون الصندوق الأسود على وشك أن يفقد قدرته على إرسال الذبذبات، أو أن يكون قد توقف بالفعل ». وأضاف: «من المرجح أن يكون ما نبحث عنه عند استئناف البحث ليس الجهاز الرئيسي لرصد إشارات الطوارئ ولكن أيضاً جهاز بيانات قمرة القيادة». وأوضح هيوستن وهو طيار سابق أن «ما نبحث عنه هو الحطام، حقل حطام الطائرة كما قد يقول البعض». وعلى الرغم من الطقس الجيد الذي يساعد على عمليات البحث إلا أن هيوستن حذر من التعقيدات الهائلة التي تواجه البحث عن الحطام. وقال انغوس هيوستن «إنه لم يعد هناك الكثير من الأمل في العثور على قطعة عائمة من حطام الطائرة. الإشارات الصوتية الصادرة من أعماق المحيط وتم رصدها في الأيام الأخيرة من قبل السفينة الأسترالية أوشن شيلد هي أفضل فرضية حالياً. وهي مطابقة للأمواج فوق الصوتية التي يبثها الصندوق الأسود». وقالت أستراليا أمس (الإثنين) إن رصد هذه الإشارات قد يكون منعطفاً في عمليات البحث. وصرح هيوستن من جهته أمس أن رصد إشارات تصدر من أعماق المحيط يدل على أن المحققين باتوا «قريبين جداً من المكان الذي يجب أن يكونوا فيه». وسيتم إرسال الغواصة «بلوفين-21» التي يتم التحكم بها عن بعد إلى أعماق المحيط ولكن ليس قبل أيام إذ إن السلطات تأمل في تحديد منطقة البحث بشكل أدق. وقال القائد السابق للجيش الأسترالي «علينا الاستمرار في رصد الإشارات لأيام عديدة إلى أن نكون متأكدين من أن البطاريات فرغت» ولا يمكننا التقاط أي إشارة. وأضاف هيوستن «نحتاج إلى بث إضافي لنحدد منطقة البحث بشكل أفضل». وفي تطور جديد لعمليات البحث سيتم استخدام الغواصة «بلوفين-21» التي تشبه الطوربيد، إذ يبلغ طولها 4,93 أمتار وهي مزودة جهاز للالتقاط الأصوات في المياه (سونار). ويستخدم هذا الروبوت في عمليات البحث وانتشال حطام السفن في علمي الآثار والمحيطات، وفي كشف الألغام البحرية. وإذا التقط السونار إشارة، ستسحب «بلوفين-21» إلى السطح لتزويدها بكاميرا وإعادتها إلى الأعماق. إذ لا يمكنها أن تحمل كاميرا وجهازاً لكشف الأصوات معاً. وقال أنغوس: «إنها عملية طويلة جداً وبالغة الصعوبة وخصوصاً عندما يتم البحث في أعماق المحيط». وأضاف: «سنقوم بإرسال الغواصة مرة بعد الأخرى إلى أن نرصد شيئاً غير عادي في عمق المحيط». وتزن الغواصة حوالى 750 كلغ ويمكن أن تبقى في المياه 20 ساعة لكن لا يمكنها العمل على عمق يتجاوز 4500 متر في المياه على الأكثر، وهو العمق الذي جاءت منه الإشارات التي رصدت. وعلق هيوستين على ذلك قائلاً: «لا يمكنها الذهاب إلى أعمق من ذلك. نحن في أقصى الحدود». وتجري عمليات البحث على سطح المحيط على بعد حوالى ألفي كيلومتر عن السواحل الغربية لاستراليا على طول المسار المفترض للطائرة في قوس يمتد من الشمال إلى الجنوب. ولم تسفر عمليات البحث عن أي نتيجة حتى الآن. وفي حال تأكدت فرضية الإشارات الصادرة عن الصندوقين الأسودين، فسيشكل ذلك تقدماً كبيراً بينما يفترض أن يتوقف الصندوقان الأسودان عن بث أي إشارات نهائية بعد ثلاثين يوماً من غرقهما. ويقوم أسطول بحري وجوي دولي منذ أسابيع بالبحث في المحيط الهندي عن حطام أو الصندوقين الأسودين لطائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي اختفت عن شاشات الرادار في الثامن من آذار (مارس) وعلى متنها 239 راكباً. فيما تجوب حالياً ثلاث سفن فقط في المنطقة للتخفيف من الضجيج الذي قد يؤثر على التقاط الإشارات. ورصدت السفينة الصينية «هايشون 01» السبت «إشارة» استمرت تسعين ثانية في جنوب المحيط الهندي. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة ان الاشارة رصدت بتردد 37,5 كيلوهرتز في الثانية، وهو مطابق لتردد الإشارات الصادرة عن «الصناديق السوداء». ووصلت السفينة البريطانية «إتش إم إس إيكو» إلى المكان لمساعدتها بينما تتمركز السفينة الأسترالية اوشن شيلد» المزودة بمسابر أميركي على بعد 300 ميل شمالاً. لكن الوقت يضيق إذ إن أجهزة التسجيل يمكن أن تستمر في العمل لثلاثين يوماً منذ يوم بدء تشغيلهما لذلك يمكن للصندوقين الأسودين للرحلة إم إتش 370 أن يتوقفا نهائياً في وقت قريب بما أنها مفقودة منذ 31 يوماً. فيما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الجديدة (شينخوا) أن القائم بأعمال رئيس الوزراء الأسترالي وارين تروس، صرح اليوم (الثلثاء) بأنه في ظل التطور المشجع الذي شهدته عملية البحث عن رحلة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة «إم إتش 370» على مدار اليومين الماضيين، فإنه يأمل في تحقيق نتيجة إيجابية اليوم بناء على العمل السابق. وقال تروس: «سوف يكون هناك عدد كبير من الطائرات والسفن المشاركة في عملية البحث اليوم. الأحوال الجوية جيدة إلى حد ما، ولذا دعوني أتمنى أن نتمكن اليوم من البناء على العمل الذي تم على مدار اليومين الماضيين من أجل الوقوف بشكل أفضل على ما حدث في اللحظات الأخيرة للرحلة». وفيما يتعلق بالعمر الافتراضي لبطاريات الصندوق الأسود للطائرة، قال تروس «إن هناك حالات تتجاوز فيها البطاريات عمرها الافتراضي بأسابيع كثيرة»، مضيفا «نأمل أن تكون هذه هي الحال في هذا الموقف». وقام أقرباء الركاب الصينيين ال153 بتجمع أشعلوا خلاله شموعاً، بمناسبة مرور شهر على اختفاء الطائرة. وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية اختفت عن شاشات الرادار في الثامن من آذار (مارس) وعلى متنها 239 راكباً. وأعلنت ماليزيا رسمياً في 25 آذار (مارس) «أنها سقطت في جنوب المحيط الهندي». «قصة الطائرة الماليزية منذ إقلاعها حتى سقوطها»