ذكرت مصادر ميدانية أن مدنيين قُتلوا، وجُرح آخرون، في قصف عشوائي لقوات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية في حماة وحلب، تزامنا مع اشتداد المعارك في جنوبسوريا وشمالها. في وقت أعلن وزير إعلام النظام أن الترشح للانتخابات الرئاسية سيتم في الأيام العشرة الأخيرة من أبريل الجاري، وأنها ستُجرى في يونيو. وأفاد مركز حماة الإعلامي، أمس، باقتحام الجيش السوري الحر مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي، مما أدى إلى أسر العديد من العناصر الموالية للنظام داخل المدينة. وردت قوات النظام على ذلك باستهداف المدينة وبساتينها بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل شخص وسقوط عدد من الجرحى. كما قال المركز: إن اشتباكات عنيفة جرت بين الجيشين الحر والنظامي على حواجز حصرايا، وتل ملح، والجلمة، والقرامطة، تزامناً مع قصف عنيف تعرضت له المنطقة. براميل حلب وفي حلب، قالت شبكة شام: إن الكتائب المشاركة في معركة «الاعتصام بالله» على أحد المباني القريبة من مبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون بحلب سيطرت على مشارف مبنى المخابرات وسط اشتباكات عنيفة مع قصف مدفعي عنيف على المنطقة. وذكرت سوريا مباشر أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قرية تل حطابات في ريف حلب الجنوبي، كما شن غارة استهدفت بلدة قبتان الجبل، إضافة إلى قصف مدينة دار عزة بريف حلب. كما قالت شبكة «سوريا مباشر»: إن مقاتلي الجيش السوري الحر قتلوا 38 جندياً من قوات النظام، وأسروا خمسة آخرين في حي الراشدين غربي حلب. غارات جوية وفي دمشق، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية: إن الطيران الحربي أغار بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة على حي جوبر ومدينتي داريا ومعضمية الشام بالريف الغربي وبلدة المليحة ومدينة دوما وكفر بطنا بالغوطة الشرقية، موضحا أن هذه المناطق شهدت أيضاً قصفاً مدفعياً وصاروخياً. ولليوم السادس على التوالي، شنت قوات النظام حملة مكثفة على بلدة المليحة، وقد جرت اشتباكات عنيفة على جبهات البلدة، كما أسفرت الحملة عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، معظمهم في حالة خطرة. وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة تعمل على صد قوات النظام والمليشيات العراقية وعناصر من حزب الله اللبناني، في محاولة لمنع تقدمها نحو بلدة المليحة، وبينوا أن هذه الاشتباكات أدت إلى مقتل أربعة عناصر من قوات النظام. الجبهة الجنوبية وفي القنيطرة، أعلنت «شبكة شام» عن تمكن الكتائب الإسلامية ومقاتلي الجيش الحر من السيطرة على كامل التل الأحمر الغربي، الواقع بريف القنيطرةالجنوبي، ضمن معركة «صدى الأنفال». وجاءت هذه السيطرة بعد عملية حصار استمرت أكثر من شهرين، تم على إثرها تدمير عدة آليات وقتل العديد من جنود النظام، كما دمروا دبابة للنظام في منطقة الهور بالريف أيضاً. كما شن سلاح الجو السوري غارة جوية استهدفت بلدة النعيمة بريف درعا، بينما قتل خمسة أشخاص وسقط عدد من الجرحى جراء قصف من سلاح الجو بالبراميل المتفجرة. وفي حمص، أفادت سوريا مباشر بأن أربعة أطفال قتلوا وسقط عشرات الجرحى جراء سقوط قذائف هاون قرب مدرسة في حي الميدان، كما استهدفت المدفعية حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة. وفي اللاذقية، قال اتحاد التنسيقيات: إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على وادي شيخان بريف اللاذقية، في حين تصدى مقاتلو «معركة الأنفال» لمحاولة جيش النظام التقدم من جنوب كسب بريف اللاذقية، وسط تواصل القصف على المدينة. كما ذكرت «شبكة شام» أن قوات النظام استهدفت بيوت المدنيين في مدينة كسب بريف اللاذقية بقصف عنيف. الانتخابات الرئاسية سياسياً، أعلن وزير إعلام النظام، عمران الزعبي، أن الترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد سيتم في الأيام العشرة الأخيرة من أبريل الجاري، مؤكداً أن الانتخابات ستجرى في موعدها في يونيو وفي ظروف «أفضل من الظروف الحالية». وقال وزير الإعلام في مقابلة أجرتها معه قناة المنار اللبنانية، وأوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية: إن «باب الترشح (للانتخابات الرئاسية) سيفتح في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الجاري». وأكد الزعبي أن «هذا الاستحقاق الدستوري سيجري في موعده وفي ظروف أفضل من الظروف الحالية، ولن نسمح لأحد بأن يؤخره أو يؤجله لأي سبب كان أمنياً أو عسكرياً أو سياسياً، داخلياً وخارجياً». وأقر مجلس الشعب السوري مؤخراً البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة. ورغم أن البنود التي أقرت تتيح نظرياً وللمرة الأولى منذ عقود، إجراء انتخابات تعددية، إلا أنها تغلق الباب عملياً على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، إذ تشترط أن يكون المرشح قد أقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الأعوام العشرة الماضية. ولم يعلن رئيس النظام بشار الأسد الذي يشكل رحيله المطلب الرئيسي للمعارضة السورية، والدول الداعمة لها، ترشحه رسمياً بعد إلى الانتخابات. وتسلم الرئيس الأسد الحكم في 17 يوليو 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. وأعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات. ولم تشهد سوريا منذ وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس. الجربا في الصين على الجانب الآخر، يزور رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا الصين، حليفة النظام، ويجري محادثات مع المسؤولين فيها حول امكانات الحل السياسي للأزمة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات، بحسب ما ذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الائتلاف أمس. وقال المصدر: «يقوم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا بزيارة رسمية إلى الصين في 14 أبريل». وأشار إلى أن الجربا سيلتقي عدداً من المسؤولين الصينيين، ويبحث معهم «آفاق الحل السياسي» للنزاع السوري الذي أودى منذ منتصف مارس بأكثر من 150 ألف قتيل، كما سيوضح «مواقف الشعب السوري» لهم. وتقف الصين إلى جانب روسيا في دعم النظام السوري. وقد استخدمت، كما موسكو، حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ثلاث مرات، لمنع صدور قرار متشدد تجاه النظام، يهدد بفرض عقوبات عليه، أو يحمّله مسؤولية ما يجري في سوريا. وتأتي زيارة الصين بعد حوالى شهرين من زيارة قام بها الجربا على رأس وفد من الائتلاف إلى موسكو.