«انتظر حتى يأتي طبيب المناظير من الإجازة» هو العذر القبيح الذي كاد يفقدني صوابي.. بهذه العبارة بدأ الشاب محمد شافي الشهري حديثه إلينا، مناشداً «اليوم» بنشر ما تعرض له والده المسن في مستشفى الدمام المركزي. ويقول: «كنت أسمع كثيراً عن الإهمال الطبي، والتساهل في الأرواح، ولم أصدقه إلا بعد أن عايشته بنفسي مع والدي، الذي يربو عمره عن ال80 عاماً». والد الشهري ينتظر عودة طبيب المناظير من إجازته (اليوم) وفي تفاصيل المعاناة، ذكر الشهري أن «والدي اضطر إلى إجراء عملية إزالة حصوة في المرارة في مستشفى الدمام المركزي، وتمت العملية ولله الحمد بنجاح، إلا أن الأطباء وبعد أيام من إجراء العملية، اكتشفوا أن هناك ماءً في الرئة، وهو أمر لا يتطلب تأخير إزالته»، مضيفاً «أخبرني الطبيب أن الماء الموجود على رئة والدي، سيزال في أقرب وقت، وانتظرنا اليوم الثاني ثم الثالث، ولكن دون اتخاذ أي إجراء، يكتمل به شفاء والدي، ولم نجد أي طبيب يخبرنا عن موعد إجراء عملية لإزالة الماء من الرئة»، موضحاً «تابعت الموضوع بنفسي لدى المسؤولين في المستشفى، وأخبرتهم أن حالة والدي تزداد سوءاً، وصحته تتدهور، وهنا كانت الطامة الكبرى، حيث أفادوني بأن العملية هذه تتم عن طريق المناظير، وأن الطبيب المتخصص في هذا الشأن يتمتع بإجازة، وليس هناك طبيب مناظير آخر موجود !!». ويتابع الابن حديثه «في البداية، لم أصدق ما يقوله الطبيب، فطلبت منه البحث عن حل آخر، وقال لي سوف نحاول في إقناع أي طبيب في المستشفى التخصصي، أو نرسل المريض إلى هناك، مما جعلني أفقد صوابي، مستغرباً من هذا التساهل والتهاون بأرواح الناس، وبالفعل فقد جرت مراسلات بين مستشفى الدمام المركزي، وبين تخصصي الدمام، وقمت أنا بنفسي بمتابعة الأوراق والمراسلات، سعياً مني في إنقاذ حياة والدي، الذي قارب على الهلاك، بسبب تأخير حضور الطبيب المتخصص في المناظير». وهاهو والدي الآن يعيش أوضاعاً صحية سيئة ونحن في انتظار أي طبيب مناظير يأتي لإجراء العملية، وطلبت من الطبيب، إذا توفي والدي، لا قدر الله، أن يكتب أن سبب الوفاة، تأخر إجراء العملية، لعدم وجود طبيب مناظير». ويبدي الشهري اندهاشه من الإهمال المتعمد والاستهانة بأرواح الناس، ويتساءل «هل يعقل أن يكون هناك طبيب مناظير واحد في المستشفى، فلنفرض أنه توفي أو أصيب إصابة مقعدة أو سافر .. فمن يأتي ليحل مكانه وكيف تسير أمور المرضى في عصر عمليات المناظير»، مطالباً بمحاسبة المقصرين».