المجسات الحجازية تتعالى تدريجيا عند دخولك لمهرجان إثراء المعرفة، لتتمازج مع رائحة البليلة الزكية كدالة قربك من موقع بليلة زمان الحجازية ليصبح دالة الزوار لركن بليلة زمان الحجازية، ليقف العم هشام بومروان، وعلى مدى أكثر من سبع ساعات،، ليتحلق حوله زوار المهرجان من الجنسين، لطلب صحن البليلة فمنهم من يطلبها سادة ومنهم من يطلبها بالخل ومنهم من يفضل تناولها مع الطرشي. ولم تكن الأهازيج فقط حجازية بل ايضا شملت العاملين بالكشك وزينة الكشك وكأن الزائر يعيش حقيقة في الحجاز من خلال المهرجان. وأشار مسؤول الكشك هشام العبدي أنه حضر ومجموعته من الحجاز ليشاركوا بالمهرجان بتقديم البليلة والترمس والشربيت الحجازي مشيرا أنه فوجئ بالإقبال على شراء البليلة وربما ما يميز بليلة الحجاز عن غيرها نكهتها وطعمها، حيث يضاف عليها الدقة الحجازية وهي مجموعة من التوابل والشرشو وهو الطرشي ولا يمنع إضافة الخل والليمون لزيادة النكهة. وبين العبدي أن البليلة كانت تقدم في السابق في رمضان فقط بعد الإفطار والان تغيرت العادات وأصبحت تقدم طوال السنة، والاهازيج المصاحبة للكشك تختلف من بائع للبليلة إلى آخر حيث تعتبر وسيلة لتسويق البليلة، والعم هشام قضى أكثر من 30 عاماً في بيع البليلة، منذ أن كان طفلاً مع والده في مكةالمكرمة، ثم انتقل بعدها إلى جدة، وشارك في المئات من المهرجانات التي تقام في المملكة، وعن مكونات "البليلة" يقول العم هشام: لا توجد عندنا خلطة سرية، فجميع مكوناتها مطروحة في الأسواق، لتشمل الكمون وسلطة الخيار والبنجر والخل والملح، فقط محبة الزبائن لنا هي سر خلطتنا الناجحة، فنرى فيهم الطيبة والروعة، فينعكس كل ذلك على ما يأكلونه، مؤكداً أن طيبة أهل الأحساء تماماً مثل نخيلهم المتنوع الأصناف والمتفق على طعمه اللذيذ، فقد أخذوا من النخيل الشيء الكثير، إن لم يكن هو أخذ منهم الكرم والطيب. وعبر بخيت سالم والذي جلس يتناول البليلة مع عائلته على الطاولات الشعبية المصاحبة للكشك أن طعم البليلة مميز جد ومختلف لم يتذوقه من قبل، وربما فضله على طعم الخبز الحساوي والذي اعتاد على طعمه.