عامٌ تَحَدَّرَ من جبال الوقتِ مُنْجَرِفاً بهاوية الغيابِ عامٌ .. وتلتبسُ الخطوطُ على خريطتيَ اليبابِ خطُّ استوائيَ مَحْضُ مجهولٍ وخطُّ الحظِّ لغزٌ تائهُ الأبعادِ.. لا عنوانَ يُرشدُني إليَّ .. أنا المُحَجَّبُ في تضاريسي- المُحَجَّبُ في مقاييسي أنا .. وأنا حجابي عامٌ يغادرُني ويكبرُ قاتلي عاماً وذاكرتي المليكةُ في بلاط القلبِ تنهضُ من سرير النومِ عاريةَ الإهابِ نَضَجَتْ سنينيَ في سنابلِها عامٌ يغادرُني ويأخذُ من دوالي العُمْرِ داليةً ويتركُ ما تيسَّر من عناقيدٍ مُجَفَّفَةٍ تُهَدْهِدُ خاطري صبراً فتغبطُني على الصبرِ الخوابي ولم أبرحْ أُعَدِّدُ ما تساقطَ في مهبِّ الوقتِ من أوراقِ عائلتي وما ألقيتُ من ذكرَى بحاوية المشاعرِ.. ما تَجَفَّفَ من شبابِ الماءِ في روحي وما عَتَّقْتُ من قلبي بخابيةِ التصابي لم أنتصرْ يوماً على جسدي ولا رَوَّضتُ قطعانَ الغرائزِ في براري الروحِ.. كلُّ غريزةٍ ظمأى إلى المطر المراهقِ في سحابي قلبي صغيرُ السِّنِّ .. لا يدري بما أهدرتُ من عُمُري لكي يبقَى صغيرَ السنِّ.. لا يدري بما أهدرتُ في روح القصائدِ من شبابي !! عامٌ يغادرُني ويأخذُ من دوالي العُمْرِ داليةً ويتركُ ما تيسَّر من عناقيدٍ مُجَفَّفَةٍ تُهَدْهِدُ خاطري صبراً فتغبطُني على الصبرِ الخوابي نَضَجَتْ سنينيَ في سنابلِها بقَمْحٍ شارفَ (الخمسينَ) إلا سُنْبُلَيْنِ من السرابِ لكنَّني مُتَشَبِّثٌ بطفولتي :أتسلَّقُ الأشجارَ .. أشجارَ المجازِ وأقتفي سربَ الفراشاتِ التي تنبثُّ من وَتَرِ الربابِ عامٌ يغادرُني وأقلبُ صفحةً أخرى على وجع الكتابِ نَضَجَتْ سنينيَ في سنابلِها ولم أذهبْ إلى شجني بما يكفي القصيدةَ من مغامرةٍ.. قراصنةٌ بعرض (البحر) يختطفون حنجرتي.. عروضيُّون يغتصبون قافيتي.. وها إنِّي أحنُّ إلى القصيدةِ طعنةً تغتالُني ملءَ الحياةِ بما (تُثَقِّفُ) من حِرابي عامٌ يغادرُني ويتركُ من رماد الوقتِ حِصَّتَهُ بمجمرةِ اغترابي وأنا الأمينُ على الرمادِ.. أنا الأمينُ على الثمالةِ بعدما يفنَى شرابي مُتَعَفِّراً في زعفرانِ الحزنِ أُصْحِرُ بين أحراش المدينةِ تائهاً وأصالحُ الأقدارَ والأشعارَ في المقهى فأُطْعِمَها الطعامَ على حسابي ومتى تطلُّ صبيَّةٌ تصحو صبايا الذكرياتِ فأنثني أُحصي الغزالات التي عَبَرَتْ بغابي وأقيسُ حجمَ الشكِّ فوق شفاهِهِنَّ.. أقيسُ مقدارَ الحقيقةِ في رضابي عامٌ يغادرُني ... يسري التَّذَكُّرُ في دمي سُمًّا بنعناعِ الحنينِ فلم تزلْ (ليلايَ) تنأى في مضاربِها ولا قمرٌ يطلُّ على هضابي هذي جراحاتي.. أُطَبِّبُها بأعشابٍ مُزَيَّفَةٍ فخُذْني يا (علاء الدين) بعضَ زبائنِ (المصباحِ) وانْضَحْني بترياق الرغابِ [email protected]