قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية امس ان المباحثات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يسعى الى مواصلة عملية السلام المتعثرة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان كانت «بناءة» ,, من جانبه , قال مصدر فلسطيني: ان الرئيس عباس رفض طلبا من كيري لارسال كبير المفاوضين صائب عريقات الى روما للتباحث معه، مشيرا الى ان عباس مصر على الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى «المقرر في 29 مارس, وانه لن يناقش اي شيء حتى يتم ذلك، فيما سيبدأ الاسرى بالسجون الاسرائيلية بخطوات احتجاج سياسي، إذا لم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة. وتكهنت صحيفة «هآرتس» بأن وزير الخارجية كيري، حاول اثناء اللقاء مع الرئيس الفلسطيني ، التوصل الى صيغة تتيح استئناف المفاوضات مع اسرائيل، ومنع الفلسطينيين من انتهاج خطوات من جانب واحد، كالتوجه الى المؤسسات الدولية. ويأتي هذا التكهن اعتمادا على اللقاء الذي عقده كيري مع الملك الأردني عبدالله، قبل اجتماعه بعباس. ونقلت عن مصادر فلسطينية تكهنها بأن المفاوضات ستستأنف في الأيام القريبة، في سبيل التوصل الى تجميد الاستيطان او اطلاق سراح مزيد من الاسرى الفلسطينيين، بينهم مروان البرغوثي. وبخصوص المجموعة الرابعة من الأسرى الذي يفترض اطلاق سراحهم في نهاية الشهر الجاري، قالت المصادر الفلسطينية: ان هذا الموضوع لم يناقش كشرط لاستئناف المفاوضات او تمديدها. ويعارض عباس ذلك لأن اطلاق سراح هؤلاء الأسرى تم الاتفاق عليه قبل ثمانية أشهر. مباحثات عمان بناءة وقال المسؤول الاميركي: ان المباحثات بين كيري وعباس التي استمرت نحو أربع ساعات مساء الاربعاء في بيت السفير الفلسطيني في عمان «كانت بناءة». واضاف ان كيري: «يخطط للتواصل مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في الايام المقبلة». وكان كيري قطع زيارته الى روما وزار العاصمة الاردنية الاربعاء «في محاولة لتضييق الفجوات» بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، على حد قول المتحدثة باسمه جنيفر بساكي. واجتمع الوزير الاميركي اولا بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بعيد ظهر الاربعاء قبل ان يلتقي عباس. ويحاول كيري جاهدا ابقاء عملية السلام في المسار الصحيح وتفادي وصول المفاوضات المتعثرة اصلا الى طريق مسدود وسط مخاوف من عدم وفاء اسرائيل بتعهدها بالافراج عن أسرى فلسطينيين. احتجاج سياسي من جهته، قال وزير شؤون الاسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع أن الاسرى بالسجون الاسرائيلية سيبدأون بخطوات احتجاج سياسي إذا لم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الاسرى وعددهم 30 أسيراً. ونقلت وكالة انباء «معا» الفلسطينية عن قراقع قوله: إن «إسرائيل تمارس لعبة الابتزاز البشع تحت عنوان الاسرى وتستخدمهم أداه للضغط والحصول على مكاسب سياسية على حساب الحقوق المصيرية للشعب الفلسطيني وهذا ما نرفضه تماما». وكشف قراقع أنه في حال تنصل إسرائيل من الإفراج عن الدفعة الرابعة حسب الأسماء والموعد فإنه لا خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى التوجه للانضمام بشكل رسمي للهيئات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع. وحمل قراقع حكومة إسرائيل المسؤولية عن نتائج وتداعيات عدم الإفراج عن الاسرى على مستوى الشارع الفلسطيني وداخل السجون ايضا وخاصة أن الأوضاع بالسجون صعبة ومتفجرة وهناك حالة احتقان وغضب في الشارع الفلسطيني بسبب المحاولات الإسرائيلية تعطيل الإفراج عن الدفعة الرابعة. ميدانيا، أطلق زورق حربي إسرائيلي النيران باتجاه قارب فلسطيني قبالة شواطئ البحر في قطاع غزة دون وقوع إصابات . ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها: إن جنودا رصدوا الليلة قبل الماضية القارب المذكور عندما كان يجرّ قارباً آخر خارج المنطقة البحرية المسموح للفلسطينيين بالتواجد فيها . وكان أربعة صيادين فلسطينيين أصيبوا في إطلاق نار مكثف من الزوارق الإسرائيلية على قواربهم قبالة ميناء رفح جنوب قطاع غزة ما ادى إلى اشتعال النيران فيها. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة: إن زورقين من البحرية الإسرائيلية أطلقا النار باتجاه زورقين فلسطينيين قبالة سواحل قطاع غزة للاشتباه بأنهما مارسا التهريب. وتحظر البحرية الإسرائيلية على الصيادين الفلسطينيين الإبحار لأكثر من ستة أميال وعادة ما تستهدف قواربهم بشكل شبه يومي بدعوى مكافحة عمليات التهريب عبر البحر.