دعا الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الى الوقوف على الأسباب الحقيقية للخلافات العربية - العربية، والتعامل معها بشفافية ووضع حلول ناجعة لها من اجل تحقيق التضامن العربي. وقال العربي في كلمة امام القمة العربية في الكويت امس ان «انعقاد القمة العربية في الكويت يعطي بارقة امل» في تجاوز هذه الخلافات, مؤكدا اهمية ترجمة شعار القمة (قمة للتضامن من اجل مستقبل افضل) الى خطوات ملموسة لتعزيز العمل العربي المشترك. وأعرب العربي عن تطلعه لاتخاذ خطوات ملموسة لتجاوز المرحلة الحرجة التي تمر بها العلاقات العربية-العربية، ومواجهة التحديات التي تواجه الامن القومي العربي مؤكدا أن «انعقاد هذه القمة في دولة الكويت يعطي بريق امل». ودعا إلى تنقية الأجواء العربية محذرا من أن التوترات في العلاقات البينية تهدد مستقبل المنطقة ووحدة شعوبها، وتنعكس على دور جامعة الدول العربية وقدرتها على التعامل مع الاحداث الكبرى بالمنطقة، ما يتطلب من الجميع مواجهة هذه الاوضاع ووضع حلول لها تكفل تعزيز التضامن العربي. وأكد العربي ضرورة إعداد استراتيجية شاملة لمواجهة تحديات الأمن القومي العربي من أجل الانطلاق نحو مستقبل افضل. وأوضح أن أبرز التحديات يتمثل في القضية الفلسطينية، مؤكدا أن العالم أجمع لن ينعم بالسلام والاستقرار اذا لم تتحقق تسوية فيها من خلال الانسحاب الاسرائيلي من كافة الاراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، داعيا في الوقت نفسه إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني. ودعا الولاياتالمتحدة إلى مواصلة جهودها في إطار عملية السلام رغم أنها لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة بسبب سياسة التسويف وكسب الوقت التي تتقن اسرائيل استخدامها. كما دعا العربي في الوقت نفسه إلى البحث عن بدائل، منها اللجوء الى مجلس الامن والمنظمات الدولية غير التقليدية، حال استمرار اسرائيل في افشال الجهود الجارية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة. وواصل استعراض تحديات الأمن العربي القومي قائلا: إن احدها يتعلق بالمأساة السورية التي دعا إلى ايجاد حل سياسي لها يحقق تطلعات الشعب السوري ويحافظ على وحدة البلاد. وقال إنه رغم طرح القضية السورية على أجندة مجلس الأمن إلا أنها تظل في الأساس قضية عربية بما لا يعفي الجانب العربي من مسؤولياته القومية والسياسية والأخلاقية لمعالجتها. وأكد أن الحل التفاوضي للأزمة لا يزال بعيد المنال وسط عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار، عازيا فشل المفاوضات الدولية ومنها مؤتمرا (جنيف1) و(جنيف2) إلى تصلب مواقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أن التحديات العربية تتضمن أيضا ظاهرة الإرهاب ومواجهة الإطار الفكري المتطرف المحرك لها، داعيا إلى إرساء تعاون إقليمي ودولي وتوافر الإرادة السياسية للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد استقرار وأمن المنطقة. كما أوضح أن التحديات تشمل الجهود المتعلقة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، رغم ما تواجهه من عقبات تضعها إسرائيل للتسويف والتأجيل على الساحة الدولية. وجدد دعم الجامعة العربية لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية جزرها المحتلة من قبل إيران من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وأكد العربي أهمية ايجاد آلية عربية لتنسيق المساعدات الانسانية والاجتماعية تكون قادرة على التحرك السريع والقيام بمهام تنسيق الجهود بين مختلف المنظمات والهيئات العربية والاقليمية والدولية المعنية بهذا الشأن.