شيع آلاف الفلسطينيين جثامين ثلاثة شبان استشهدوا فجر السبت، خلال اشتباك مسلح مع وحدة إسرائيلية من القوات الخاصة بمخيم جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وسط دعوات للرد على الجريمة، وطالبوا السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل. وقال القيادي في حركة حماس حسن يوسف: إن مشاركة آلاف المواطنين في التشييع استفتاء شعبي واضح على أن المقاومة هي الحل الوحيد للتخلص من الاحتلال، مؤكدًا أن عائلة الأسير القائد في كتائب القسام جمال أبو الهيجا قدمت الكثير من أجل القضية الفلسطينية. واعتبر أن هذه المسيرة تؤكد أن على السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات ومسار التسوية الذي لم يجلب إلا ما يضر شعبنا الفلسطيني، واعتبرها الاحتلال الإسرائيلي غطاء وشرعية من أجل أن يرتكب جرائمه ويمعن في سياساته الإجرامية، مشيرًا الى أن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة زاد بنسب مهولة رغم استمرار المفاوضات. وتشهد مدينة جنين ومخيمها حدادًا شاملًا، وأغلقت المحال التجارية أبوابها استنكارًا لجريمة الاحتلال البشعة باغتيال الشهيد القسامي حمزة أبو الهيجاء وشابين خلال اشتباكات مخيم جنين فجرًا. وحمَّل بيان عسكري مشترك صادر عن كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح المسلح لحماس وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح، الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية المسؤولية المشتركة عن جريمة استشهاد ثلاثة مقاومين فجر السبت. وقال البيان: إنّ «الأجهزة الأمنية للسلطة تتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة جنبًا إلى جنب مع الاحتلال، إذ إنّ الشهداء كانوا ملاحقين للسلطة منذ فترة طويلة، وحاولت اعتقالهم في الآونة الأخيرة»، وشدد على أن شعبنا لن يغفر لهذه الأجهزة جريمة التنسيق مع المحتل على حساب دماء خيرة أبنائه المقاومين. وأضاف إن «المقاومة في الضفة المحتلة هي جمرٌ تحت الرماد، وستخرج للمحتل من حيث لا يحتسب، وهي مقاومة حيّة لن تموت بإذن الله ما دام هناك محتل غاصب، وستبقى هي المعبر الحقيقي عن ضمير شعبنا وخياره وقراره». وحيا البيان المرابطين في مخيم جنين على احتضانهم للمقاومة، ووقفتهم البطولية في وجه المحتل في كل مرة يحاول فيها النيل من كرامة هذا المخيم الباسل الصامد. وزف البيان الشهداء الثلاثة، وهم: حمزة جمال أبو الهيجا (22 عامًا) القائد الميداني في كتائب القسام ونجل الأسير جمال أبو الهيجا، ومحمد عمر أبو زينة (27 عامًا) من سرايا القدس، ويزن محمود جبارين (23 عامًا) من كتائب شهداء الأقصى. وأوضح أن هناك سبعة آخرين أصيبوا في الاشتباكات المسلحة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال حاصرت منزلًا في المخيم يتواجد فيه حمزة ابو الهيجا احد قادة كتائب القسام وأطلقت وابلًا من الرصاص والقذائف تجاه المنزل، ما أدى الى استشهاد أبو الهيجا. ووقعت مواجهات بين العشرات من الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي نفذت عملية الاغتيال، اطلقت خلالها الرصاص بكثافة باتجاه المواطنين ما ادى الى استشهاد محمود ابو زينة (25 عامًا) من سرايا القدس والشهيد يزن محمود باسم جبارين من كتائب الاقصى بعد اصابتهم بعدة رصاصات في انحاء متفرقة من جسديهما. كما اصيب سبعة مواطنين بالرصاص عرف من بينهم: محمود كامل أبوحشيش ورأفت سعيد علي عويس، ومؤمن عبدالله عصام نشرتي، وحسين أبو طبيخ، وقسم محمود جبارين. وروت مصادر في مخيم جنين أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت منزل المواطن حمزة بلاص في مخيم جنين والذي تواجد فيه الشهيد حمزه، وقامت قوات الاحتلال بقصف المنزل بقذائف الانيرجا بعدما رفض الشهيد تسليم نفسه، كما قامت جرافة عسكرية بهدم اجزاء من المنزل. من جهتها قالت إسرائيل: إن جنديين من وحدة «يمام» الخاصة بالاغتيالات أصيبا طفيفًا خلال الاشتباك في مخيم جنين. وقالت إذاعة اسرائيل: إن قوات مشتركة من الشاباك والجيش و«يمام» قامت بمحاصرة البيت الذي تحصن في حمزة أبو الهيجا وهو من مواليد العام 1992. بدورها نعت حركة حماس الشهداء الثلاثة، وقالت: إن «الشهيد أبو الهيجا تعرض للاعتقال والاستدعاء عدة مرات من قبل أجهزة أمن السلطة في جنين، كما قامت قوات الاحتلال باقتحام المخيم عدة مرات بحثًا عنه، وقد استشهد رفيقه الشهيد نافع السعدي في إحدى هذه الاقتحامات بعد محاصرتهما في منزل العائلة». وأعلن الحداد العام في مخيم جنين ودعت المؤسسات والفعاليات الرسمية في جنين الى مشاركة فاعلة في تشيع جثامين الشهداء الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي.