أشارت الإماراتية الدكتورة رفيعة غباش، رئيسة جامعة الخليج العربي سابقاً ضمن مشاركتها كمتحدثة في جلسة «إعلام المنوعات.. الخط الأحمر إلى الزوال» ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي الذي عقد في دبي يومي 17 18 مايو قائلة: إنها «في الوقت الحالي لا تستهويني مشاهدة القنوات المحلية الإماراتية كقناة دبي مثلاً وغيرها من القنوات المحلية الأخرى لأن ما تبثه وتناقشه حالياً لا يتلاءم مع الربيع العربي وثوراته المتلاحقة، وبالتالي هي لا تثير اهتمامي». رسخت لدي هذه المقولة التي عبرت عنها الدكتورة رفيعة في منتدى إعلامي يقام على أرض الإمارات عدة آراء وحقائق في المجال الإعلامي وهي أن الاستثمارات المالية الكبرى في المجال الإعلامي بالرغم من أنها ضرورية جداً ومهمة لنجاح أي عمل إعلامي، إلا أنها وحدها لا تضمن التأثير المتوخى وارتفاع عدد المشاهدين ووصول الرسالة الإعلامية المقصودة في عصر الانفتاح الفضائي والانترنيتي وتضاؤل دور الرقيب والخطوط الحمراء ما لم يقترب محتوى هذا الإعلام إلى المشاهد أكثر وأكثر وينفتح لمناقشة قضاياه والاستماع إلى آرائه وأطروحاته سواء تلك المتوافقة مع الاتجاهات الإعلامية الفكرية المحلية أو المختلفة معها. المواطن الإعلامي أو الصحفي في الوقت الحالي لم يعد كما هو في السابق، ذلك المتلقي السلبي للرسالة الإعلامية المفروضة عليه من قبل وزارات أو هيئات الإعلام العربية كما ظهر ذلك في أحد إعلانات إحدى الدول العربية بصيغة « لا تفكر .. نحن نفكر عنك !!» وإنما أصبح هو من يسهم بشكل متزايد في صناعة الحدث وتوجيه بوصلة اهتمام الرأي العام، لأنه أصبح عاملاً فاعلاً في هذه العملية. هذا الدور المتنامي الجديد للمواطن الإعلامي تحول في نظر بعض وزارات الإعلام والأجهزة الأمنية إلى مصدر قلق وريبة وشك، لأنه بدأ يقتص رويداً من السلطة المطلقة التي تتمتع بها تلك الأجهزة وهي تمر في الوقت الحالي بحالة انعدام وزن في كيفية التعامل مع هذه الوضعية الجديدة وبخاصة في تلك الدول التي شهدت وتشهد حالياً ثورات مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وعمان وغيرها من الدول العربية الأخرى، وحتى الدول العربية التي لم تهب عليها بعد نسمات الربيع العربي بقوة كافية لم تكن كلية معزولة عن تأثيرات الربيع العربي، لذا كان من اللافت للنظر بالنسبة لي قول أحد المشاركين في المنتدى: «إن الإعلام الخليجي يمر في الوقت الراهن بحالة من الإرباك المقنعة، ولن يتجاوز تلك الحالة إلا بعد الاستقرارين الإعلامي والسياسي في مصر !!» على العموم، كان ولا يزال منتدى الإعلام العربي من بين أفضل الملتقيات الإعلامية العربية التي تسعى إلى تناول الهم الإعلامي العربي بحرفية يمكن أن نقول: إنها بعيدة نوعاً ما عن الإملاءات السياسية وأجنداتها المختلفة، لكن لا يمنع ذلك القول : من المتوقع أن تكون جلسات منتدى هذا العام أكثر جراءة وسخونة وانفتاحا في ظل ما يعتري المنطقة العربية من تغييرات وأحداث سياسية واجتماعية كبيرة. [email protected]