أكدت خمس جهات حكومية وجمعيات نفع عام، ان غياب التعاون وعدم وضوح الرؤية التكاملية سببان وراء ارتفاع أمراض السكر ومضاعفاتها، ومن تلك المضاعفات أمراض الفشل الكلوي. وطرحت جمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية عن طريق رئيس مجلس إدارتها عبدالعزيز التركي، مشروعا وطنيا سيرفع لمجلس الشورى لدراسته وهو عبارة عن تبني وضع المحتويات الصحية على الأغذية التي يتناولها مرضى السكر بالتعاون مع هيئة الدواء والغذاء، ووزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، ووزارة الثقافة والإعلام، ويقضي المشروع كذلك على تدريب منسوبي هيئة الدواء والغذاء والمفتشين الصحيين على طرق كشف السعرات الحرارية على تلك الأغذية، إلى جانب وضع مواصفات صحية لأغذية المقاصف المدرسية ومطاعم الجامعات نتيجة انتشار السمنة بين الطلاب. وأكد التركي خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بالخبر على هامش- المؤتمر العلمي لأمراض الكلى وطرق مكافحتها- بمناسبة اليوم العالمي للكلى بمشاركة جامعة الدمام والاتحاد الدولي للسكر، ان الجمعية تعمل بالتوازي أيضا على مشروع مسحي لجميع الطلبة (سكر- سمنة) الأقل من 15 سنة في مدارس المنطقة الشرقية، وهو المشروع الذي باركه سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وبدأ تطبيقه على 47 مدرسة بالجبيل، وتم من خلاله اكتشاف 15 طالبا مصابا بداء السكري من النوع الأول في الفصل الدراسي الأول. وتطرق التركي خلال المؤتمر إلى التعاون مع وزارة التربية والتعليم حيث قال: إن هناك توصيات رفعت لوزارة التربية والتعليم منذ 6 سنوات، إلا إنها لم تفعل بشأن منع بيع بعض الأكلات والبطاطس والمشروبات الغازية في المقاصف المدرسية للحد من انتشار السمنة والإصابة بأمراض السكري "السبب الأول في أمراض الكلى"، وشملت التوصيات كذلك تدريب المعلمين على كيفية اكتشاف الطالب المريض بالسكر وطرق التعامل معه، إلا ان تلك التوصيات ما زالت قيد الانتظار، وأضاف: "هناك كشف صحي تطبيقي طبق على 6 مدارس من مدارس الهيئة الملكية بالجبيل وعددها 47 مدرسة عن السمنة والسكري، واكتشفنا في نهاية الفحص ان هناك 15 طفلا جديدا مصابا بالسكري ولا يعلم اولياء امورهم بذلك، وهنا نتساءل عن انه لو تم الفحص على جميع المدارس بالهيئة وعددها 47 كم ستبلغ النسبة على مستوى الشرقية أو المملكة بصفة عامة؟ من جانبه أشار منسق المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور حسان الخناني، إلى وجود 15 ألف مصاب بالفشل الكلوي بالمملكة يقومون بالتنقية، ووجود 4 آلاف مصاب بحاجة ماسة لزراعة الكلى بالمملكة، مطالبا بوضع الحلول قبل الوصول إلى مرحلة الغسيل ثم الزراعة. وأضاف إن 80% من أسباب مرض الفشل الكلوي تأتي بسبب ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري، لافتا في الوقت نفسه إلى ان 6% من ميزانية وزارة الصحة تصرف على متابعة مرضى الغسيل الكلوي بالمملكة. كما قال الدكتور عمر عبدالعال من مستشفى الملك فهد العسكري: إن التقارير تشير إلى إصابة 24 % من سكان المملكة بالسكري، وان نصف هؤلاء المصابين مهددون بالإصابة بالفشل الكلوي مما يكلف الدولة مليارات الريالات لعلاجهم، مستشهدا بدولة متقدمة مثل أمريكا تخسر حوالي 150 مليار دولار سنويا لعلاج مضاعفات السكري. بينما طالبت نائبة رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء "إيثار" الدكتورة حنان الغامدي، بتبني استراتيجيات للحد من أمراض السكر التي تؤدي إلى الفشل الكلوي والذي تصرف مليارات الريالات لعلاجه، ومحاربة الظواهر السلبية كنوعية الأكل وأسلوب ونمط الحياة التقليدي في حياة المواطن السعودي، كما تم بالسابق عمل عدة فعاليات في هذا المجال، والاستماع الى كثير من الحالات في عدة لقاءات سابقة وآخر ما توصل اليه العلم في هذا المجال. ودافعت الدكتورة خلود مغربل مساعدة المدير العام للصحة العامة بالشؤون الصحية والدكتورة ابتسام باعيسى مديرة مركز السكري بالمنطقة الشرقية، عن وزارة الصحة موضحتين أن هناك 20 مركزا للسكري على مستوى المملكة، وان الوزارة تتبنى استراتيجية لدعم مرضى السكري بالمملكة. يذكر ان المؤتمر ناقش طرق مكافحة أمراض الكلى وتحويلها إلى مشروع وطني خاصة بعد انتشار أمراض الكلى في المملكة لدى مرضى السكري وضغط الدم اللذين هما المسببان الرئيسيان للفشل الكلوي.