دعونا نتأمل بوضوح ما يحدث الآن في عالمنا العربي من احداث عارمة ودامية ومؤلمة.. وفصول موجعة تدفع العقلاء والحكماء من الساسة إلى تجنبها وان لا يندسوا بينها.. وعدم الخوض فيها ولكنهم يلتزمون بالمواثيق والعهود. نحن في هذا الوطن الآمن المستقر لم تعم ابصارنا ولم تتبلد حواسنا.. ولم تقس قط قلوبنا.. إننا نتألم لما حاق من كوارث وقتل ودمار لإخوتنا في كل وطن عربي لحقت بأهله هذه الفوضى التي لم تبق ولم تذر.. لقد اختار هذا الوطن التسامح والصفح والسلام..ونبذ الحقد والكره والخصام.. فمن اختار طريقنا الى الحب والتعاضد والوئام فأهلا به..ومن شذ أو عق أو اختار طريق الفرقة والخراب والحروب والدمار.. فعاقبته عليه.. ولكننا آثرنا وبكل حكمة الرجال الكبار الا نزيد النار اشتعالا وشقة الخصام والخلاف اتساعا.. ووحدة الشعوب تشرذما وفرقة وانقساما.. ** نعم نحن لا نملك في أيدينا عصا سحرية لايقاف الحرب المشتعلة في معظم وطننا العربي.. وليس بوسعنا منع الشعوب عن المطالبة بحقوقها العادل منها وغير العادل ولم نعمل قط على التدخل في شئون الآخرين.. ولكننا نشهد تلك الأحداث الفاجعة.. بأعيننا فنتألم ونتوجع ونقول كلمتنا بالحسنى لمن يطلب منا ان نتدخل صلحا ولا نتحيز لطرف دون آخر.. ولكننا لا نبعث الطائرات ولا البارجات ولا المدمرات للاسهام في احراق الأرض العربية ومن عليها.. نحن قوم علمنا حكيم هذه الأمة وقائدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان نطفئ الحرائق لا ان نشعلها.. ونوئد الفتنة ولا نوقظها.. ونسعى لرأب الصدع وجمع الشمل ونبذ الفرقة والشقاق في كل بلد عربي أو اسلامي تحل به هذه القلاقل والمحن.. وهذا ما عمل من اجله قادتنا الحكماء على مر الأزمنة والعصور.. ولم يكن قادتنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله من بقي منهم يقابلون ويعاملون من أساء اليهم او من تآمر او غدر او نكر معاملة بالمثل وذلك حق لو حدث ولكنهم كانوا ومازالوا منهجهم وخلقهم القويم ومثلهم العظيمة تأبى عليهم الانتقام.. لان قلوبهم التي عمرها الله بالايمان وحب الخير لكل الناس ترفض وتكره ان يصيب احد من اخوتنا العرب أي مكروه. ** وباختصار نحن في هذا البلد تحضر هذه الأحداث المرعبة في وطننا العربي رؤوسنا وتمزقنا وتدمي قلوبنا.. ولسنا بمعزل عن آلامهم ومشاكلهم.. ولكن ماذا بيد حكمائنا ان يفعلوه ولم يفعلوه.. لقد مدوا أيديهم الى كل العرب والمسلمين شرقا وغربا لانتشالهم من كبوتهم ومنهم من استجاب وسلم ومنهم من لم يستجب وذلك شأنه. ** لقد اختار هذا الوطن التسامح والصفح والسلام.. ونبذ الحقد والكره والخصام.. فمن اختار طريقنا الى الحب والتعاضد والوئام فأهلا به.. ومن شذ أو عق أو اختار طريق الفرقة والخراب والحروب والدمار.. فعاقبته عليه.. ولسنا من نمسك بأيدينا معول الشر.. او نرمي حصاة في برك الوحل الآسنة لنزيد الدائرة اتساعا وانشقاقا.. نحن دعاة صلح وسلام.. ودعاة صفح وتسامح وامان.. فليست ايام من رحل شرا كلها.. وليست ايضا خيرا كلها. والقادة والزعماء في عالمنا العربي هم بشر مثلنا.. فيهم من يخطئ ويصيب.. وتلك سنة الله في خلقه وحكمته جل وعلا.. وهو بكل شيء عليم.