أعلنت فنزويلا أن عدد القتلى خلال شهر من الاحتجاجات العنيفة ارتفع إلى 28 وذلك بعد أن أمرت المحكمة العليا في البلاد رؤساء البلدية المنتمين إلى المعارضة بإزالة الحواجز والمتاريس التي أقامها المحتجون في الشوارع. وقالت المدعية العامة لويزا أورتيجا دياز على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: إن 1293 محتجزا أفرج عنهم و104 آخرين ما زالوا في الحبس على ذمة قضايا اتهموا فيها بجرائم خطيرة خلال المظاهرات المناهضة للحكومة. واجتمعت العديد من العوامل من بينها انتشار الجريمة ونقص المواد الاساسية والتضخم في خلق اخطر تحد للرئيس اليساري نيكولاس مادورو.وكان الرئيس نيكولاس مادورو الذي انتخب العام الماضي ليخلف الراحل هوجو شافيز قد أعلن تغلبه على محاولة "انقلاب" ولا يبدو أنه معرض لخطر الإطاحة به. ويطالب المحتجون الذين تعهد بعضهم بالبقاء في الشوارع حتى يتنحى باجراء تغييرات سياسية ومعالجة مشكلة ارتفاع معدلات التضخم والجريمة، وكذلك نقص السلع الأساسية مثل الحليب والدقيق وزيت الطعام في المتاجر. وقالت أورتيجا ان السلطات تجري تحريات بشان 27 شكوى تتهم أفرادا في أجهزة إنفاذ القانون بارتكاب مخالفات وانه من المحتمل أن تكون قد وقعت "بعض الانتهاكات المعزولة" من جانب الشرطة وقوات الحرس الوطني التي سيعاقب مرتكبها. وكثفت الشرطة المداهمات واعتقلت ستة "مجرمين"، بحسب الرئيس مادورو. وتحولت الحركة الاحتجاجية ضد تزايد الجرائم (65 جريمة قتل في اليوم في 2013 بحسب منظمة محلية لرصد الجرائم) والتي بدأت في الرابع من شباط/فبراير في سان كريستوبال (غرب) الى اعمال عنف في كراكاس في 12 منه. وصرح مادورو خلال مراسم رسمية: "لقد قمنا بمداهمات في أماكن اختبأ فيها مجرمون واعتقلنا ستة اشخاص. وتم ضبط اسلحة ومادة سي 4 المتفجرة وقنابل (حارقة) ونواصل عمليات التفتيش"، دون ان يحدد هويات الموقوفين. وبعد ظهر الخميس، اوقف ثلاثون شخصا تقريبا غالبيتهم من الشباب بينما كان محتجون يقطعون جادة في شرق العاصمة معقل المعارضة وبينما القيت زجاجة حارقة على قوى الامن، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس. واتسع نطاق التحرك الذي بداه طلاب وواصلته المعارضة ليشمل مناطق عدة من البلاد لكنها نادرا ما حشدت اكثر من بضعة الاف متظاهر يحتجون على تدهور الوضع الامني والاحوال المعيشية في البلد الغني بالنفط من أمريكا الجنوبية (اللاتينية). وكل يوم تشهد البلاد تظاهرات وقطع طرقات ومواجهات بين متظاهرين متطرفين وقوات الامن يشارك فيها احيانا مسلحون مجهولو الهوية يتبادل الجانبان الاتهام بشأنهم. وقال مادورو ان "الحرس الوطني سيطر عند الفجر على (حي) ايل تريغال في (مدينة) فالنسيا" على بعد 150 كلم غرب كراكاس حيث قتل ثلاثة اشخاص- مدنيان وشرطي- بالرصاص الاربعاء"، محذرا: "سأتخذ اجراءات صارمة ضد الذين يهاجمون الشعب الفنزويلي ويقتلونه". وكان مادورو انتخب في اعقاب وفاة هوغو تشافيز (1998-2013). وفي موازاة ذلك، جدد مادورو نداءاته الى المعارضة التي ترفض المشاركة في "المؤتمرات من اجل السلام" التي تنظمها السلطات. وقال هنريكي كابريليس زعيم المعارضة على تويتر: "لا احد يرضى بحوار منفرد او بتوجيهات حكومة قررت حل الازمة بالتسبب في وقوع قتلى وجرحى والتعذيب والتوقيف". وكان كابريليس خسر مرتين في الانتخابات الرئاسية (تشرين الاول/اكتوبر 2012 ونيسان/ابريل 2013). وقرر وزراء خارجية اتحاد دول اميركا الجنوبية (اوناسور) المجتمعون الاربعاء في سانتياغو بتشيلي تشكيل لجنة بموافقة كراكاس للتشجيع على الحوار. ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى "وقف حملة الرعب". وتعتبر بلاده الشريك التجاري الاول لفنزويلا التي تملك احد اكبر احتياطي للنفط في العالم.