تسببت عاصفة الرياح القوية والغبار الذي ضرب المنطقة الشرقية بشكل مفاجئ أمس «الأربعاء» الذي يصادف «الدر 210» العشرة الأولى بعد المائتين من سنة سهيل، في منع قيادة حرس الحدود بالمنطقة المراكب الصغيرة من الإبحار، كما أوقف ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام حركة السفن بالميناء بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما أعلنت مستشفيات المنطقة حالة الطوارئ لاستقبال المرضى والمراجعين، وأكد الناطق الرسمي لحرس حدود المنطقة الشرقية العقيد البحري خالد العرقوبي أن الاتصالات بمسؤولي الأرصاد أكدت أن الأجواء لا تسمح بالإبحار للمراكب الصغيرة، وكذلك قوارب النزهة؛ ولذا صدرت قرارات بمنع قوارب الصيد الصغيرة دون اللنشات التي تستطيع مقاومة الأجواء، مشيرًا إلى استمرار المنع حتى تحسن الطقس، مؤكدًا أن اتساع مياه الساحل الشرقي تعطي أحيانا الفسحة في فرضيات دون الأخرى، وأكد العقيد العرقوبي أن المنع يستهدف سلامة أصحاب المراكب، خاصة وأن هذه الحالات قد تؤدي لعواقب وخيمة للصيادين ومراكبهم، واوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام خالد بن سعد المطيري أنه تم إيقاف حركة السفن القادمة، والمغادرة من الميناء بسبب الأحوال الجوية، حيث بلغت سرعة الرياح حوالي 36 عقدة، وانخفاض مجال الرؤية إلى مادون 500 متر، مبينًا أن إدارة الميناء اتخذت هذا الإجراء الاحتياطي؛ لضمان سلامة السفن القادمة والمغادرة، حيث يكون الدخول غير آمن في مثل هذه الأجواء مشيرًا إلى استئناف الحركة فور تحسن الأجواء، وانخفاض سرعة الرياح. وفي سياق متصل قال الناطق الإعلامي لصحة المنطقة الشرقية أسعد سعود: إنه في إطار استعدادات المستشفيات لتقلبات الأحوال الجوية الحالية، أصدر مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة توجيهاً بالتأكد من توافر الاحتياجات الكافية من الأدوية الخاصة بالحساسية والربو، مع ضرورة أن تكون جميع الكوادر الطبية، والتمريضية على استعداد تام، ورفع درجة الاستعداد لاستقبال المرضى، وإعطائهم الأدوية اللازمة، وإخضاعهم للملاحظة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمعرفة نوع المرض، ومدى حساسية الجسم، وتأثره بالأجواء حوله، لافتاً إلى أن معظم مراجعي أقسام الطوارئ في مثل هذه الأجواء هم كبار السن، والأطفال المصابين بضيق التنفس والذين يكونون أكثر عرضة للتأثر بالغبار، ونصح المرضى بتفادي التعرض لهذه الأجواء قدر الإمكان، مع استخدام وسائل الحماية الشخصية لمن تستدعي الظروف تعرضه لتلك الأغبرة، وعلى صعيد متصل قال الباحث الفلكي وعضو جمعية الفلك بالقطيف سلمان الرمضان: إن أمس «الأربعاء» يصادف «الدر 210» العشرة الأولى بعد المائتين من سنة سهيل، وفيه بداية الربيع، وجريان الماء في أعواد الشجر، وقال: «نعيش حاليا فترة تداخل الفصول، ونهاية فصل الشتاء فلكيًا بعد أسبوع، ودخول فصل الربيع، والتي تتسم بالتقلبات الجوية، وعدم الاستقرار مابين التباين الواضح في درجات الحرارة، وتغير اتجاه الرياح ما بين الغبار أو الأمطار، متوقعًا استمرار الغطاء السحابي حتى نهاية الأسبوع، ثم ارتفاع كبير في درجات الحرارة اليوم «الخميس»، لتشهد عطلة نهاية الأسبوع رياحًا شمالية تنخفض معها درجات الحرارة بشكل واضح، وتصل الصغرى إلى 14درجة، وقال الرمضان: إن هذه الفترة هي التي سمتها العرب ((بياع الخبل عباته))، حيث يعود البرد بعد أن ظنوا انتهاءه، وإن موسم الأمطار يستمر حتى شهر مايو، وتكون فيه الأجواء ربيعية، وتستمر حالة عدم الاستقرار والتقلبات في تلك الفترة، والتي تجلب الغبار عمومًا حتى منتصف يوليو المقبل.