رقم السؤال 152373 التاريخ الخميس 07 صفر 1429 الموافق 14 فبراير 2008 السؤال أنا على علاقة بشاب. هل لكم أن تنقذوني؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أختي الفاضلة، أشكر لك زيارتك لهذا الموقع المبارك.. دعيني أحدثك حديث الأخت المحبة لأختها.. لذا أقول لك أن ما فعلته حرام فأنت على علم بذلك بدليل أنك تودين تغيير الوضع.. فكل مشكلة تبدأ من خطوة واحدة (وهي استشعار وجود خلل)، فإذا عرفت ذلك فإن للمشكلة أسباباً لا بد من مقاومتها، ولها أعراض تحتاج للمعالجة، وبالتالي تستطيعين معرفة وسائل تعين على علاج المشكلة، وما يتوجب عليك فعله الآن هو: 1- إن كان لك صحبة تعين على مثل هذه العلاقات فعليك أولاً بمقاطعتها والبعد عنها، وحفظ نفسك من مثل هذه الصحبة التي عاقبتها الخذلان والخسارة.. 2- محاولة القضاء على وقت فراغك بما يعود عليك بنفع وفائدة في أمر دينك ودنياك.. لأن النفس إن لم تشغليها بالطاعة شغلتك بالمعصية كما ذكر الشافعي.. 3- تكثيف علاقتك بوالديك وإخوتك وأخواتك وأفراد أسرتك، وإغداق الحب ومشاعر المودة عليها، لأنك لا شك لم تنجرفي في علاقة محرمة إلا بسبب الفراغ العاطفي الذي تعانين منه مع وجود وفرة في مشاعرك، فلتكن أسرتك وصديقاتك هي وعاء هذه العواطف والمشاعر.. هذا بالنسبة للأسباب.. أما وسائل العلاقة فأولها.. 1- استشعري دوماً عزيزتي اطلاع الله عليك، ومراقبته لك في سرك وعلانيتك في خلطتك وعزلتك، دائماً تذكري قوله تعالى:. "ألم يعلم بأن الله يرى". "وذروا ظاهر الإثم وباطنه" "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" استشعري ذلك وستجدين خشية الله والخوف منه والحياء من اطلاعه يسري في قلبك.. وإن كنت لا تحسنين ذلك فتعرفي على ربك من خلال التأمل في أسمائه وصفاته وعظمته في ملكوته، فإن ذلك يورث في قلبك استشعار قربه وقدرته وسلطانه عليك.. فإنه سبحانه فوق سبع سموات مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه.. وهو مطلع عليك لا تخفى عليه خافية من أمرك.. ينزل عليك نعماءه ورحماته، وتصعد إليه نزواتك وعصيانك عند هذه الروحانية ليستحيي قلب المؤمن فيترك ما يغضب ربه، ويهرع إلى ربه أن يتجاوز عنه، ويعصمه من الشر.. 2- كوِّني لك صحبة صالحة تعينك على الخير، وتدفعك لمزيد من الرقي، وطوري ذاتك من خلال القراءة النافعة، والاطلاع المستمر، فإن الأخوة هي جلاء للهم وأنس للقلب.. وتذكري أن الله تعالى أوصى نبيه وهو المعصوم –صلى الله عليه وسلم– أوصاه بملازمة الصحبة الصالحة، فقال تعالى: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه". 3- تخيلي دائماً أنك استمررتِ على هذه العلاقة (وأنت لم توضحي إلى أي حد وصلت.. لكن تخيلي لو أنها تشعبت وتوثقت، فإن هذا الشاب الذي تحبينه قد يسلطه الله عليك.. فيفضحك إما بتسجيل لمكالمة بينك وبينه، وإما أن يسجل عليك مقطعاً مرئياً ينشر بالبلوتوث بين الشباب، فيفضح أمرك، ويلحقك العار والخزي مدى حياتك.. 4- أديمي ذكر الموت، وتيقني أنه لن يحول بينك وبين أجلك شيء.. وأن الموت يأتي بلحظة، وأعيذك بالله أن تلقي ربك ذا الفضل والإنعام بمثل هذه المعصية التي لا يرضاها.. 5- أنصحك بالمبادرة بالزواج من الرجل المناسب لأن الزواج عفاف لك وصون لعرضك وحفظ لمشاعرك من الذئاب البشرية. 6- أديمي سؤال الله ودعاءه بأن يرزقك الستر والحفظ من الزلل، وأن يحفظ عليك دينك وعرضك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً وذرية طيبة.. قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" وأكثري من قول: "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي"، وقول: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى". أسأل الله لك التوفيق والحفظ والستر والسعادة في الدارين. ووافنا بأخبارك والله معك..