الولاية الثانية لرؤساء الولاياتالمتحدة نادرا ما تكون ناجحة. فهي غالبا مخيبة للآمال، وفي بعض الاحيان كارثية. الدليل ما يؤكده الكثيرمن المحللين السياسيين عن فترات الرئاسة الثانية، يتذكرونها بفضائح عديدة مثل (ووتر جيت، وإيران جيت، ومونيكاليونيسكي)' فقد يكون الرئيس الأمريكي خلال فترة رئاسته الثانية اشبه بالبطة الكسيحة أو العرجاء.. ليس امامه متسع من الوقت لكي يمارس سلطات تنفيذية أوسع، علاوة على انه سوف تكون سلطته محدودة للحفاظ على الانضباط داخل الحزب. ومن اخطر الصعاب التي تواجهه في فترة رئاسته الثانية هي المشاكل والازمات التي لم يتم حلها في الفترة الأولى. وبالنسبة للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش فإن اعنف الازمات والتحديات التي تواجهه حاليا، ازمة العراق وعجز الميزانية. بالاضافة إلى عدة مشاكل وفضائح أخرى مثل التلاعب في العقود الممنوحة لشركت اعادة اعمار العراق والتي صبت في صالح شركة هاليبرتون' الامريكية. وحالة الفوضى التي تخيم على وكالة المخابرات المركزية الامريكية. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا: هل سينجح بوش في تجنب الفشل خلال فترة رئاسته الثانية؟ فالعراق قد يصبح جرحا مفتوحا ينزف طوال فترة رئاسة بوش الثانية، مادام جنودنا يمثلون وجه الاحتلال. ولذلك يجب ان تعلن الادرة الامريكية بعد الانتخابات العراقية وقبل انتخابات الكونجرس المقررة في عام 2006 انتصارها في العراق وتنسحب من العراق. صحيح ان الاطاحة بنظام صدام حسين، قدم فرصة للعراقيين لكي يؤسسوا دولة ديمقراطية، ولكن تحقيق هذا الهدف قد يستغرق عقودا، وفيما يتعلق بالتهديدات الارهابية فإن مواجهتها ليست بالأمر اليسير، ويحفها الكثير من المخاطر، التي تتطلب تناولها بحكمة. الحقيقة ان امام بوش مبادرتين سوف تدعمان موقفه في فترة رئاسته الثانية لو احسن اغتنامهما. الأولى هي المضي في برنامج علمي مكثف للوصول إلى مصادر طاقة خاصة بالولاياتالمتحدة في غضون عشر سنوات، وذلك لمواجهة التغلب على الازمات المتعلقة بالطاقة. أما المبادرة الثانية فتتمثل في السعي لحل القضية الفلسطينية، ومساعدة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على التوصل في حلول سلمية تنهي الصراع القائم، خاصة في مرحلة ما بعد عرفات.