انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة تمثل فى تزايد إقبال الشباب على شراء المنتجات الغربية و " الغريبة " فى الوقت نفسه ومنها الحلق و القبعات و كذا الأحذية ذات الألوان " الفاقعة " بهدف تناسق الألوان بين القميص والحذاء والبنطلون الجينز والحزام أيضاً، وهناك شريحة أخرى من الشباب يقضون الساعات الطويلة فى صالونات الحلاقة لعمل أحدث القصات فى عالم الشعر والتجميل وتلك الظاهرة إنما ترجع إلى تقليد هؤلاء الشباب ومحاكاتهم لسلوكيات وطقوس الفنانين من خلال ما تبثه القنوات الفضائية،، " اليوم " رصدت تلك الظاهرة من خلال لقاءات مع عدد من الشباب وأصحاب بعض المحال التجارية المتخصصة فى بيع تلك المنتجات لاستطلاع آرائهم حول تلك الموضة الغريبة. تدن ثقافي يقول ساهر اليوسف، صاحب معرض ملابس، ان متوسط أعمار الشباب الذين يقبلون على شراء الجينز وال " تى شرت " تتراوح بين 13 و 18 عاماً وأغلبهم يكون فى سن المراهقة. وأشار إلى تزايد الإقبال على تلك الملابس بصورة ملحوظة لأنها أصبحت لغة عصر ولعل الدليل على ذلك أن عددا ممن يحرصون على ارتداء ثياب الأصالة والحفاظ على رونقه أصبح قليلا جداً وفى تراجع مستمر، فبعض الشباب يقص شعورهم بطريقة غريبة والملابس ذات الصور والعبارات الأجنبية ما هى إلى نتيجة طبيعية لتدنى المستوى الثقافى علاوة على تقليد عادات الغرب. ويتهم عماد عبد الله " مصرى الجنسية " القنوات الفضائية بأنها السبب الرئيسى فى تحول أغلب الشباب إلى أشباه فنانين من الذين يشاهدهم فى أغانى الفيديو كليب فضلاً عن الأشياء التى انتشرت بصورة خطيرة مثل الاسكارف وهو الشال المطبوع عليه بعض الأشكال وأيضا الجينز ال " ديرتى " ومعناه القذر و" الباقى " بمعنى الواسع. ويشير محمد الحجاجى، إلى أن سبب إرتدائه لقميص برتقالى وكذا الحذاء البرتقالى هو لارضاء شيء بداخله ويقول: أرفض ارتداء الثوب لأنه يبرز وزنى الزائد وهو ما لا أريده أما بالنسبة لتوحيد الألوان فهو من قبيل تجميل مظهرى وتقبل الناس لشكلى الخارجى وليس من قبيل التقليد. وانتقد العجاجى، قيام الشباب بالتزين. الحلق ودق بعض العلامات وتقليد التسريحات الغريبة وتغيير لون الشعر لمخالفة ذلك ديننا الحنيف وكذا فهو خروج على تقاليد بيئتنا العربية الأصيلة. نمط جديد أما خالد السبهان، فيؤكد أن ارتداء تلك الملابس يكون من قبيل تغيير نمط الحياة التى نعيشها ويشير إلى أن الفضائيات هى السبب فى ارتداء أغلب الشباب للجينز والبدل، علاوة على قيام المحال التجارية بعرض تلك الملابس بطريقة تشجع على الشراء، بينما يقتصر ارتداء الثوب على المناسبات فقط. ويقول راكان ابراهيم، لقد قضيت بإحدى الدول الأجنبية لمدة عامين لغرض الدراسة وهناك اكتشفت أن أشياء كثيرة منها أن الشباب يرتدون ثيابهم بطريقتهم الخاصة ولا يقبلون على شراء الأشياء ذات الأسعار المرتفعة، وذلك على النقيض مما يحدث عندنا فتجدنا نقبل على شراء الملابس الغالية. ويروى راكان موقفاً طريفاً حدث له أثناء دراسته بتلك الدولة، حيث فوجئ بشاب فى العشرينيات من عمره دخل الإسلام حديثاً، يطلب منه ثوب السعودى لرغبته فى ارتدائه. وأخيرأ يقول عبد الله الناصر، أنا أفعل ما يرضينى ويرضى من أحب ولا أهتم بانتقادات الآخرين فأنا أعيش مع أمى بعد انفصالها عن والدى، فمثلاً قررت صبغ شعرى بلون جديد لتقليد لاعب مشهور وبمرور الوقت تعودت على هذا اللون الجديد. منظر مقزز اما جمال المانع " 20 عاما " فله وجهة نظر مختلفه تماما عن الشباب حيث يقول (عندما اشاهد تلك النوعية من الشباب اصاب بالغثيان فمنظرهم مقزز كونهم يرتدون ملابس الوانها مقززة جدا ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا العربية بصلة وانصحهم بالتمسك باصالتهم ولا ينقادوا للسلوك الغربي الذي يحطمهم من الداخل). رأي الدين يقول نائب مدير الدعوة والإرشاد بالجبيل الشيخ إبراهيم بن محمد السلطان: هؤلاء الشباب يلهثون وراء تقليد كل ما هو غربى، بينما يبتعدون عن مجرد محاولة الإقتداء بالشخصيات الاسلامية الجديره بذلك، وهذا فى الحقيقة يشيرالى دفع شاب سعودى جواله ثمناً لممارسة هوايته فى إرسال آلاف الرسائل عبر تليفونه المحمول إلى أصدقائه مما ادى الى فصل الخدمة عنه قبل بلوغه الحد الائتماني له بعد عجزه عن سداد قيمة الفاتورة الشهرية وسارع الشاب الى شراء خط جديد للجوال و عاد لممارسة هوايته المعتادة فى إرسال الرسائل مرة أخرى . رؤيتهم لأنفسهم فى مقام الغالب بينما نحن فى موقع المغلوب، وهذا فى حد ذاته كفيل بأن يثير غيرة شبابنا على مكانتهم ومكانة زيهم الاصيل، ومن وجهة نظري يجب علينا الإبتعاد عن التقليد وألا ننقاد وراء عادات وتقاليد الشباب الغربيين، وأود أن ألفت نظر هؤلاء الشباب، إلى أن الظاهر يدل على الباطن ولذلك كان موقف ديننا واضحاً فى قضية اللباس والمظهر حيث نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار فى لباسهم ومظهرهم وقال في حديثه الشريف (من تشبه بقوم فهو منهم). وهنا نوعية اخرى بعض المشغولات التي يرتدونها في الاماكن العامة