أطلقت مشكلات الكمبيوتر التي نجم عنها إلغاء 1100 رحلة طيران لخطوط "كوم آير" في يوم الميلاد الماضي الدعوات لضخ مزيد من الاستثمارات في أنظمة تخزين نسخ احتياطية وغيرها من التقنيات لمنع حدوث مزيد من المشكلات أو الأضرار في الصناعة التي تعاني من مشكلات جمة في الوقت الحالي. إن هذه المشكلات ليست الأولى التي تلغى فيها رحلات الطيران أو تتأخر.ففي مايو الماضي أدى عطل في كمبيوترات شركة طيران دلتا إلى إلغاء 40 رحلة جوية، وأدى عطل كهربائي في يوليو الماضي إلى إلغاء أكثر من 120 رحلة لشركة نورثويست. وفي أغسطس الماضي، أدى خطأ ارتكبه أحد الموظفين حين ضغط على مفتاح آخر بصورة خاطئة إلى إلغاء وتأخير عدد من الرحلات الجوية لشركتي أميركان إيرويز ويو أس إيرويز.وقال تيري تريبلر، محلل في مجال صناعة الطيران: من الواضح أن شركات الطيران أصبحت أكثر اعتماداً على الكمبيوتر، ولو حدث خلل في الكمبيوتر في مستودعات ومحلات وول مارت في مختلف أنحاء البلاد، لقام سام والتون (أحد الآباء المؤسسين) من قبره. ويجادل بروس شناير، الخبير في أمن الكمبيوتر، من أن القضية أصبحت قضية التكلفة مقابل المزايا.ويقول شناير: إن شركات الطيران تستطيع تطوير أنظمتها وأجهزتها لتصبح أكثر فاعلية في تنفيذ المطلوب منها، كما يمكنها توفير نظم تخزين نسخ احتياطية أكثر تطوراً مثلما يوجد في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ومحطات الطاقة النووية والمراكز الطبية للمحافظة على استمرارية عمل الأنظمة الحساسة طوال الوقت. وعلى الرغم من جدوى أنظمة الكمبيوتر الاقتصادية، فإن شناير يتصور أن من الأوفر على شركات الطيران أن تستوعب هذه الخسائر، التي لا تحدث كثيراً، بدلا من أن تحاول إصلاحها. وظهرت انتقادات تفيد بأن شركات الطيران الكبرى، التي تتحمل خسائر كبيرة لإصلاح مظاهر الخلل فيها، ليست مهيأة بصورة جيدة لمواجهة مشكلات الكمبيوتر.ويرد آخرون على مثل هذه الادعاءات بأن صناعة الطيران ما كانت لتصل إلى هذا المستوى من التقدم والتطور لولا أنظمة الكمبيوتر.غير أن خبراء صناعة الطيران أصبحوا أكثر قلقاً من المضامين والانعكاسات المالية لهذه الأعطال، ذلك أنها تكلف ملايين الدولارات على شكل عوائد مفقودة، وأن هذه الخسائر تشكل سبباً أكثر أهمية لشركات الطيران لمنع تكرارها. وهم يجادلون بأن الكارثة ستكون أكبر بكثير لو أن أعطال الكمبيوتر كانت ناجمة عن عمل تخريبي متعمد.