مازال هناك الكثير للاحتفال به على واقع تمكن الفلسطينيين من إجراء انتخاب حر و ديمقراطي في أراضيهم المحتلة ..فقد وحدوا صفوفهم ، وحولوا أحزانهم على ياسر عرفات إلى عمل ، و جعلوا محمود عباس الزعيم العربي الوحيد المنتخب ديمقراطياً . لقد كان الأمر مثيراً للإعجاب أن ترى الفلسطينيين رجالاً و نساءً قادرين على تحقيق هذا العمل السلمي الديمقراطي على الرغم من المتاريس ونقاط التفتيش الإسرائيلية وتبادل إطلاق النار بين جماعة حزب الله وقوات الدفاع الإسرائيلية . أما الآن ، فنحن نأمل أن يتمكن الفلسطينيون من تحويل هذه الطاقة المدنية إلى جهود عملية مبنية على الواقعية للتفاوض بشأن خطة السلام مع إسرائيل . سوف يتولى الرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية عمله بتسلم أجندة مليئة بالأعمال المروعة .فبسبب أربع سنوات من الانتفاضة والإجراءات الإسرائيلية المتشددة لفرض النظام، يعاني الاقتصاد الفلسطيني من تباطؤ شديد في النمو. كما أن معدل البطالة ارتفع خاصة بعد عدم السماح لآلاف الفلسطينيين بدخول بلادهم منذ حصولهم على وظائف في مدن إسرائيلية . لكي ينجح عباس فيما أخفق فيه سلفه عرفات - وهو تحقيق الدولة الفلسطينية مع بعض المطالبة بالقدس - فإن أمامه معركتين كبيرتين يجب أن يناضل من أجلهما، أولاً: منع العمليات الإرهابية التي أثنت إسرائيل عن التفاوض من أجل اتفاقية السلام. ثانياً : إعداد الشعب الفلسطيني للقيام بتسوية فعلية ، إذا كان يريد دولة مستقلة حقيقية ، والتفاوض مع إسرائيل على أساس وقائع الاتفاق الذي يجب عمله بشكل نهائي. فالمهمة عاجلة .. وكلما طال الوقت للتوصل إلى تسوية ، زادت رقعة الأرض التي يفقدها الفلسطينيون. لقد أدرك العالم منذ وقت طويل ضرورة حل هذه القضية . فمنذ عام مضى ، اجتمع الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني معاً في جنيف و توصلا إلى خطة سلمية تطالب بإقامة دولتين متجاورتين بعاصمتين في القدس ، وإخلاء معظم المستوطنات اليهودية ودمج بقيتها مع الأراضي الإسرائيلية مقابل منح الفلسطينيين أرضاً معادلة. لقد أظهر شارون وقادة إسرائيليون بأنفسهم عدم استعدادهم لإحداث نزاعات حزبية فيما بينهم بشأن المسائل الواقعية بما فيها المظاهرة التي خرج فيها المئات أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس منددين بالانسحاب المخطط له من غزة. والحقيقة ، يجب أن يتعلم هؤلاء مشاركة الفلسطينيين لهم في هذه الأرض إذا كانوا يريدون فعلاَ السلام.