في هذا المقال يطرح الكاتب ما يبشر به الرئيس الامريكي جورج بوش من نشر الحرية في العالم, وهذا ما بدا واضحا في خطاب تنصيبه للمرة الثانية الذي ذكر فيه كلمة الحرية 41 مرة, دون ان يحدد نوع هذه الحرية.. ويعدد الكاتب بعض الممارسات الامريكية التي تنفي ما يقوله (بوش) بلسانه. ^ ^ هذا الرجل القافز خلف كلبه في المروج الشاسعة الخضراء في مزرعته بتكساس.. هل يدعو الى حرية الشعوب وتخليصها من الطغيان كما يزعم.. ام انها حرية منقوصة لم يطبقها هوشخصيا على كلبه الذي لايزال رباط قيده في عنقه. ^ ^ ثم اليس الاجدى والانفع ان يطبق هذه الحرية المزعومة في بلاده التي اخترقت قوانين العدالة فيها بعد احداث 11 سبتمبر... لتتجاوز كل الاعراف والقوانين الامريكية وحقوق الانسان. ^ ^ بوش الذي يزعم انه سوف يصدر الحرية الى كل بلدان العالم.. هل طبق هو هذه الحرية في غوانتنامو. ذلك المنفى الذي يحتجز فيه بعض العرب والمسلمين بدون محاكمة.. متخطيا كل الاتفاقيات العالمية في معاملة الاسرى. ^ ^ وهل حرية بوش هي نفس الحرية التي يمارسها الجنود الامريكان في سجن ابو غريب..؟ ^ ^ واذا كانت كل هذه المذابح التي نراها كل يوم في مدن العراق هي ثمن الحرية التي يريدها الرئيس الامريكي لشعوب الشرق الاوسط.. فأي شعب على وجه الارض يقبل حرية القتل والغزو.. والدمار. حصل سترضي شعوب العالم بأن يأتي اليها بوش بالحرية على ظهر بارجة امريكية.. اوبصواريخ وقنابل الهلاك.. ومالون وطعم ومذاق هذه الحرية بعد الموت.. بعد ان تفنى شعوب الارض بكاملها. ^ ^ لقد اتضحت الصورة الكاملة لاولئك النخبة المسيطرة على القرار الامريكي - او من يسمون بالمحافظين الجدد- انهم القادمون الى الحرب.. والداعون الى اشعال النار والدمار في هذا العالم.. وهم المسيطرون على الاقتصاد وهم اصحاب النفوذ السياسي الذين يتولون المناصب الحكومية.. والتشريعية في امريكا. ^ ^ ومن اجل مصالح هذه الفئة التي تربو ايرادات ارباحها على اكثر من 50 بالمائة من الدخل القومي لامريكا وفقا لدراسات مصلحة الايرادات الامريكية التي صدرت مؤخرا والتي اشارت إلى ان هذه الفئة القليلة التي لاتمثل اكثر من 1 بالمائة من عدد السكان في الولاياتالمتحدةالامريكية.. تسيطر على 75 بالمائة من ثروة البلاد. ^ ^ هؤلاء بالتأكيد لا يودون للحرب ان تقف.. لانهم لايودون لمصانع اسلحة الدمار في بلادهم ان تفلس.. او تغلق ابوابها.. وهاهو نائب الرئيس الامريكي.. يدعو اسرائيل لغزو ايران.. ويبارك لها عدوانها.. متى شاءت وعلى اي ارض تشاء.. وبالطبع كالعادة سوف تفتح مخازن اسلحة الولاياتالمتحدة.. لربيبتها المدللة اسرائيل.. هذا اذا لم تشاركها في عدوانها. ^ ^ خطاب الرئيس الامريكي بوش في يوم تنصيبه للمرة الثانية لايشير بحال.. بان فترة ولايته القادمة.. ستأتي بالسلام المعادل لشعوب منطقتنا في الشرق العربي.. لقد ردد كلمة (الحرية) 41 مرة في خطابه ولاندري ملامح هذه الحرية القادمة من امريكا هل هي كحرية شعب العراق الذي قتلوا وسفكوا دماء ابنائه ودمروا بلاده واقتصاده.. و اشاعوا الفتنة والقلاقل في مدنه وبين طوائفه وهم يوشكون على تمزيقه واشعال حروب اهلية على ارضه؟. ^ ^ هل الحرية القادمة الينا هي حرية الدمار وعدم الامان والاستقرار..؟ ^ ^ هل هي حرية السيارات المفخخة.. ام حرية حرق المدن ام حرية سجون التعذيب في أبشع صوره. ^ ^ وهل ستأتينا حرية بوش برداء اصفر كأردية المعتقلين المقيدين في غوانتنامو.. او كحرية العراة في سجن ابو غريب. ^ ^ ان شعوب الدنيا كلها هي التي تضع حريتها بنفسها. ^ ^ الحرية يصنعها الامان والاستقرار.. لا القلاقل والفتن والحرية يصنعها العدل.. لا الظلم ولا العدوان. ^ ^ وحريتنا على ارضنا مرتبطة بكرامتنا وباستقرار بلادنا وبتكاتفنا وتعاضدنا.. حكومة وشعبا.. وقيادة. ^ ^ حرية الانسان وكرامته ارست قواعدها واسسها رأية التوحيد في هذه البلاد.. ولسنا في حاجة الى حريات مشوهة وقادمة من خارج أرضنا. نحن حريتنا حرية الأمن والسلام.. لاحرية الحرب والعدوان.