تناول الادوية الممنوعة سلوك مرفوض وغير صحي ورغم الانظمة والقرارات الصارمة التي ترفض تداولها في الاسواق الا ان ضعفاء النفوس تستهويهم تجارة الممنوع وفي هذا الاستطلاع نسلط الاضواء على عالم سماسرة الصيدليات لعلنا نصل الى اسباب تفشي ظاهرة استخدام الادوية الممنوعة وبيعها من خلال بعض اللقاءات مع عدة صيادلة يكشفون من خلال حديثهم عن قلة الرقابة والتي تصل الى زيارة واحدة من قبل مراقبي وزارة الصحة للصيدليات كل ستة شهور الى جانب العديد من الامور التي تطالعونها في هذه الاسطر. الادوية الممنوعة البداية كانت مع الصيدلي سابت داغستاني وهو حاصل على بكالوريوس صيدلة حيث علق قائلا (الادوية الممنوعة متعددة ومن بينها المهدة والادوية التي تسبب الهلوسة ولا يمكن صرفها الا بوصفة طبية وهناك ادوية لا تباع بكثرة في الصيدليات وتصرف عن طريق الاطباء مثل الادوية الخاصة بالاضطراب الجنسي وذلك لما لها من مضاعفات خاصة على مرضى السكري ومنع هذه الادوية لبسبب بسيط وهو الخوف من تعاطيها بغرض الادمان كالحبوب المهدئة) واضاف (السوق لا يخلو من الصيدليات التي تبيع مثل هذه الادوية بحثا عن الربح دون النظر لخطرها ومضاعفاتها وهناك من يلجأ للحصول على هذه الادوية من الدول المجاورة ويقوم ببيعها على الافراد دون رقيب. لا وجود للرقابة الذاتية وحول نفس الموضوع يقول ابراهيم الموسى (لا بد من الالتزام بالرقابة الذاتية فهي الحل للقضاء على ظاهرة بيع الادوية الممنوعة وللاسف ليس هناك حرص من مسؤولي الرقابة في وزارة الصحة على القيام بالزيارات التفقدية على الصيدليات مما سهل على الصيادلة التلاعب وبيع الادوية غير المسموح بها بعيدا عن الانظار) واضاف (هناك بعض الاشخاص يتوجهون للصيدلية لاسباب تافهة لاتستدعي اخذ الدواء وبعضهم يفضل الذهاب لاقرب صيدلية بدلا من التوجه الى الطبيب ومثل هؤلاء في العادة يلجأون لتناول المسكنات والمضادات الحيوية للتخلص من الالم دون الالتفات للمضاعفات التي تسببها هذه الادوية). تجاوز الوصفات الطبية وكان على الطرف الآخر رأي مختلف حيث قال مهنا السعيد (استهلاك الادوية آفة من آفات العصر وهناك مرضى يتجاوزن الوصفة الطبية الممنوحة لهم من الاطباء ويحاولون بكل جهد تنويع الادوية بحثا عن الشفاء العاجل وهناك للاسف من يقوم بالترويج للادوية بين اصدقائه والمقربين اليه وينصحهم بتناولها وهو لا يرتبط بأي علاقة بالطب او الصيدلة ومن يستجب لكلام هؤلاء يعرض نفسه بلاشك الى الخطر وربما يصاب بالتسمم واعتقد انه من الضرورة ان تكون هناك توعية صحية كافية في وسائل الاعلام لتدارك خطوة التجاوز السلبي للوصفة الطبية). مشكلة عالمية واتجه محمد العايش الى رأي اكثر ايجابية وواقعية حيث قال (ان طغيان الادوية الكيماوية في القرن العشرين وانتشار ظاهرة الاقبال السلبي عليها على نطاق عالمي واصبح لهذه الظاهرة العديد من المشاكل الاقتصادية والصحية ولابد من ايجاد بدائل وطرق علاجية بديلة لابعاد المرضى عن استهلاك الادوية الكيماوية وايقاف خطر تيار الاقبال عليها بدون وبلا مراعاة لاهمية تعاطي الادوية وتناولها بالطرق السليمة وبوصفات طبية معتمدة). التعامل مع السماسرة ولان بعض الصيدليات تقوم بالتعامل مع بعض الافراد وشراء بعض الادوية منهم دون مراعاة للانظمة التي تمنع مثل ذلك التصرف وتلزم الصيدليات بالالتزام بشراء الادوية من مندوبي شركات الادوية المعتمدة كان لنا جولة على بعض الصيدليات والتي خرجنا منها بهذه الآراء، حيث كانت البداية مع محمد اسماعيل عثمان حيث قال (ارفض التعامل مع سماسرة الادوية وافضل التزام الانظمة التي تنص على ضرورة التعامل مع مندوبي الشركات ومصانع الادوية المعروفة فالتعامل مع السماسرة امر (مشبوه) ويجب رفضه وهنك من يتردد على الصيدليات بغرض عرض الادوية لبيعها ولكن نرفض التعامل معه لخطورة ذلك وعدم نظاميته، وتوافق رأي الصيدلاني سرحان محمد من صيدلية الحياة مع ما ذكره محمد اسماعيل الا انه اضاف إن بعض الادوية تعرض عليهم في بعض الاوقات وهي منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام وقال إنه يقوم في هذه الحالة باعادتها الى مصدرها حتى لا تصرف بالخطأ للزبائن الذين يتعامل معهم. رأي مسؤولي الصحة لإيضاح الحقائق وللوصول لحلول عملية لاشكالية بيع الادوية الممنوعة كان لنا محاولة للوصول الى احد مسؤولي مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية وهو محمد الشهري مسؤول العلاقات العامة حيث قال (الجولات التفتيشية على الصيدليات لا استطيع الخوض في تفاصيلها دون الرجوع الى اصحاب القرار في وزارة الصحة الا انها بلاشك متوافرة وهناك موظفون من مهمتهم القيام بها على اكمل وجه وأعتقد أن ما يشاع عن القيام بالدور الرقابي على الصيدليات في مدة تقارب الستة أشهر للمرة الواحدة غير صحيح ولو كان ذلك صحيحا سيكون بسبب قلة المراقبين في الوزارة لانهم لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة في ادارة المناطق وعلى سبيل المثال في مدينتي الدمام والخبر اكثر من مائتي صيدلية وهذا العدد تصعب مراقبته بسهولة ويسر في ظل قلة عدد المراقبين). تنويع الادوية لا يجلب الشفاء العاجل