اتجهت كثير من النساء في نظرة مستقبلية طموحة في الفترة الأخيرة للاستثمار في مجال الأسهم . التجارة التي تعد الأسرع ربحا والأسهل في نظر بعضهن . وبدا الإقبال واضحا مع طرح الأسهم الاستثمارية فأصبح مشهد المرأة التي تتابع بشكل جدي وحريص حركة تداول الأسهم مشهدا يسترعي الانتباه في الأفرع النسائية للبنوك المختلفة. وهي خطوة تأخرت كثيرا بالنسبة لتفاعل المرأة مع الأعمال التي تخرج عن دائرة التعليم والصحة . إلا أنها أتت تحمل الكثير من الوعود لمستقبل مليء بالفرص الناجحة . بيد أن بعض المتابعات المتكررة لأسلوب تعامل المرأة مع سوق الأسهم أظهرت الكثيرات منهن قلة في الوعي العام لهذا النوع من التجارة . فالفكرة تبدأ عند البعض منهن بشراء الأسهم وقد تنتهي بانتظار جني الأرباح إلا أن مايتضمن ذلك من استراتيجيات وأساليب صحيحة للخطو نحو التقدم في هذه التجارة بدا معدوما ، مما يشكل عائقا أساسيا يبرز كإحدى أهم مسلتزمات الاستثمار المنظم. ويذكر احد الموظفين القائمين على الاستثمار في الأسهم أن أبرز مالاحظه في توجه المرأة نحو الاستثمار في الأسهم عدم وجود الثقافة في مجال المحافظ والصناديق الاستثمارية وتداول الأسهم . بالإضافة إلى قلة الصبر والخوف من الأقدام على التجربة أو التقدم بخطوات متذبذبة في التعامل مع توقعات مؤشر الأسهم ورجح أن يعود ذلك لحداثة التجربة النسائية وقلة الوعي بها. كما أكد أن غياب الشفافية للحصول على خبر أو محفز للاستثمار في شركة ما في السوق يشكل أحد العوائق. هذا عدا المصالح التي تلعب دورا رئيسيا في طرح المعلومات الأساسية في الوقت المناسب فالبعض يرى أن من حقه تخصيص ما لديه من معلومات بالأولوية لمن يرغب وليس بأحقية المواطن الطبيعية في تكافؤ الفرص وأعتقد أنه أمر ينطبق على الرجال المستثمرين كما هو مع المستثمرات. وإن كان هذا هو الحال مع المستثمرات فالأمر الأكثر أهمية هو الموظفات القائمات على فتح المحافظ أو وسيطات الأسهم واللاتي تنقصهن الخبرة الكافية لتوضيح طريقة الاستثمار والتوعية بالمخاطر المحتملة والأساليب الصحيحة للتعامل مع المحافظ الاستثمارية . وهذا بالطبع لا يعطي حافزا كافيا للمستثمرة للعودة ومتابعة العمل . فكما نتعامل مع نوعيات من البشر في الحياة فصناعة الاستثمار تتطلب منا قدرة أكبر على التفاوض والتعامل مع هذه النوعيات من البشر بكفاءة وصبر والغالبية من النساء على ماأعتقد تبحث عن فرص الربح السريع دون معرفة بقوانين وأصول الاستثمار ولهذه الفئة المبتدئة أو حتى الخبيرة وهي قليلة نحاول أن نضع المعرفة والخبرات العملية التي تساعد على حسن الاختيار والمفاضلة بين الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق.. ويقترح البعض ممن يقرأون خريطة العمل الاستثماري للأسهم بإتقان بأن هناك عوامل هامة تمهد طريق الاستثمارات النسائية ومن أهمها: 1. عقد دورات نسائية تعليمية في المعاهد أو عن طريق الشركات الخاصة لتدريب المستثمرات على التداول في الأسهم أو فهم عملية الاستثمار بشكل عام . 2. اختيارالوسيط المناسب لتقديم خدمات أفضل للعملاء وتأهيلها بدورات تدريبة دورية بهدف رفع كفاءتها العملية والعلمية للتعامل مع المستثمرات على أساس عادل بمختلف فئاتهم. 3. تنمية الوعي الاستثماري عند المستثمرين وذلك بتنظيم محاضرات للتوعية ونشر الاصدارات التوعوية المتنوعة والتي تقوم بإخراجها الجهة الاعلامية في البنوك لتوعية النساء بهذا النوع من الاستثمار ومخاطره وأساليب استمرارية النجاح فيه. 4. إيجاد أماكن مخصصة وموظفات متخصصات في كل بنك لهذه التوعية بعيدا عن اجهزة الكمبيوتر والعمل المباشر مع عميلات البنك حتى يتسنى لكل عميلة أخذ الوقت الكافي لفهم عملية الاستثمار دون أن يكون في هذا تعطيل للعمليات اليومية للبنك. ومن أهم الارشادات للاستثمار في سوق الأسهم: @ ضرورة تحديد الأهداف الاستثمارية بدقة وفاعلية والذي على أساسه سيكون اختيار الفرص التجارية المناسبة . @ دخول مواقع الانترنت لدراسة سوق الأسهم والتجارب المختلفة للتداول بسوق الأوراق المالية. @ المتابعة المستمرة لاوضاع السوق والاوضاع الاقتصادية،و دراسة المتغيرات الاقتصادية والمالية والنقدية على المستوى الوطني بشكل عام. @ دراسة السيرة الذاتية للشركات المقدمة للأسهم لفهم اتجاهاتها المستقبلية وتصور التوقعات المنطقية لهذا المستقبل. @ الاستعانة بالجهات المتخصصة في اعطاء الاستشارات المالية على ان تتوافر لدى هذه الجهات الامكانات الفنية والخبرات والكفاءات المؤهلة اللازمة للقيام بمثل هذا العمل. وإن كانت مملكتنا الحبيبة تشهد كثيرا من التطورات في مختلف جوانب الحياة فالمرأة بصفتها نصف المجتمع تشكل جزءا هاما من تقنية المستقبل ، ودور الوطن تشجيعها ودفعها للمشاركة في هذا الركب الحضاري المتسارع ،ليس فقط لقدرة أثبتتها كثير من سيدات الأعمال السعوديات بل لما تحمله المرأة من مؤهلات طبيعية أهمها الدقة والصبر والتفاني.