ألقى محمد بن حمود السويلم مدير التسويق وخدمات الاستثمار في البنك الأهلي اللوم على المناهج في قصور الثقافة الاستثمارية لدى السعوديين وقال ان الطالب بالصفوف الأولية في الدول المتقدمة يتعلم معنى الادخار والاستثمار وأهمية «العملة» منذ نعومة أظفاره. وقال ان البنوك مقصرة بشأن التوعية الاستثمارية داعيا إلى تبني رعاية الندوات المتخصصة. ورجح السويلم كفة بنكه قائلاً: إنه يسيطر على 36٪ من حجم سوق الصناديق الاستثمارية، ونصح صغار ومتوسطي المتداولين في الأسهم والمنخرطين الجدد التوجه لصناديق الاستثمار واصفا إياها ب «الملاذ الآمن». وقال في حديث موسع ل «الرياض الاقتصادي» ان البنوك السعودية بصدد موافقة هيئة السوق المالية لاعلان استقلالية الاستثمار بالأسهم عن البنوك من خلال إنشاء شركات «وساطة». وهنا تفاصيل الحوار: ٭ «الرياض»: نود في البداية أن نعطي القارئ لمحة عن صناديق الاستثمار ومقومات النجاح للصناديق عموماً؟ - السويلم: صناديق الاستثمار تعتبر أداة استثمارية جديدة مع أن لها الآن ست وعشرون سنة، وبدأت في العام 1979م، وتم حينها طرح أول صندوق استثماري اسمه صندوق الأهلي للدولار قصير المدى، وهذا الصندوق قصير الأجل.. ويستثمر في أسواق النقد بعملة الدولار. وبعد طرح الصندوق استمرت عملية طرح الصناديق الاستثمارية من عدة بنوك، وخلال فترة ما يقارب سبع سنوات رأت البنوك الجدوى من الصناديق واستقطبت شريحة من الناس الذين يودون الاستثمار محلياً، لأن الاستثمار كان معروفاً عند أكثر الناس بأنه عقار أو وضع أسهم عقارية أو شركة، فكان مفهوم الاستثمار لديهم محدوداً، فتطورت الصناديق ووصلت لغاية العام 2004م إلى (195) صندوقاً استثمارياً، فهذه هي بداية صناديق الاستثمار في المملكة، وكانت مؤسسة النقد حريصة جداً على تطوير صناديق الاستثمار وأن يكون لها دعم من مؤسسة النقد، ومع تواجد هيئة سوق المال الآن يتوقع أن يكون الدعم أفضل وأكثر، وأريد أن أوضح معنى صندوق الاستثمار فهو عبارة عن شركة أساساً ويكون لها مدير وهو مدير الصندوق، والشركاء في الصندوق هم المستثمرون (الملاك)، وكل واحد يمتلك جزءاً بسيطاً من أسهم الشركة وتُسمى هذه الجزئية الوحدات، وكل شخص واحد يمتلك وحدات من الصندوق حسب النسبة التي وضعها فيه، ويقوم مدير الصندوق نيابة عنهم واستناداً لهذه المبالغ الكبيرة باختيار فريق متخصص لديه خلفية فنية لتحليل الصناديق واختيار اسم الشركات المناسبة الجيدة وعمل التوزيع الأمثل الجغرافي المتوازن على مناطق معينة وعلى أدوات مختلفة، على أساس نزول محافظ معينة وترتفع أخرى لتعويض الخسارة. فيكون لدى المدير القوة المالية والخبرة والدراية وتكون المخاطر أقل في الصندوق الاستثماري.. حيث يتم توزيع الخسارة على جميع الشركات مما يقلل حجم الخسارة عن الشركة الواحدة، فمقومات الصندوق ثلاث: القوة المالية، والخبرة الفنية، والتحليل المالي الجيد والمخاطر الأقل بناء على التوزيع الأمثل للمحافظ. وفيما يخص الصناديق الاستثمارية الآن، فأتوقع أن لها مستقبلاً كبيراً بحيث تنمو وتكبر، ومن بداية الصناديق منذ ستة وعشرين عاماً أصبح مجموع الأصول في الصناديق الآن (69) مليار ريال سعودي، ومع ذلك فهذا الرقم لا يمثل إلا نسبة بسيطة من مجموع القيمة السوقية لسوق الأسهم السعودية كلها، أي ما يقارب (4٪) فقط. ٭ «الرياض»: كم حصة البنك الأهلي من المحافظ المالية؟ - السويلم: حصة البنك الأهلي الآن تقريباً (36٪) في نهاية شهر مارس 2005م. ومازلنا مسيطرين على الحصة الأكبر في السوق، ولكن أكرر بأن مجموع هذه الأصول نما خلال الفترة الماضية بنسبة جيدة، ولكن عدد المستثمرين الذين يملكون صناديق الاستثمار كلها في المملكة يعتبر عدداً محدوداً جداً، فعدد المشتركين في الصناديق قد وصل إلى ما يقارب (200) ألف مستثمر، وكان العدد في نهاية العام 2004م لم يتجاوز (170) ألف مستثمر، فهذه القفزة في العدد ناتجة عن الإقبال الشديد على الاستثمار في سوق الأسهم السعودية، فأصبح هناك نوع من الوعي الاستثماري البسيط في اتجاه صناديق الاستثمار السعودية. فعدد المستثمرين يعتبر قليلاً جداً لغاية الآن، ولو أخذنا عدد العائلات الساكنة في المملكة لوجدنا أن نسبة (2٪) من مجموعها في المملكة لديها فرد واحد من أفراد العائلة لديه صندوق استثماري، وهذا دليل على أن هناك فرصة كبيرة جداً على أنها تنمو، ولكن السبب في ذلك يعود إلى قلة الوعي الاستثماري.. ٭ «الرياض»: هناك ملاحظة على أداء صناديق الاستثمار في الفترة الماضية، فأحد صناديق الأهلي ربط أسهمه بسابك، بحيث إذا انخفضت أسهم سابك انخفضت عوائده، ما تفسيركم لذلك؟ - السويلم: نعم هذا صحيح، ولكن عندما أنظر إلى تقييم العائد سواء في الصندوق الاستثماري أو في أسهم أي شركة دائماً نجد أن التقييم الأفضل والمجدي هو تقييم الصندوق خلال فترة لا تقل عن أربع سنوات أو ثلاث سنوات، بحيث نرى العائد ونقارنه بالصناديق أو الأدوات الاستثمارية الأفضل، ففترة سنة أو أقل اعتبر ذلك ليس جيداً، لأن الاستثمار بالأسهم هو استثمار طويل الأجل. فصندوق الأهلي عندما نقارنه مع الصناديق المشابهة له سنجد أنه صندوق شرعي ومنضبط شرعياً، ويعتبر هو واثنان من الصناديق البنكية الأخرى متنافسة دائماً على العائدات، ولو أتينا إلى الصناديق المشابهة للصندوق الأهلي من حيث أدائها خلال فترة خمس سنوات لوجدنا أن صندوق الأهلي هو الأفضل من ناحية الأداء. فالصناديق بشكل عام يجب أن يوضع لها قاعدة معينة، فإذا أراد الشخص أن يدخل لصندوق ما في فترة قصيرة فيجب أن يختار الصندوق المناسب له، وإذا لم يكن لديه استعداد للمخاطر فعليه أن يصبر لفترة طويلة. ٭ «الرياض»: هل هناك توعية للمستثمر بهذا الخصوص؟ - حقيقة التوعية قليلة جداً، والسبب هو أن كل مؤسسة كبيرة جداً يجب أن يكون فيها راع ودافع للمؤسسات الصغيرة أن تزيد من التوعية وتثقيف الناس والأدوات المتعلقة بالاستثمار، ونحن في البنوك جميعاً قائدنا هو مؤسسة النقد التي تقودنا وتؤثر علينا وتدعمنا، وأوافقكم بأن نشاط التوعية والتثقيف لغاية الآن غير مرض، ولكن أتوقع مع قدوم هيئة سوق المال ونسمع الآن عن إعداد حملة إعلامية جيدة على مستوى المملكة وكل البنوك قد اشتركت فيها تحت رعاية هيئة سوق المال، ستكون هناك برامج معينة من خلال المؤسسات الإعلامية والندوات والمؤتمرات وورش عمل ومعارض معينة لإفادة الناس وتعريفهم كيفية الاستثمار في صندوق الاستثمار. وهل هو آمن أو غير آمن وغيره من الأمور، حيث نجد أن بعض الأشخاص يقول لقد وضعت أموالي في صندوق استثماري ولا أستطيع سحبها، وهذا مفهوم خاطئ لأن صندوق الاستثمار حساب استثماري مثله مثل أي حساب جار، إلا أن فترة الاسترداد تختلف من صندوق إلى آخر. والآن هناك صناديق شرعية، وتوجد هناك هيئات شرعية لكل البنوك، حتى إن بعض الهيئات تعمل لأكثر من بنك، وهذا سيزيد من المصداقية، وهم من مشايخ وعلماء أمثال المنيع والمطلق وغيرهما، وخلال فترة الخمس عشرة سنة الماضية عملنا استبيانات على شرائح المستثمرين فوجدنا أن (90٪) من المستثمرين يريدون الاستثمار في صندوق إسلامي شرعي، فهذا يدل على وجود رغبة قوية جداً على الاستثمار في الصناديق الشرعية، وهذا التوجّه الآن ليس فقط في البنك الأهلي وإنما في كل البنوك. بل عند البنوك العالمية التي تريد منافستنا الآن، فهناك مؤتمر في بريطانيا عن الصناديق الإسلامية كل سنة، وكذلك في أمريكا. فمن المفروض نحن من نقوم بقيادة زمام هذه الأمور وليس الجهات الخارجية. والآن لدى كل بنوك العالم الرغبة في الاستثمار الإسلامي، ولهذا نجد الآن الإقبال الكبير على صناديق الاستثمار الإسلامية، والهيئات الشرعية قد كثرت وتساعد البنوك في هذا المجال.. ٭ «الرياض»: هل تعتقد أن التوجّه الإسلامي للبنوك سيشكل شبه حصانة لها أمام الزحف العالمي؟ - السويلم: لا شك في هذا، فالهيئات الشرعية تشكل ميزة ومصداقية للمستثمرين، وخاصة بالنسبة لنا كسعوديين فصدقية الهيئات الشرعية عندنا أفضل من هيئات خارجية، ونرى أن البنوك الخارجية حتى لو بدأت تطرح صناديق استثمارية إسلامية، وهذا وارد، فإن المنافسة ستكون قوية على أساس التوزيع الذي يعتبر مهماً جداً في عملية تسويق الصناديق الاستثمارية. مثل البنك الأهلي والراجحي والرياض لديها قنوات كثيرة في المملكة كلها، بينما البنوك الخارجية تحتاج إلى فترة طويلة حتى تبني هذه القاعدة، ولا أعتقد أن هذا الموضوع خطير أو مهم جداً خلال فترة سنتين أو ثلاث سنوات مقبلة. ٭ «الرياض»: شهد سوق الأسهم دخول عدد كبير من المستثمرين الجدد الصغار والمتوسطين، بينما البنوك لم تكن مستعدة آلياً وتقنياً وبشرياً، وأغلقت أبوابها أمامهم، كيف تعامل البنك الأهلي مع هذه الشريحة؟ - السويلم: لا تحضرني هذه الشروط، بينما ذلك يعتمد على نوع الصندوق، وهناك بعض الصناديق المعينة تُطرح من قبل بعض البنوك ولها حد معين، ولكن موضوع التعامل مع العملاء من ناحية الحسابات الاستثمارية إذا كانت من ناحية الاكتتاب في الشركات فكما ذكرتم، ودائماً عندما يتم طرح سهم من أسهم الشركات الجديدة فإن الفروع تزدحم بالمراجعين مع صعوبة في عملية تعبئة البيانات، وهذا الأمر راجع إلى النقص في عدد موظفي خدمات العملاء، والبنوك ليس لديها استعداد لزيادة عدد الموظفين من أجل الاكتتاب فقط، فاتجهت إلى وسائل التقنية الآن في عمليات الاكتتاب، والآن بالإمكان الاكتتاب عن طريق الهاتف والإنترنت، وعن قريب سوف تطرح المراعي أسهمها وسيكون التسجيل عن طريق الصراف. وحتى بعد الاستثمار في صناديق الأسهم السعودية أصبحت الآن مشكلة نتيجة انكباب صغار المستثمرين عندما سمعوا عن الأرباح في الأسهم السعودية، وهذا جعل كميات التداول تصعد إلى أعداد كبيرة جداً، فالكل يريد الربح، فربما الأهلي والراجي لديهما فروع كثيرة بينما البنوك الأخرى ليس لديها فروع كافية للسماح بعملية الاكتتاب. ٭ «الرياض»: في حال كنت عميلاً في البنك الأهلي وافتتحت محفظة، نجد أن النظام غير مؤهل لإعطائي فرصة أكبر، وأحياناً أدخل وأعطيه أمر بيع ولم يتم مما يجعل الفرصة تضيع بسبب خطأ ما في البنك، ما ردكم؟- - السويلم: هذه الأخطاء تعود إلى التقنية، خاصة أن هناك الكثير من المشكلات فيها. والمسؤول عن ذلك الخطأ هو البنوك والتداول، لأن نظام التداول مرتبط بكل البنوك في تنفيذ العمليات، وذلك يعود أيضاً إلى عدة أسباب، أولاً الاتصالات، وثانياً يكون هناك ضغط كبير على النظام والأنظمة، فأقول إن هناك تقصيراً ولكن كلما اتجهنا إلى القنوات البديلة من إنترنت وهاتف كلما تم تخفيف الضغط عن البنوك والفروع على أساس يتم الاستفادة من موظفي الفروع لخدمة العملاء بالشكل الأفضل. وسوف تخف الزحمة مستقبلاً، من خلال خدمة العملاء عن طريق القنوات البديلة من إنترنت وهاتف، وذلك أسهل لهم. ولا شك أن هناك تقصيراً في الاستعداد لدى البنوك في هذه الأمور التي ذكرتموها. ٭ «الرياض»: هل لكم أن تحدثونا عن سلوك المستثمر السعودي مقارنة بالمستثمر العالمي ومدى وعيه؟ - السويلم: نعم، نجد أن المستثمر السعودي قد ينقصه الوعي وهذا ليس راجعاً لتفكير الشخص وإنما إلى عدة عوامل من أهمها عدم وجود التثقيف من الناحية الاستثمارية في مناهج التعليم، وعلى سبيل المثال في أمريكا نجد أن الشاب ابن الخامسة عشرة عارف بأمور الإدخار ومفهومه، ونرى أنه يعمل ولديه دخل يقدر بخمسين دولاراً يوفر من هذا المبلغ عشرين دولاراً ويضعه في حسابه الاستثماري، وهذا عائد للتعليم الأسري والمدرسي والمجتمع الذي يعيش فيه، أما نحن السعوديين فإننا لا نعرف الإدخار، وهذا يعود إلى تعليم مجتمعنا، فمفهوم الإدخار لدينا معدوم، ولغاية الآن لم نر هناك تركيزاً على مفهوم الإدخار. والأمر الثاني نجد أن المستثمر السعودي غير مطلع ودائماً ماي سمع كلام الغير، أو يذهب إلى منتديات الإنترنت التي تتضمن كلاماً خاطئاً خارجاً من أناس ليس لهم علاقة بالاستثمار، وكلامهم لا يتعدى كونه (دردشة)، وهناك عشرون ألف موقع تتحدث عن مبادئ الاستثمار وعن التخطيط المالي، وأيضاً هناك كتب موجودة.. وعدم الاطلاع هو ميزة سيئة في سلوك المستثمر السعودي.. ٭ «الرياض»: ألا تعتقدون أن البنوك مقصرة في توعية الناس استثمارياً؟ - السويلم: نعم إن البنوك مقصرة في هذا، ولكن نحن في البنك الأهلي لدينا اتصال مباشر مع عملائنا في الاستثمار نحاول من خلاله توعيتهم وتثقيفهم سواء حضورياً أو من خلال ندوات، ونرسل لهم مجلات متخصصة في الاستثمار دورية وتقارير والمجال مفتوح ما بيننا وبينهم، والبنوك مقصرة في ناحية رعاية الندوات المتخصصة، ونحن بدأنا منذ العام الماضي بندوة عن سوق الأسهم السعودية، وعملنا ما يقارب الثماني ندوات في المملكة، ووجدنا من خلالها اقبالاً على سوق الأسهم السعودية.. وأيضاً البنك السعودي البريطاني ساهم في إقامة ورعاية بعض الندوات، فالبنوك بشكل عام مقصرة، ولا بد من وجود رأس يقودها، فجهاز مؤسسة النقد أو هيئة سوق المال هما من يقدر على دفع البنوك لتطوير الأنشطة التوعوية.. ولذلك أؤكد بأن مفهوم الإدخال لدينا معدوم بشكل كبير، والآن لدينا أدوات خاصة لصغار المستثمرين وطرحنا خدمة منذ ثماني سنوات أطلقنا عليها اسم خدمة الاستثمار، ورأينا أن الحد الأدنى للدخول في أسهم الاستثماري مرتفع إلى حدّ ما على بعض الشرائح، ويجب أن يكون الحد الأدنى لهذا الاستثمار هو خمسة آلاف ريال، ويستطيع المستثمر أن يضع هذا المبلغ في أي صندوق يريده بمساعدة المستشار المالي أو مندوب الاستثمار في الفرع بحيث يكوّن له محفظة معينة وهذه الخدمة تمكنه من سحب مبلغ من حسابه الجاري يقدر على الأقل بخمسمائة ريال تنسحب أتوماتيكياً من حسابه الجاري وتذهب إلى الصندوق، خاصة أن الذي لديه راتب يقدر بخمسة آلاف ريال شهرياً يستطيع أن يوفر 500 ريال شهرياً، وبعد فترة عشرين سنة نجد أن هذا الشخص قد جمع مبلغاً جيداً يساعده في حياته وهذه الخدمة جيدة وعليها إقبال كبير. ٭ «الرياض»: كم عدد الأشخاص المستفيدين من هذه الخدمة؟ - السويلم: عدد الأشخاص الداخلين في هذه الخدمة بالنبك قد وصل إلى (12) ألف مستثمر، أما حجم الأرباح فهو يعتمد على المحفظة المستثمر بها الشخص، وإذا كان المستثمر متحفظاً فإنه يجب أن يركِّز على الصناديق التي لا توجد بها نسبة أسهم كبيرة جداً، وإذا كان يتحمل المخاطر فإنه يدخل في الصنايق التي تكون فيها نسبة الأسهم كبيرة وهكذا. ولكن بشكل شهري يأتي المستثمر كشف حساب ومعلومات عن الاستثمار وكشف عن الربح من حيث النسبة في المحفظة، وهذه الخدمة موجودة لدينا كما أنها موجودة في بعض البنوك الأخرى، وهذه الخدمة مبنية على مفهوم الإدخار، فهذه وسيلة سهلة وجيدة.. ٭ «الرياض»: عندما لا يطالب العميل البنك بالفوائد، فأمام هذه الميزة هل قدرت البنوك وتفاعلت مع المجتمع مقابل ذلك أسوة بما تقوم به بنوك أجنبية؟ - السويلم: نحن في البنك الأهلي كان لنا مساهمات كثيرة في عدة قطاعات خيرية ومؤسسات تعليمية، وكوّن البنك العام الماضي إدارة أطلق عليها اسم (خدمة المجتمع)، ولها جهاز فني كامل، وهدفها المساهمة في خدمة بعض طبقات المجتمع مثل المؤسسات الصغيرة والجمعيات الخيرية، وعلى أساس أن نساعدهم على تبني بعض البرامج على حساب البنك، مثل التدريب في بعض المعاهد الصناعية وكذلك البنك يساعد هؤلاء الطلاب في التوظيف، وهناك تقدم مستمر إن شاء الله. ٭ «الرياض»: هل دعمتم كراسي في الجامعات؟ - السويلم: نحن لا نعلن عن هذه الأمور، ولكننا ساهمنا في جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز من حيث إقامة المعامل الفنية في الجامعات، ومساعدة طلاب معينين. وكذلك ساعدنا المدارس من خلال إقامة المعامل وأجهزة الكمبيوتر وغير ذلك. ٭ «الرياض»: ما أنواع صناديق الاستثمار في البنك الأهلي؟ - السويلم: صناديق الاستثمار تأتي تحت مظلة ثلاثة أنواع: قصيرة الأجل والتي تكون نسبة المخاطرة فيها شبه معدومة وتستثمر أموالها في سوق النقد من مرابحات ومتاجرة إسلامية أو في أسواق النقد التقليدية من تمويل وغير، وهذه الصناديق يسمونها صناديق الدخل، لأنها تدر دخلاً. والنوع الثاني هو الصناديق المتوسطة الأجل ونسبة المخاطرة فيها قليلة جداً مقارنة بطويلة الأجل وتستثمر في مزيج من السلع مثل الحديد والبترول والأخشاب وغيرها أو في السندات الإسلامية التي تُسمى الصكوك، فهذه الصناديق متوازنة ومتوسطة المدى. النوع الثالث وهو صناديق طويلة الأجل، وتكون المخاطر فيها مرتفعة، لأن الدخل فيها والعوائد تكون أكثر من المتوسطة والقصيرة، فكلما زادت المخاطر زاد العائد ولكن لفترة طويلة، وكلما قلّت المخاطر كانت الفترة أقصر والعائد أقل من سابقه. وهناك أنواع من الصناديق الأخرى منها الصناديق المقفلة، وصناديق مفتوحة مثل النقد والسندات والصكوك، والمفتوح بإمكان المستثمر الدخول والخروج منها متى ما شاء ذلك، ويستطيع وضع مبالغ كل فترة معينة، بينما الصندوق المغلق لا توجد به هذه الميزة، فالمستثمر إذا استثمر بهذا الصندوق المغلق فإنه تحكمه فترة تبدأ من سنة ونصف السنة لغاية خمس سنوات على سبيل المثال، وهذه الفترة تعتمد على نوع الصندوق ولا يُسمح للمستثمر باسترداد أي مبلغ من استثماره خلال فترة الصندوق، وبعد نهايته يقفل الصندوق، ثم رأس المال مع العائد إذا وُجد يعاد إلى المستثمر. فهذه هي أنواع الصناديق الاستثمارية، وهناك صناديق تقليدية أي غير شرعية، وصناديق شرعية. والآن معظم البنوك ركزت على الصناديق الإسلامية بشكل عام. والصناديق المغلقة معظمها تكون عالمية أو أمريكية أو أوروبية، والآن هناك صناديق محلية حيث يعتبر البنك الأهلي البنك الوحيد الذي بدأ منذ العام 1996م بطرح الصناديق المحلية، حيث يكون الاستثمار محلياً، وفي العام 1996م قمنا بطرح صندوق عقاري، وكان صندوقاً ناجحاً ونسبة 67٪ عائدة لمستثمرين، وبعد ذلك طرحنا سلسلة صناديق تمويل السيارات مع عبداللطيف جميل، (صندوق أ) و(صندوق ب)، وطرحنا صندوقاً عقارياً في العام 2003م مع الذكري وسُمي صندوق الدخل العقاري، وفي العام الماضي طرحنا صندوق التطوير العقاري مع العيسائي، والآن طرحنا خمسة صناديق مغلقة تستثمر محلياً، وهذا ميزنا عن البنوك الأخرى التي لم تحاول الدخول إلى هذا المجال، فهذابشكل عام عن أنواع الصناديق الموجودة.. ٭ «الرياض»: هل لكم أن تقيموا أداء سوق الأسهم؟ - السويلم: سوق الأسهم مرتبط بالاقتصاد الرئيسي في المملكة وهو معتمد على الدخل الرئيسي للمجتمع، وخلال السنوات الخمس الماضية نى أن مؤشر الأسهم السعودية إلى حدّ ما مرتبط بناحيتين، وهما أسعار البترول وأرباح الشركات، والحمد لله زيادة العوائد من البترول ضخت سيولة في المملكة ونتج عنها زيادة في أرباح الشركات ودورة الاقتصاد تدور، فتوقعاتي خلال الفترة المقبلة سيواصل المؤشر ارتفاعه حيث خلال السنوات الخمس السابقة قفز المؤشر بشكل كبير جداً، والآن لدينا نوعان من الشركات هما الشركات الرئيسة القيادية التي تمثل (38٪) من سوق الأسهم وهما شركتا سابك والاتصالات. وهناك شركات مضاربة حيث جزء كبير منها غير معتمد على أرباح الشركات، وكلها ناتج عن سيطرة المضاربين في السوق، وأتوقع خلال هذا العام أن يستمر المؤشر في ارتفاعه ولكن ليس بنفس السرعة التي سار عليها في الأشهر الثلاثة الماضية، والآن التقارير تتحدث عن زيادة الطلب على البترول خلال الفترة المقبلة حيث وصل سعر البرميل إلى (61) دولاراً، وهذه لا شك محفزات لسوق الأسهم السعودية. إذن المقومات موجودة والسوق جيد والاقتصاد ممتاز وسيحافظ السوق على المستوى نفسه.. والآن نحن في البنوك والجهات الزخرى نتوقع أن هيذة سوق المال تبدأ بفرض قوتها والتحكم بالسوق بشكل أفضل، وسيكون هناك نزال كبير خاصة إذا بدأت شركات الوساطة، حيث إن الهيئة ستعطي تراخيص لشركات كثيرة استثمارية، بينما كان سابقاً الاستثمار محدوداً للبنوك فقط. وسوف تكون هناك شركات متخصصة بالاستثمار ولديها رخصة من مؤسسة النقد وتشرف عليها هيئة سوق المال بشكل جيد وستقوم هذه الشركات نيابة عن المستثمر في الاستثمار بالأموال بالشكل الأفضل، ومتى ما كان هناك نظام وتنظيم سيتعدى المؤشر ال«25» ألف نقطة.. ٭ «الرياض»: هل تعتقودن أن سعر سهم سابك واقعي أم أنه سيقفز متجاوزاً الألفين؟ - السويلم: وصل سهم سابك إلى أكثر من قيمته، ولكن إذا كانت شركة سابك فيها ربح قوي فإن السهم سوف يرتفع عالياً.. ٭ «الرياض»: التوجّه القائم الآن لدى «هيئة سوق المال.. هو الترخيص لشركات وساطة مالية من أبرز مهامها إدارةالمحافظ الاستثمارية وإدارة التداول - الأمر الذي سيخفف على البنوك السؤال: هل تقدمت البنوك لإنشاء شركات وساطة. - السويلم: بالطبع البنوك في الوقت الحالي تركز على نشاط الاستثمار بحيث يكون مركزاً ومختلفاً، وليس لها علاقة بالأنشطة الأخرى، وهذا يعني أن النشاط الاستثماري في البنك تملكه شركة ترجع ملكيتها للبنك نفسه، وتُعامل معاملة شركات الوساطة، وهذا سوف يكون قريباً، والآن بدأنا بتوحيد جميع قطاعات الاستثمار تحت إدارة عُليا واحدة، وأتوقع أن قرار هيئة سوق المال سيصدر قريباً، وأرى أن هناك هية سوق المال لديها أعمال كثرية ومركزة حالياً على موضوع التقنية ومراقبة السوق.. ٭ «الرياض»: هل تعتقدون أن هيئة رأس المال قد وُفقت في قراراتها الماضية؟ - السويلم: شخصياً أشجعها وأثني عليها عندما أصدرت القرار (44)، حيث هدّأ هذا القرار الوضع الراهن لسوق الأسهم.