بما أننا في أيام أعياد وأفراح فليس من المناسب الحديث عن المشاكل والحاجات التي تغم وتسد النفس كعادة بعض الكتاب (ربنا يهديهم ) الذين يموتون في شيء اسمه نكد ويجدون متعتهم في عز العيد والناس سعداء بتذكيرهم بالمآسي .. ويندر أن تجد مقالة لأحدهم مكتوبة في العيد وتتحدث عنه إلا وقد بدأها بالبيت الشهير لعمنا الضخم كما سماه غازي القصيبي وأعني المتنبي بعد فراره من مصر وشعوره بنسائم الحرية بعد احتجاز كافور له حين قال: ==1== عيد بأية حال عدت ياعيد==0== ==0==بما مضى أم بأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهمو==0== ==0==فليت دونك بيد دونها بيد==2== وقد تعودت ألا استمر في القراءة بمجرد استهلال المقالة بهذا البيت ولا أظن أن هناك أمة في الدنيا تحتاج إلى يوم فرح تنسى فيه جراحاتها وآلامها مثل أمتنا.. فيوم فرح أو يومان في العام ليس بكثير من بين 363 يوم حزن في السنة على أمة هذه حالتها ( بس يحسدون الفقير على موتة الجمعة). المشكلة أن هذا البيت الشعري قد ظلم بكثرة اقترانه بالكتابات الحزينة المليئة بالنياحة واللطم .. مع أننا لو فكرنا قليلا لوجدنا أن العيد قد ارتبط فيه بأمر عظيم جدير بالسعادة ..ألا وهو استرداد الحرية (هل هناك ماهو أعظم منها؟) وقد كان الأجدى أن يستشهد فيه على الفرح والانتصار لا العكس .. ولكن (وش نسوي مع الناس اللي غاوية نكد ؟) . من جهة ثانية القصيدة تضج بالعنصرية في أبياتها بشكل يستفز منظمة العفو الدولية وهيئات حقوق الانسان في العالم وبها هجاء مقذع لكافور المسكين اللي من قرادة حظه طاح بدرب المتنبي مع أن سيرته كحاكم كانت جيدة كما يروى عنه في التاريخ ولكن.