تبذل كافة الأطراف في شمال السودان جهودها للتأكيد على أن استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر الأحد سيكون سلميا ولن تعكر صفوه أي عقبات.وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية الفريق أحمد إمام التهامي للجزيرة نت أن الوزارة نشرت 33 ألف شرطي في مختلف ولايات الشمال كما دربت نحو أربعة آلاف ضابط وجندي لتأمين الاستفتاء. سودانية من الجنوب تعيش في الخرطوم وابناؤها يلهون وأشار إلى أن التحضير الأمني بدأ مع الانتخابات السودانية في أبريل الماضي وسيستمر حتى انتهاء المرحلة الانتقالية في يوليو 2011.وأكد التهامي أن مرحلة التدريب انتهت قبل يومين حيث جرى «إنعاش لذاكرة الضباط» بشأن ما تدربوا عليه، وأن الوزارة الآن في مرحلة زيارات إلى الولايات على مستوى هيئة الإدارة برئاسة وزير الداخلية الذي يقوم الآن بزيارة لإقليم دارفور في حين ينتشر بقية أعضاء الهيئة في ولايات الشمال والوسط. أسبوع التصويت وفي هذا الإطار أكدت سعاد إبراهيم عيسى المتحدثة الرسمية باسم مفوضية استفتاء جنوب السودان أن التصويت سيبدأ من الساعة الثامنة صباحا ويستمر حتى الخامسة مساء سبعة أيام بحيث تنتهي عملية التصويت يوم 15 يناير الحالي. وقالت في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن كافة الاستعدادات في مراكز الاقتراع قد اكتملت وأصبحت جاهزة لاستقبال المقترعين، مشيرة إلى أن هناك 273 ألف جنوبي في الشمال يحق لهم الاقتراع، وقد سجل منهم للتصويت نحو 115 ألفا. كما بينت أن عملية الاقتراع ستتم عبر البصمة، مؤكدة أنها طريقة «مضبوطة ومؤمنة» نافية ما تردد من مخاوف تلاعب في هذا الصدد. من جهته أكد حسن إبراهيم جاد الكريم مدير إدارة المراكز الخارجية وإدارة العمليات بالإنابة أن الإعلان الأولي للنتائج سيتم بعد تجميع النتائج من المراكز في المناطق الثلاث المتمثلة بجنوب السودان وشماله ودول الخارج وهي مصر وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وأستراليا والولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وإيطاليا. الانفصال ليس نهاية التاريخ على صعيد آخر أقيم في الخرطوم مساء الخميس لقاء ضم مجلس شؤون الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمشاركة لجنة حكماء أفريقيا وعلى رأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي. اوفي كلمة خلال اللقاء شدد عضو مجلس الأحزاب حسن عابدين على أن انفصال جنوب السودان ليس نهاية التاريخ، مؤكدا أن على السودانيين النهوض ببلدهم بعد الانفصال لجعله قدوة لدول أفريقيا، على حد تعبيره. تغيير وجه أفريقيا تدفق الجنوبيون العائدون للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء المصيري قد يفضي لولادة أحدث دول العالم وتغيير وجه أفريقيا.