الخرطوم – الوئام: سادت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم ليلة امس موجة غضب شعبية عارمة بعد رفع الاسعار بنسبة 100 بالمائة قبل يومين من استفتاء الجنوب السوداني. وقد شملت الزيادة السلع الضرورية للمواطنين، بالاضافة الى اسعار البترول التي بدورها فاقمت الوضع بعد زيادتها هي الأخرى. وقد توعد جهاز الأمن بضرب كل من يخرج للشارع ليعبر عن غضبه عن هذه الزيادات ،خصوصا بعد تاكيدات مسئول سوداني بأن الوضع الذي يحدث الان هو نتاج للرفاهية التي عاشها الشعب السوداني خلال 25 عاما مضت على حد قوله. ويأتي ذلك في وقت تبذل كافة الأطراف في شمال السودان جهودها للتأكيد على أن استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر الأحد المقبل سيكون سلميا ولن تعكر صفوه أي عقبات. ففي حين تؤكد وزارة الداخلية السودانية أن الأمن متأهب لتأمين التصويت، تشير مفوضية الاستفتاء إلى أن الاستعدادات في كافة المراكز اكتملت وأن الأجواء توحي باستفتاء آمن. وبدوره حث لقاء للقوى السياسية والمدنية في الخرطوم السودانيين على ضرورة أن يمر الاستفتاء بصورة سلمية بغض النظر عن نتيجته. وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية الفريق أحمد إمام التهامي للجزيرة نت أن الوزارة نشرت 33 ألف شرطي في مختلف ولايات الشمال كما دربت نحو أربعة آلاف ضابط وجندي لتأمين الاستفتاء. وأشار إلى أن التحضير الأمني بدأ مع الانتخابات السودانية في أبريل/ نيسان الماضي وسيستمر حتى انتهاء المرحلة الانتقالية في يوليو2011. وأكد التهامي أن مرحلة التدريب انتهت قبل يومين حيث جرى “إنعاش لذاكرة الضباط” بشأن ما تدربوا عليه، وأن الوزارة الآن في مرحلة زيارات إلى الولايات على مستوى هيئة الإدارة برئاسة وزير الداخلية الذي يقوم الآن بزيارة لإقليم دارفور في حين ينتشر بقية أعضاء الهيئة في ولايات الشمال والوسط. وأوضح أن عدد مراكز الاقتراع في ولايات الشمال يبلغ 169 مركزا أكثر من سبعين مركزا منها في ولاية الخرطوم، تليها دارفور ثم ولاية النيل الأزرق. وذكر التهامي أن أغلب التوقعات تشير إلى أن عدد الذين سيصوتون الأحد المقبل سيكون أقل بكثير من المسجلين فعليا نظرا لأن معظم الجنوبيين غادروا الشمال إلى الجنوب، على حد قوله.