عمري في العقد الثالث ولدي افكار لحوحة وضد ارادتي ولا استطيع التخلص منها تتعلق بالذات الالهية.. بمعنى عند قرأتها القرآن الكريم تأتي لي وساوس تعكس معنى الآية التي قراءتها وافكار اخرى دينية مزعجة جدا ووصلت الى حالة من القلق والخوف والكآبة فهل من علاج؟ ن. عبدالرحمن * ان ما تعانيه حسب هذا الوصف الموجز هو وسواس فكري ومحتواه ديني (محتوى أعراضه) وهذا من اكثر اشكال الوسواس انتشارا حيث تأتي للفرد افكار لحوحة مسيطرة وضد الإرادة وهو يعرف أنها خاطئة ولكن لا يستطيع التخلص منها وهنا يبدأ في معاناة مع هذه الافكار الوسواسية في تقييم نتائجها بشكل خاطىء, بمعنى ما النتائج المترتبة على هذه الافكار والتي هي خاطئة ومبالغ فيها وبالتالي يزيد القلق. هذا الارتفاع للقلق يغذي الافكار الوسواسية بدائرة لا تنتهي وبالتالي يصل الفرد الى حالة من القلق والتوتر. وصاحب هذه المشكلة عندما تأتيه هذه الافكار الوسواسية التي هي دينية في محتواها وذلك عندما يقرأ القرآن الكريم ربما تكون هذه الافكار عكس نص القرآن العظيم وبالتالي فإن تقييم السائل للنتائج يكون كالآتي: سوف اعذب بها او أكفر او ألحد وربما عباداتي جميعها غير مقبولة نتيجة تلك الافكار, هذه النتائج المترتبة على هذا التفسير الخاطىء هي نتيجة زيادة القلق والتوتر وعندها تتغذى الافكار الوسواسية بهذه الطريقة. والعلاج هنا يكمن في فحص النتائج المترتبة على هذه الافكار التي زودت القلق حيث ان تلك النتائج خاطئة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حيث ان هناك نصا قرآنيا وحديثا صحيحا بأن الله جلت قدرته لا يحاسب الانسان عما يدور في نفسه بمعنى لا يحاسب على افكاره مالم يتحدث او يفعل, وعليه فإن هذه التفسيرات خاطئة وهنا تتم اعادة تقييم هذه النتائج بعد تصحيحها بالدليل الشرعي وبالتالي يكون هناك اقلال للقلق والمفترض ان يزول بزوال السبب, وهذا ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي للوسواس وقد يستخدم العلاج الدوائي بضمه مع الأول.