إنه عصر الكاتبات من النساء في الغرب، مؤلفة مسلسلات قصص الفتى الساحر "هاري بوتر" قد تكون أعظم من باع كتبا للأطفال في كل تاريخ الكتابة. ونساء كثيرات في أمريكا واستراليا وفرنسا يتبوأن أكبر مقامات الكتاب. ومؤخرا وزعت منح جائزة "ويتبيرد" البريطانية المحترمة وهي مكونة من خمس منح، تتوزع على أطياف الإبداع الأدبي، ونالت النساء ثلاث جوائز منها. بل لقد أدهشت الجميع كاتبة ممتازة اسمها "أندريا ليفي" فازت في فئة الرواية عن قصة عنوانها "جزيرة صغيرة" تحكي عن المهاجرين الجامايكيين الذين ضمتهم الجيوش البريطانية ثم تنكرت لهم بريطانيا بعد أن انتهت الحرب، وقال القضاة عن كتابها: " إنه مؤثر، وعاطفي، وإنساني، ويخرج العيون من محاجرها!" والقصة فعلا كذلك. والنساء يبدعن أيما إبداع عندما يتخلصن من غضبهن ، واحتجاجهن ، وثوراتهن النسائية المحصورة، ويقول الشاعر الإنجليزي الملهم "توماس إليوت" : كلما فصل الكاتب في داخله بين الإنسان الذي يعاني وبين العقل المبدع، كان أكثر اكتمالا وهذا صحيح لأن العقل يجب أن يتحرر من أسر الشعور الفردي، أو النوعي، وهذا أجدى في خدمة قضاياه الفردية والنوعية. "فرجينا وولف" من أروع من كتب بأي لغة، ولغتها الإنجليزية كتبت بضمير نسائي عالمي، وهي كانت في وضع ربما أكثر ضيقا من وضع نسائنا الآن، حيث كانت المرأة في العصر الفكتوري مكرسة الوقت لخدمة الرجل والعائلة، وما لمعت كاتبات مثل "أميل برونتي" وأختها "شارلوت" ، وفرجينا وولف ذاتها، إلا لأنهن لم يكن لديهن أولاد. ولدينا كاتبات قد يبدعن ويحلقن في ذرى أعلى من كتاب رجال لو خرجن من شرانق معاناتهن، وغضبهن، واحتجاجهن، وفي هذه الجريدة كاتبات مبدعات حقا لأنهن خرجن من أنفسهن، وتناولن المواضيع المفتوحة، ولدينا كاتبات أسرن أنفسهن بالقيد الضيق فأسرهن القيد في غبار الأرض. "فرجينا وولف" ادعت في كتابها (غرفة لنفسها) بأنه كان لشكسبير أخت أسبق منه موهبة وإبداعا.. لو تخلصت كثير من كاتباتنا من إسار التبرم لخرج عندنا أكثر من واحدة مثل أخت شكسبير!