التبرعات السعودية الطائلة لضحايا (تسونامي) عبر حملة التضامن مع ما حدث من مد طوفاني ضرب جنوب آسيا قبل نحو اسبوعين تدل على تحمل المملكة مسؤولياتها الانسانية تجاه كثير من المجتمعات التي تتضرر بين حين وآخر من مثل هذه الكوارث الطبيعية، وتعمد الى التدخل للتخفيف من معاناة الشعوب المتضررة، وهذا هو ديدنها في كثير من الازمات والملمات، فقد تجاوزت التبرعات من قيادة هذه الامة وابنائها ارقاما تطمئن بان الوقفة الانسانية التي وقفتها المملكة سوف تؤدي باذن الله الى انقاذ الاوضاع المتردية والمأساوية في تلك البقاع المنكوبة، فقد تفاعلت مشاعر ابناء المملكة مع نداء قيادتها كما هو الحال في كثير من النداءات الانسانية، فأثمرت عن تقديم التبرعات السخية للمنكوبين في تلك الزلازل البحرية، فحققت المملكة بهذه الوقفة الايجابيات الكبرى من مبدأ التكافل الاجتماعي والانساني بين الشعوب، وهو مبدأ نادت به تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة التي حثت على اغاثة الملهوفين ونجدة المنكوبين ورفع معاناة المحرومين، وهكذا توالت تلك التبرعات في تصاعدها كما رآها المشاهدون على شاشات التلفزيون مباشرة، فلا تكفي عبارات الاسى والحزن لرفع معاناة اولئك المنكوبين بل لابد ان تكون مقرونة باجراءات عملية وسريعة لتقديم المساعدات لهم بأسرع وقت ممكن، وهذا ما حدث في المملكة، حيث كانت اغاثتها الانسانية فورية ومناسبة من حجم الكوارث التي تعرض لها اولئك المنكوبون، وتضرب المملكة من جديد مثلا رائعا من الامثلة الانسانية التي تظهر بين حين وآخر في نجدتها للشعوب المنكوبة، وهي من اوائل الدول التي استجابت لنداء المنظومة الدولية لمساعدة المنكوبين في تلك الزلازل البحرية، فقد تعود الشعب السعودي النبيل على سرعة التفاعل مع مثل تلك النكبات بتلبية نداء قيادته الرشيدة، وهو نداء مستمد من دوافع اسلامية صرفة لتحقيق مبدأ التكافل والتراحم والتعاطف بين المجتمعات البشرية، وهو امر يحسب للمملكة دائما، فلطالما اشادت دول الشرق والغرب بهذه المواقف الانسانية النبيلة التي لا تريد المملكة من ورائها منة من احد، وانما تريد قيادتها وابناؤها التقرب الى وجه الله بمثل هذه الاعمال الصالحة التي تؤكد من جديد عظمة الاسلام وجدوى التمسك بمبادئه الربانية السامية.