كل شاب يبحث عن لقمة العيش بعد تخرجه، حتى يسد احتياجاته اليومية من مأكل ومشرب وملبس، ويسدد الفواتير التي تتراكم عليه شهريا، وفي الوقت نفسه يأمل في بناء مستقبل حافل بالتقدم والعطاء لوطنه الغالي. ومن النماذج المضيئة يوسف علي الراضي من مواليد الاحساء يبلغ من العمر 26 عاما. ويعمل في مهنة غسيل السيارات يروي حكايته قائلا: مهنتي الاصلية هي النجارة ثم بدأت مزاولة مهنة غسيل السيارات منذ 5 سنوات بعد تخرجي في معهد الصم والبكم بالدمام. وذلك بعد فشلي في الحصول على فرصة عمل رغم مراجعتي لشركات ومؤسسات في الاحساء والدمام والرياض مرات عديدة، وربما يكون السبب انني لا استطيع النطق السليم. ولم يشفع لي حصولي على شهادة خبرة وكفاءة عالية من المعهد، وعملي يبدأ في الفترة المسائية من الرابعة عصرا حتى العاشرة ليلا، ويصل دخلي الى مائة ريال. وفي بعض الاحيان لايصادفني الحظ، واجلس طوال اليوم بلا عمل. وينصح يوسف شباب جيله بالعمل وعدم اليأس في البحث عن لقمة العيش مهما كان نوع العمل وراتبه وانا ولله الحمد احصل على التشجيع من اصدقائي واشعر بالرضا، وانا موقن بان القناعة كنزل لايفنى واغسل في اليوم من 3 الى 4 سيارات وهي تستغرق مني نصف ساعة، لكن حسب نوعية السيارة ويزداد العمل في المناسبات والاعياد، خاصة عيد الفطر المبارك. ويكشف الراضي عن اسرار عمله قائلا: اعمل كثيرا في غسيل السيارات الامريكية موديلات التسعينات والتي غالبا مايكون اصحابها من خارج المنطقة التي اعمل فيها ولكنني اتعرض لمضايقات دائمة من البلدية ورجال الدوريات الامنية. وافضل العمل في المواقف الخاصة بميدان الخميس في مدينة الهفوف وتمنى الراضي الحصول على وظيفة أخرى بقوله: ارجو الحصول على وظيفة بشهادتي وخبرتي، وان يعود الضمان الاجتماعي الذي قطعوه عني.