@ يا له من عام ثقيل، كان مليئا بالألم والتعب والاحزان.. عام أخذ مني الكثير من السعادة والفرح والأمل والطموح.. ودمر اشياء جميلة كانت في حياتي.. حتى شعرت ذات لحظة ان عام 2004م هو عام حل ليضيف سحابة من الكآبة والحزن والمعاناة علي أنا دون غيري.. @ كثيرون حولي يتحدثون عن انه عام قاس، شرس.. ولكل منهم تجربته وحظه وحياته مع ذلك العام الذي ودعناه ليلة البارحة.. لكنني اعتقد واشعر بأنني اكثر الما وحزنا جراء احداثه المرة المريرة. @ وكنت اقول لمن حولي انني اخاف من الايام المتبقية من هذا العام وكان هذا الخوف والوسواس قبل ان يضرب زلزال الشرق دقات الحرب والموت والدمار في سومطرة لتصل امواج الهلاك الى آلاف الكيلومترات لتقتل عشرات الآلاف من البشر.. @ ورغم ان طبعي ليس متشائما، الا انني لم اجد في ذلك العام امرا يدفعني او يعيدني لتفاؤلي الذي تعودت عليه طيلة حياتي.. وكيف يتفاءل المرء منا وهو يفتح عينيه كل صباح ويرى الموت والحقد والكراهية بين البشر.. حتى اننا بتنا نتهم الساسة ووسائل الاعلام بانهم يسعون لزيادة عيادات الطب النفسي والترويج لادوية المعالجين. @ وطيلة اليومين الماضيين واقسم بالله العظيم انني كنت احسب الساعات المتبقية من ذلك العام (الأليم) بعد ان فقدت ثقتي بسماع أو رؤية ما يفرح القلب ويزيل الهموم. @ ولم تذهب ظنوني المتشائمة ادراج الرياح بعد ان ابلغني زميلي عيسى الجوكم على مراحل برحيل النجم والأخ الصديق سعد الدوسري. فعيسى يعرف انني احب هذا الانسان حبا صادقا وافرح عندما التقيه واضحك من اعماق قلبي ومشاعري عندما يداعبني ببعض النكت او الحركات.. @ ومن منا لا يحب هذا الانسان، البريء في كل شيء، الصادق مع نفسه واصدقائه والبار بوالديه واسرته، والخفيف في حركاته وسعة صدره وقفشاته.. @ لا اريد ان اتحدث عنه كلاعب فالناس تعرف نجوميته وموهبته وتعرف ما قدم لرياضة بلده اثناء تمثيل الوطن في المناسبات المختلفة.. لكنني اريد واحب ان اتحدث عنه كقلب ناصع البياض وكانسان احب الناس جميعا فاحبوه وقدروه. @ التقيت به آخر مرة في استاد الأمير محمد بن فهد وبالتحديد قبل السفر للدوحة للمشاركة في كأس الخليج.. تعانقنا.. ضحكنا.. ثم كرر السؤال الذي يطرحه علي كل مرة كدعابة وهو يقول لي اين منحة الارض التي ستعطيني اياها (باعتباري اعمل في امانة الدمام) وكنت ارد عليه بانك واصل اكثر مني فلماذا لا تطلب منحتين واحدة لك واخرى لي!! @ رحل سعد وتوقفت نبضات قلبه الطيب واختفت برحيله تلك الابتسامة الجميلة التي نحتاجها في زمن كله حزن وألم ودموع.. @ انه قدر الله وقضاؤه ولاراد لهذا القضاء ولا ذاك القدر ولم يبق الا ان ندعو له بالرحمة والمغفرة، فادعوا معي بان يرحم الله هذا الانسان الصادق الصدوق. وكم اتمنى ان يقرأ اي مسؤول امنية سعد بالحصول على منحة الارض ليساهم في مساعدة اطفاله وعائلته وهذا ليس بكثير على فقيدنا الغالي.. @ وحتى منتصف ليلة البارحة.. اتمنى ان تتوقف الاحزان، خاصة وان هناك 12 ساعة بين كتابة هذه الزاوية وانتهاء ذلك العام المرير.. ولكم تحياتي