مهما كانت المرأة اليابانية غير المتزوجة مستقلة ومتعصرنة وذات صداقات واسعة فهي خاسرة على الدوام - وحيدة في العطلات تحلم بالطفل الذي لم تنجبه وترتعب من السؤال الحتمي الذي تواجهه في المناسبات العائلية: (ألم تتزوجي بعد؟). ولكن باعداد غير مسبوقة ترد نساء يابانيات على ذلك السؤال ب (لا) صارمة - ويحاولن تعزية وارشاد العازبات الاخريات حول كيفية التعامل مع محنتهن. (النساء يرفضن اليوم الزواج من اي كان لمجرد الزواج) ، كما تقول جونكو ساكاي التي باع كتابها الاخير الذي نشرته بعنوان (عواء الكلاب الخاسرة) اكثر من 300 ألف نسخة والذي يعلم العازبات اليابانيات كيفية مواجهة حياة العنوسة. بالتأكيد فقد الزواج بعضا من وهجه للنساء اليابانيات وادى ذلك الى تغييرات في المجتمع الياباني ومؤسسات الاعمال. لقد ارتفعت نسبة النساء اليابانيات غير المتزوجات من عمر 25 الى 29 سنة من 40 الى 59 في المائة. وزادت نسبة النساء من عمر 30 الى 34 من 21 الى 27 في المائة، حسب الاحصاءات الحكومية. والرجال اليابانيون بدورهم يفضلون تأخير الزواج هذه الايام ولكنهم في معظم الاحيان يعزون ذلك الى اسباب اقتصادية، كالقول انهم يجدون صعوبة في العثور على عمل يؤمن لهم الاستقرار الذي يحتاجون اليه في الحياة الزوجية، او انهم مترددون من تحمل المسؤولية العائلية. الا ان الكثيرات من النساء اليابانيات يذكرن سببا رئيسيا مفردا لرفضهن المتزايد للزواج: الرجال الذين يتوقعون ان تتخلى زوجاتهم بسرور عن وظائفهن، او تكييف عملهن لكي يكون بوسعهن في نفس الوقت الاعتناء بالازواج والاطفال. في مقابلة حديثة العهد في طوكيو قالت ساكاي، وهي عازبة في الثامنة والثلاثين من العمر: (المسألة ليست اننا نصر على البقاء عازبات.. اننا نتوق الى الزواج الصالح ولكننا لا نستطيع العثور على الرجل الصالح. الرجال لم يغيروا عقليتهم القديمة، والمرأة اصبحت قوية جدا لهم). يمثل الوضع الحالي تحولا دراماتيكيا عن التقليد الراسخ في اليابان الذي يشجع الزواج المبكر وينتقد النساء اللاتي يؤخرن الزواج ويعتبره عملا انانيا غير جذاب. في الثمانينات كانت المرأة التي لم تعثر على زوج مع بلوغها سن الخامسة والعشرين تعتبر (كعكة عيد الميلاد)، اشارة الى الكعكة التي يأكلها اليابانيون في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني ثم يلقون به كشيء عديم القيمة في السادس والعشرين منه. في ما يعكس التوجه للزواج المتأخر هذه الايام، تركز الاهتمام حول النساء العازبات اللاتي وصلن الى سن الحادية والثلاثين دون زواج. ومثل هؤلاء النسوة يعرفن باسم (معكرونة ليلة رأس السنة) ، اشارة الى تناول النودلز (المعكرونة) تلك الليلة. وقد بدأ خبو جاذبية الزواج يؤثر كثيرا على السياسة العامة في اليابان حيث تخشى الحكومة ان يؤدي نسب الولادات الى نقص في اليد العاملة في المستقبل وتضاؤل الاعانة للمتقدمين بالسن الذين يزداد عددهم. ولا ترى تشيكالو اوغورا، استاذة دراسة الجنس (ذكر، انثى) في جامعة واسيدا في طوكيو، اي امل كبير في الاقتراحات التي تروج لها الحكومة لاعكاس هذا التوجه كاضافة تسهيلات العناية بالاطفال وحث ارباب العمل على منح اجازات الامومة للموظفات. والمشكلة الاساسية هي ان الناس لا يقبلون على الزواج. وتقول اوغوار ان النساء الشابات لديهن وظائف يرفض الزواج الذي لا يؤمن لهن حياة مريحة اكثر. وتقول اوغورا: (النساء يبحثن عن شريك في الزواج يسمح لهن بعمل ما يشأن. انهن يبحثن عن الزواج المتكامل اقتصاديا وذهنيا. وعدد مثل هذا النوع من الرجال ضئيل وكلهم مأخوذون). قديما كانت الزيجات ترتب غالبا من قبل العائلات غير ان مثل هذه الممارسات باتت تعتبر بالية وغير مرغوبة، الا انه لم يحل مكانها بديل مقبول على نطاق واسع يتيح لعنصر الشباب مقابلة الجنس الآخر. وفور الدخول في مؤسسة الزواج تكتشف النساء انه لا يمكن الاعتماد على الرجال لمساعدتهن في الطبخ والغسيل. وتظهر دراسات حكومية ان الرجال يقضون اقل من عشر دقائق كمعدل يومي في العمل المنزلي في حين تتحمل المرأة عملا منزليا يستغرق ساعتين. في المجتمع الذي يفترض ان الشركات توظف العمال مدى العمر، تعاني النساء اللاتي ينسحبن من سوق العمل بداعي الحمل ورعاية الطفل من وصمة كبيرة ويزدن من الاعباء المالية لارباب العمل. وتقول روزنبلوث ان النساء غير راضيات عن الطرق القديمة ولكن ليست لديهن طرق جديدة. انهن عالقات. وهن يتعاملن مع ذلك بالعمل في وظيفة ما على الاقل قبل الزواج، على افتراض ان كل شيء سينتهي فور ان يتزوجن. @@ الكاتبة اليابانية جونكو ساكاي تتحدث عن اختيار اليابانيات حياة العزوبية.